اتفق وزراء الثقافة العرب ونظراؤهم بأمريكا اللاتينية، على تنظيم معرض مشترك بعنوان «حكاية نهرين.. النيل والأمازون»، وإنشاء صناديق لحماية المواقع الأثرية والمتاحف، داعين إلى الحوار والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة.
وأوصى وزراء الثقافة في ختام اجتماعهم بالرياض بمشاركة وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بتعزيز التعاون بين المجموعتين العربية والجنوب أمريكية من خلال التنوع الثقافي والحضاري، وحفظ الحقوق الثقافية لشعوب الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، والتعاون بين المؤسسات الثقافية وتفعيل تنفيذ هذه البنود.
واتفقت الدول على أهمية احترام تنوع الثقافات وأتباع الديانات والحضارات المشكلة للإرث البشري المشترك، واعتبار حرية العبادة إحدى الحقوق الأساسية ينبغي عدم إخضاعها لأي من أشكال التمييز، معربين عن قلقهم إزاء تصاعد حالات التصوير السلبي والنمطي المتعمد لأتباع الأديان ورموزها المقدسة.
ودعا الوزراء في بيانهم الختامي، إلى دعم البرامج والمظاهر الثقافية الداعية إلى احترام الشرائع السماوية، وتعزيز الحوار والتسامح بين أتباعها، ونشر القيم الإنسانية المشتركة، وإدانة جميع أشكال الممارسات المسيئة للأديان.
وحثت الدول العربية والجنوب أمريكية على تشجيع الإبداع والمشاركة في الحياة الثقافية، وتعزيز سياسات صون التراث المادي والمعنوي المنقول وغير المنقول والاستفادة منه، وتعزيز التنوع الثقافي واللغوي في مجتمع المعلومات، وتخصيص مزيد من الدعم لتنمية الموارد البشرية والمالية تحقيقاً للتنمية الثقافية.
وخلص البيان إلى أهمية تبادل استضافة الكتاب والمبدعين بين الجانبين في المجالات الأدبية والفنية، والموافقة على مشروع تنظيم معرض بعنوان «حكاية نهرين .. الأمازون والنيل»، ودعوة مصر والسودان والبرازيل والبيرو والإكوادور وفنزويلا للإعداد والتنسيق للمشروع، وإنشاء قاعدة معلومات حول أهم المجالات الثقافية بالتركيز على الفعاليات والشخصيات الثقافية في كلا المجموعتين، على أن تتولى المكتبة العربية - الأمريكية الجنوبية الإشراف على المشروع.
وحث البيان على متابعة إنجاز مقر المكتبة العربية الأمريكية الجنوبية في الجزائر، والترحيب باحتضان معهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط باحتضانه بشكل مؤقت معهد البحوث حول أمريكا الجنوبية، وإنشاء مكتبات محلية مستقلة في دول أمريكا الجنوبية منبثقة عن المكتبة العربية الأمريكية الجنوبية لتوسيع مجالات التعاون الثقافي بين الجانبين.
وشجع على عقد أسابيع ثقافية تشمل معارض للكتاب وندوات ثقافية وفكرية ومعارض للفنون الجميلة وكتب الأطفال والأزياء التقليدية، والعروض المسرحية والموسيقية، وحظر النقل غير المشروع والاتجار في الممتلكات الثقافية، والاتفاق على اتخاذ إجراءات محددة للتعاون وتشجيع حماية الإرث الثقافي، وإنشاء صناديق لحماية المواقع الأثرية والمتاحف.
وتضمن هذا البند أيضاً، تشجيع إدراج اللغة العربية في المناهج التعليمية في دول أمريكا الجنوبية، واللغات الإسبانية والبرتغالية في المناهج الدراسية في الدول العربية، ونشر وسائل الإعلام العربية في دول أمريكا الجنوبية وكذا وسائل الإعلام الأمريكية الجنوبية في الدول العربية.
ونص البند على إعداد أدلة عن المتاحف في دول «الأسبا»، وإصدار نشرات دورية إخبارية عن الفعاليات الثقافية المقامة في الدول الأعضاء، والنظر في إمكانية نشرها على البوابة الإلكترونية لليونسكو، وعقد ندوة لمديري المكتبات والقائمين عليها في دول الإقليمين بمكتبة الإسكندرية، لتبادل الخبرات وتطوير التعاون في هذا المجال حفظاً للهوية العربية.
وأوصى البيان بتشجيع التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني للمشاركة في وضع وتنفيذ وتمويل البرامج الثقافية تعزيزاً للديمقراطية ودعماً للاستراتيجيات الإنمائية، وتشجيع عقد الاتفاقيات الثقافية والبرامج التنفيذية الثنائية والمتعددة الأطراف بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية، والتأكيد على تفعيل الاتفاقات الموقعة بين دول الإقليمين.