كتب - أحمد الجناحي وياسمين صلاح:
في صوتها سحر فيروز وحزن أسمهان وقوة أم كلثوم، وفي حضورها الطاغي تلمس ماجدة الرومي وجوليا بطرس ولطيفة التونسية، هي سيدة الأغنية العربية ومطربة الأردن الأولى زين عوض.
في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحــــوث التقـــت زيـــن عـــوض جمهورها، اختارت باقة من أجمال أغاني الزمن الجميل، زارت بساتين الغناء واحداً تلو آخر وقطفت من كل بستان وردة، وطيلة ساعتين كان الجمهور يصفق بحرارة في أمسية حالمة تاق لئلا تنتهي.
لفيروز اختارت «نسم علينا الهوى» ومن أسمهان استعارت «ليالي الأنس» ولوردة غنت «في يوم وليلة» ولأم كلثوم «ألف ليلة وليلة»، كانت زين تتنقل بينها مثل فراشة، ملونة في طبقات صوتها، تماماً مثل تتنقل أصابعها برشاقة على أزرار الأورغ. وسط الحضور المميز من محبي الفن وذويقته تتقدمهم وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، قدمت الفنانة الأردنية المتألقة نفسها بباقة أغانٍ، كان اللقاء الأول على أرض البحرين للتعريف بخامة الصوت، لعذوبة الأغنية، للنهل من ينبوع الفن الدافق، وهنا كان اختيار أغاني العمالقة اختباراً، نجحت فيه زين ورسمت من خلاله ملامح مستقبلها في عالم الفن والموسيقى والغناء.
مختاراتها الطربية اعترتها الرهافة المتألقة، أقحمت الجمهور في تفاصيل الأغنية، أخذت بيده لزيارة رياض الموسيقى روضاً روضاً، سحرته بطبقات صوتها المتناغمة والمنوعة في كل مقطع من أغانيها، حتى وجدتهم بين الحين والآخر يقطعون تماهيها مع الأغنية، يصفقون مع الآلات الموسيقية، يغطون على صوتها وإيقاعهـــا ويخلقون تناغماً وانسجاماً في أوركسترا واحدة فريدة. على هامش الأمسية ظلت زين عوض الفنانة مرهفة الحس الرقيقة العذبة، عبرت عن سعادتها بوجودها في البحرين، وسط أهلها ومحبيها وعشاقها، وقالت «أحلامي كبيرة وطموحاتي لا تحدها الحدود، الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور كان حلماً تحقق، والغناء لجمهور راق ذواق للمزج بين الموشحات والكلاسيك كان اختباراً ونجح».
وفي ســؤال لـ«الوطن» عن سبـــب تقديمها أغنية وحيدة يتيمة خلال الحفــل قالـــت «أغانـــي العمالقـــة بطاقـة عبور لقلب الجمهور، كانـــت الأمسية مناسبة لاختبار الصوت، وبطاقة تعرف الجمهور بزين عوض، لم أشأ إثقال أذن الجمهور بأغاني الخاصة». وهي تفسر سبب القطيعــة بينها وبين الفضائيات المتخصصــة بالغنــاء «نجاح الفنان لا يقاس بغزارة إنتاجه وظهوره الدائم على الفضائيات، الفن الجيد محافظ بطبعه ينتشر على هواه، يلمس نبض الجمهور ويحس به، ويحلق به بعيداً في عالم السحر الخيال، والجمهور وحده من يشهر الفنان ويصنع له اسماً لا الظهور في الفضائيات والإذاعات».
وعزت أسباب غيابها عن الفضائيات أيضاً إلى افتقار الأردن إلى شركات الإنتاج الفني الكبرى التي تتيح لهــا فرصـــة الظهـــور، وتضيــــف «لدي خطط مستقبلية للظهور أكثـــر علـــى الفضائيـــات». وعــن مشاريعهـا المستقبلية قالت الفنانة «نتعاون مع شركة زين للاتصالات لإنتاج مجموعة غنائية جديدة للكبار والأطفال، إضافة إلى التعاون مع شركة هامليز للألعاب لإنتاج ألبوم غنائي للأطفال من كلماتي وألحاني». وكشفت زين عن أسماء عدد من المحلنين وكتاب الأغنية تتعاون معهم، كالملحن خالــد الشيخ والذي قدمت معه أغنية لذوي الاحتياجات الخاصة، والملحن وائل الشرقاوي صاحــب أغنيـــة «يا ترى تهواني» وتتعاون معه حالياً لإنتاج أغنية «أحبك».
زين عوض من مواليد الأردن 1978، تعشق الموسيقى منذ طفولتها، ورثت الموهبة من عائلتها، فقد امتلك جدها خامة صوت الفنان الراحل محمد عبدالوهاب، وجدتها خامة صوت الفنانة الراحلة ليلى مراد.. نالت بكالوريوس موسيقى من الأكاديمية الأردنية للموسيقى عام 2000، وتخصصت في مجال الصوت والبيانو، كما حصلت على بكالوريوس تربية رياضية من الجامعة الأردنية عام 2003.
ويهفو صوت الفنانة زين نحو أغاني «امتى الزمان» و«يا مسافر وحدك» و«علي جرى» و«بعتلك» و«لولا الملامة» و«ابعتلي جواب» و«لو نويت» و«أنا بانتظارك»، ومن أشهر أغانيهـــا «يا ترى تهواني» و«ست الكل» وللأطفال غنت «حلونا».