عواصم - (وكالات): عجزت القوات العراقية عن حماية أفرادها في يومها الانتخابي الخاص حيث تعرضت لسلسلة هجمات بينها 8 تفجيرات انتحارية داخل مراكز انتخابية قتل فيها 27 شرطياً وعسكرياً وأصيب أكثر من 73. في موازاة ذلك، قتل 30 شخصاً عندما فجر انتحاري نفسه بين مؤيدين للرئيس العراقي جلال طالباني كانوا يحتفلون في أحد شوارع قضاء خانقين شرق العراق بظهوره في تسجيل مصور، فيما تحدثت تقارير عن إطلاق العنان لميليشيات شيعية في الحرب على المسلحين السنة، قبل انطلاق الانتخابات غداً. وقالت وكالة «رويترز» في تحليل لها «حين سيطر مسلحون سنة على بلدة بهرز شمال شرق بغداد أواخر الشهر الماضي مكثوا فيها بضع ساعات، وفي صباح اليوم التالي وبعد أن رحلوا عن البلدة وصلت قوات أمن عراقية وعشرات من مقاتلي ميليشيا شيعية وتحركوا من منزل إلى منزل بحثاً عن أي مسلحين سنة أو متعاطفين معهم في المنطقة الريفية. وروى شيوخ قبائل شيعة وشاهدا عيان وسياسيون حكايات مروعة عما حدث بعد ذلك. وحولت الأحداث البلدة إلى خط مواجهة في حرب طائفية تتجمع نذرها في أفق العراق. وفي بهرز وفي قرى وبلدات أخرى في محيط العاصمة تدور معركة ضارية بين الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» التي تقود تمرداً دموياً حول بغداد منذ أكثر من عام، وبين قوات الأمن العراقية التي استعانت في الشهور الأخيرة بميليشيات شيعية للقيام بمهمة قوات الطليعة. وينزلق العراق قبل الانتخابات بوتيرة سريعة مرة أخرى إلى تلك الأحداث المروعة التي شهدها في الماضي القريب. ويخشى مسؤولو الأمن وشيوخ القبائل والسياسيون أن تعيث «داعش» فساداً في العاصمة.
في المقابل، تساعد ميليشيات شيعية مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله المدعومة من إيران قوات الأمن العراقية في حربها ضد «داعش». وقال 3 سياسيين شيعة كبار إن أعضاء في عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وآخرين يقاتلون في بغداد في إطار تنظيم مرتبط بالمكتب العسكري لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ويطلق عليه اسم «أبناء العراق».
وعقد المالكي اجتماعاً مع سياسيين شيعة كبار لبحث الحرب ضد «داعش»، وأطلع الحضور بشأن الجماعة شبه العسكرية الجديدة وعبر عن خيبة أمله من أداء الجيش في البلدات والمدن استناداً إلى اثنين من الأشخاص كانا حاضرين في الاجتماع. وقال المالكي إنه تم تشكيل جماعات «من المجاهدين وأبناء العراق، في حزام بغداد» ووصف المقاتلين بأنهم «أفضل من الجيش» في «حرب العصابات» وذلك وفقاً لوقائع الاجتماع التي أكدها شخص حضر الجلسة. وحضر النائب الشيعي أمير الكناني -وهو من منتقدي المالكي- الجلسة وقال إن الجماعة القائمة منذ عام تشكلت في الأساس من كوادر في عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله. ونفى المتحدث باسم المالكي وجود أي ميليشيات تقاتل لحساب الحكومة أو تنتمي لتنظيم جديد يرفع تقاريره إليه.
في سياق متصل، أعلنت مصادر أمنية مقتل 27 شرطياً وعسكرياً وإصابة 73 في هجمات استهدفت عناصر من الجيش والشرطة في اليوم الانتخابي المخصص لهم. وألقت الهجمات شكوكاً إضافية حيال قدرة القوات العراقية على تأمين الحماية للناخبين خلال الانتخابات التشريعية العامة غداً، والتي تنعقد في ظل تصاعد أعمال العنف وتزايد الانقسامات الطائفية.
ويمثل اليوم الدامي ضربة لرئيس الحكومة الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويضع ثقله السياسي في الانتخابات محاولاً العبور من خلالها نحو ولاية ثالثة على رأس الحكومة رغم الاتهامات التي يوجهها خصومه إليه بالتفرد بالحكم والعجز عن الحد من الفساد وتحسين الخدمات. وبعد يوم من بدء العراقيين المقيمين في الخارج التصويت في دولهم، توجه أفراد القوات المسلحة التي يبلغ عددها نحو 800 ألف عنصر إلى 534 مركز انتخاب تشمل 2670 محطة اقتراع في عموم البلاد. من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إنه اضطر للسفر من بغداد إلى العاصمة الأردنية عمان من أجل الإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية لعدم حصوله على البطاقة الإلكترونية التي تخوله التصويت في العراق.