عندما أسفرت قرعة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عن مواجهة بايرن ميونيخ وريال مدريد، لم يكن أشد المتفائلين من جماهير النادي الملكي يتخيل ما حدث، حتى بعد الفوز في لقاء الذهاب بنتيجة 1-0 في ملعب سانتياغو بيرنابيو كانت الأغلبية تشعر بالقلق من رد فعل العملاق الألماني في عقر داره ملعب أليانز أرينا، ولكن أن يفوز الميرنغي برباعية نظيفة في معقل البافاري شيئ لم يكن يراهن عليه أي شخص على وجه المعمورة.
لماذا انهار حامل اللقب بهذه الطريقة، ما الأخطاء التي ارتكبها غوارديولا في حق فريقه وفي حق نفسه لكي يودع البطولة بهذه الطريقة الكارثية، نستعرضها سوياً.
أولاً .. عدم تعامل الدفاع
مع الركلات الثابتة
من ضمن الأهداف الأربعة التي سكنت شباك الحارس مانويل نوير، هدفين من ركنية وكرة عرضية حولها سيرخيو راموس في الشباك برأسه، بدون أي رقابة، وكأننا نرى دفاع فريق ناشئ، لا يدرك معنى المراقبة الفردية في الكرات الثابتة.
ثانياً .. الاستسلام للاستفزاز مبكراً
انهار لاعبو البافاري في أول 20 دقيقة من المباراة واستسلموا لاستفزاز لاعبي النادي الملكي وظهرت العصبية على أدائهم وانعكست بشكل سلبي، شيئ كان غريباً على لاعبين يمتلكون خبرة بحجم لاعبي البافاري، فأين كان غوارديولا في هذا الموقف، لماذا لم يروض نجومه ويطلب منهم الهدوء وليس الانهيار بهذا الشكل من بداية المباراة.
ثالثاً .. الاعتماد على العرضيات
حاول البافاري في بعض الأحيان الاعتماد على الكرات العرضية، بالرغم من تفوق مدافعي الميرنغي الواضح في ضربات الرأس، واختفاء مانذوكيتش الذي لم يقدم أي إضافة هجومية للفريق.
رابعاً .. عدم البدء بماريو غوتزة وخافي مارتينيز
لا يوجد أي سبب منطقي لترك لاعب موهوب مثل ماريو غوتزة على مقاعد البدلاء وعدم البدء به في التشكيلة الأساسية، غوتزة كان أفضل من مانذوكيتش في الدقائق التي لعبها سواء في لقاء الذهاب أو الإياب، كما إن إصرار غوارديولا على تغيير مكان قائد الفريق فيليب لام من ظهير أيمن لارتكاز رغم امتلاكه أغلى لاعب في البوندسليغا خافي مارتينيز أحد أفضل لاعبي الارتكاز في أوروبا وتركه على مقاعد البدلاء أيضاً، وظهر التوازن في أداء الفريق عندما عاد لام لموقعه الأصلي وشارك مارتينيز في الارتكاز بالشوط الثاني.
خامساً .. تحجيم دور شفاينشتيغر
النجم الدولي الألماني الذي اشتهر بتسديداته الصاروخية التي قد تكون حلاً فعالاً في المباريات المعقدة، لم يقدم أدواراً هجومية كثيرة في هذه المباراة لانشغاله بأداء الأدوار الدفاعية في غياب مارتينيز، ولم يتقدم نحو مرمى إيكر كاسياس كثيراً.
سادساً .. الاعتماد على دانتي
وبواتينغ في الدفاع
لا يوجد أي انسجام في دفاع بايرن ميونيخ ما بين المدافع البرازيلي دانتي الذي اشتهر بأخطائه الكارثية، والألماني جيرمي بواتينغ، المساحات كانت شاسعة ما بين اللاعبين، لم يستطيعوا فرض الرقابة على لاعبي ريال مدريد أو مجاراة سرعتهم في الهجمات المرتدة.
سابعاً .. عدم السماع لنصيحة
أساطير بايرن ميونيخ
حاول بيب غوارديولا منذ قدومه لبايرن ميونيخ تفصيل قماش الفريق على أسلوب لعب التيكي تاكا الذي كان يستخدمه مع برشلونة، لم يدرك أن لكل زمن رجال، وإنه لا يملك تشافي وإنييستا وميسي، وإنه يملك أسلحة أخرى كأجنحة سريعة ومنصات صواريخ من فريق أغلب لاعبيه يجيدون التسديد من خارج منطقة الجزاء.
ولم يستمع لنصائح أساطير بايرن ميونيخ وأشهرهم القيصر فرانك بيكنباور الذي يرى أن أسلوب التيكي تاكا أصبح عقيماً وتم كشفه.