(أ ف ب) يشهد ملعب «ستامفورد بريدج» في لندن اليوم الأربعاء مواجهة من العيار الثقيل بين تشلسي الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وكان الفريقان تعادلا سلباً في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي في مدريد.
ونجحت خطة البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشلسي في مباراة الذهاب تماماً، حيث اعتمد خطة دفاعية محكمة حالت دون اهتزاز شباك فريقه برغم المحاولات العديدة للاعبي أتلتيكو مدريد.
ويسعى مورينيو (51 عاماً) إلى قيادة فريقه إلى النهائي في لشبونة في 24 المقبل، ومن ثم إحراز اللقب، ليكون أول مدرب يتوج مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن حقق ذلك مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي.
وتختلف ظروف تشلسي في مباراة الإياب عما كان عليه الحال قبل مباراة الذهاب، فقد توجه إلى مدريد الأسبوع الماضي مثقلاً بخسارة مؤلمة أمام سندرلاند 1-2 في الدوري الإنجليزي جعلت مورينيو يقول إن فريقه ليس لديه فرصة لإحراز اللقب المحلي، أما الآن فيستقبل أتلتيكو بعد أن حسم موقعته مع ليفربول المتصدر في «أنفيلد» بهدفين نظيفين الأحد، وإن كان الهدف الأول الذي جاء هدية إثر خطأ من لاعب وسط ليفربول ستيفن جيرارد بالسيطرة على الكرة ما سمح للسنغالي ديمبا با بخطفها وهز الشباك قبل أن يضيف البرازيلي ويليان الثاني في الثواني الأخيرة.
وحقق تشلسي الفوز على ليفربول برغم سيطرة الأخير شبه المطلقة على المجريات، حيث بلغت نسبة سيطرته على الكرة أكثر من 70%، لكن مورينيو نجح مجدداً بأسلوبه الدفاعي والمراقبة اللصيقة لحامل الكرة والاعتماد على الهجمات المرتدة.
وإذا كان لقب الدوري الإنجليزي ليس بيد تشلسي وحده، إذ يملك 78 نقطة في المركز الثاني بفارق نقطتين خلف ليفربول، كما إن مانشستر سيتي لديه 77 نقطة مع مباراة مؤجلة، فإن مورينيو يركز على مواصلة المشوار في دوري أبطال أوروبا برغم معاناة فريقه من الإصابات والإيقاف.
وعلى المقلب الآخر، فإن فريق الأرجنتيني دييغو سيميوني اقترب خطوة إضافية من لقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 1996 بعد فوزه على فالنسيا الأحد بهدف لنجمه راوول غارسيا.
رفع أتلتيكو رصيده في الصدارة إلى 88 نقطة قبل ثلاث مراحل من النهاية، ويتقدم بأربع نقاط عن برشلونة بطل الموسم الماضي، و6 نقاط أمام ريال مدريد الثالث (له مباراة مؤجلة).
وبرغم سقوطه في فخ التعادل ذهاباً، فإن أتلتيكو مدريد يملك حظوظاً كبيرة ببلوغ المباراة النهائية الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1974.
لأنه يقدم مباريات كبيرة خارج أرضه ويسجل دائماً أهدافاً (فاز على مضيفيه بورتو البرتغالي 2-1 وأوستريا فيينا النمسوي 3-0 وتعادل مع زينيت الروسي 1-1 في الدور الأول، وتغلب على مضيفه ميلان الإيطالي 1-0 في ذهاب ثمن النهائي وتعادل مع مضيفه ومواطنه برشلونة 1-1 في ذهاب نصف النهائي).
يذكر أنها رابع مرة يتأهل فيها أتلتيكو مدريد إلى نصف النهائي والأولى منذ 1974، عندما تغلب على سلتيك الاسكتلندي وخسر النهائي الوحيد المعاد أمام بايرن ميونيخ.
ويتعين على سيميوني (43 عاماً) استخلاص العبر من مباراة الذهاب، ومن مواجهة تشلسي مع ليفربول في الدوري الإنجليزي أيضاً، لإيجاد التكتيك المناسب لاختراق دفاعات صاحب الأرض.
ودانت السيطرة لأتلتيكو تماماً في مباراة الذهاب، وكانت للاعبيه 26 محاولة على المرمى مقابل 5 محاولات فقط لتشلسي، وهو وضع يدرك سيميوني جيداً كيف يجب أن يتعامل معه بوجود هداف من الطراز الرفيع هو دييغو كوستا صاحب 35 هدفاً هذا الموسم في مختلف المسابقات.
وتزخر صفوف أتلتيكو، الوحيد الذي لم يخسر في البطولة الأوروبية هذا الموسم، بالأسماء كراوول غارسيا والبرازيليين دييغو ريباس وجواو ميراندا وماريو سواريز والتركي أردا توران والهداف دافيد فيا وكوكي والأوروغوياني كريستيان رودريغيز، فضلاً عن حارس المرمى البلجيكي العملاق تيبو كورتوا المعار من تشلسي بالذات والذي شارك ذهاباً بقرار من الاتحاد الأوروبي للعبة برغم الشرط الذي كشف عنه تشلسي بعدم اللعب ضده في المسابقة.
ويغيب عن أتليتكو قائده غابي بسبب الإيقاف.
يذكر أنها المباراة الخامسة بين الفريقين على الصعيد الأوروبي.
فقد فاز تشلسي 4-0 وتعادلا 2-2 في دور المجموعات عام 2009، ثم فاز أتلتيكو 4-1 في الكأس السوبر الأوروبية 2012، قبل أن يتعادلا سلباً الأربعاء الماضي.