اعتبر عدد من المواطنين الانشغال بالهواتف النقالة، بالكارثة على حياتهم، وعلى المجتمع، وقالوا إن الهوس الذي أصاب الفرد والمجتمع في الانشغال بالهواتف النقالة، يؤدي في أحيان كثيرة إلى حوادث مرورية تسفر عن ضحايا، فيما تعمل الهواتف النقالة على تفريق العائلات وانشغالهم إلى حد أنك تشعر أنهم بعيدون عن بعض في الوقت الذي يجلسون فيه ضمن منزل واحد. وذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما أرجعوا قلة الإنتاجية في العمل، وتذمر المراجعين، سببه انشغال الموظف أو الموظفة في الموبايل.
تصرف يضايق الناس
بعض الأشخاص لا تفارق أيديهم هواتفهم الذكية، فحتى لو كانوا يجلسون بين أصدقائهم ويتحدثون في موضوع ما، تراهم يتوقفون فجأة عن الكلام ليتصفحوا موقع التواصل الاجتماعي «تويتر، فيسبوك، واتس آب إلخ..» أو ليرسلوا رسائل نصية لأشخاص آخرين من خلال هاتفهم. وهذا التصرف يضايق كثيراً من الناس، ويدل على عدم احترامه للشخص الذي يجلس معه، فمن آداب الحديث والجلوس، الإنصات والاستماع للطرف المتحدث وعدم الانشغال بأمر آخر، إلا أن في هذا قليل ما نجد من يتحدث دون الانشغال بأمر آخر. ويضيف» في الحقيقة كنت من الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف بكثرة وفي كل مكان، لكن عندما رأيت من معي يستخدم الهاتف وأنا أتحدث إليه كنت أتضايق وعرفت أن ما يضايقني يضايق غيري عندما أقوم بالتصرف نفسه، لذلك أحاول قدر المستطاع الابتعاد عنه، خصوصاً في التجمعات الاجتماعية مع الأهل أو الأصدقاء».
الانشغال القاتل
«كلي حزن بفقدان صديقي المقرب، الذي توفى في حادث مروري أثناء انشغاله بالهاتف الجوال»، بهذه الكلمات بدأ محمد سرد قصة صديقة الذي قضى جراء حادث، ويضيف» قبل حوالي سنتين تقريباً، حدث حادث أليم وقع ضحيته شاب في مقتبل العمر وهو صديقي، في الحقيقة الشاب كان دائم الانشغال بالهاتف، سواء في العمل أو مكان عام، أو مع الأهل والأصدقاء وحتى في السيارة، ودائماً ما كنا ننصحه بعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة، لكن قدر الله وما شاء فعل، ففي ذلك اليوم اصطدم الشاب بعمود الإنارة وانقلبت سيارته حتى نقل إلى المستشفى ورقد بها مدة يومين وفي اليوم الثالث انتقل إلى رحمة الله تعالى».
ويقول إبراهيم موسى- أب لأربعة أبناء، إن:» الهاتف النقال دمر الحياة الاجتماعية كثيراً، حيث إنك في مناسبة اجتماعية وتجد الجميع في الصورة ذاتها «في يده الهاتف ويبتسم»، وهذه ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر بكثرة، وعلى الصعيد الشخصي، أول ما أدخل المنزل أجد أبنائي الأربعة في الصالة وكل واحد بيده موبايل أمام التلفزيون وجميعهم مشغولون ولا يعرفون أساساً ما يبثه التلفزيون، وأحياناً أدخل وأسلم وأسال ولا أحد يدري عن هوى داره!! وأحياناً نتحدث أنا ووالدتهم في أمر ما أجد أحدهم بعد ثوانٍ يسأل نفس السؤال كأنه كان في عالم آخر، بالتالي الهاتف النقال اختطف الحياة الاجتماعية».
ويعترف الموظف نواف أحمد بأن معظم الموظفين بما فيهم «أنا» كثيرو الانشغال بالموبايل، وهناك موظفون مشغولون 24 ساعة به، وهناك نصف الدوام والفئة الثالثة بالحد المعقول، وهو ما يؤثر على الإنتاجية في العمل ويضايق المراجعين، مضيفـاً أن الهاتف النقال أصبح جزءاً أساسياً من حياة الناس، ولا يقتصر الأمر في مواقع العمل، إنما هذه الصـورة «شخص وفي يده النقال ويبتسم» في كل مكان حتى في قاعات الانتظار، سواء في المستشفى، أو المطار أو مواقع تخليص المعاملات».