حين أستذكر هذه الشخصية يستحضرني ما قال رسول الله (ص) (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهراً.. ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام)، وكذلك ما روي عن أمّ المؤمنين عائشة (رض): (إن الله لا يقبل عمل امرئ حتى يتقنه، قالوا: يا رسول الله، وما إتقانه؟ قال: يخلصه من الرياء والبدعة).
ما أجلّ هذا الخُلق حين يمتزج بالإخلاص في العمل وأداء الواجب الذي يخلو بصاحبه من شائبة التقصير والقصور ونزعة الذاتية والأنانية ويضفي عليه نفحات التفاني ونماذج الإيثار. فكم من هذه النماذج ما يحلو للمرء أن يذكرها ويشير لها ببنانه نظير ما تعطي ومثيل ما تنجز في منابر جهودها الاجتماعية الواسعة والوطنية الصادقة. ولن نذهب بعيداً عن هذه النماذج التي اتخذت من إخلاصها وإتقانها في عملها، ليس طريقاً لتقدم نفسها ورقي مجتمعها فحسب، بل في ازدهار أوطانها ونماء الإنسانية على وجهه الأشمل.
وإن نشأ نبوح بهذا النموذج الفاضل النائب عبدالله خلف الدوسري، على أنه كأيّ أنموذج من النماذج أو كأيّ صنف من الأصناف المعهودة في التفاني والإخلاص التي مررنا بها في حياتنا غير أنّ ما يُبهرك فيه بحق، هو بناؤه الشخصي الذي يتميز بالهدوء والاستكانة الممزوجة بالجدية والمسؤولية في تعاطيه مع الآخر – سواء كان فقيراً أو غنياً، بعيداً أو قريباً - حتى ضرب أروع الأمثلة في التعايش والتآخي المنقطع النظير حتى مع من يختلف معهم في الفكر والتوجه، وقسّ على ذلك تنوع رواد مجلسه.
وعلى منوال القول المأثور « لا يشكر الله من لا يشكر الناس «، لكم مني يا سعادة النائب الموقر ( وأنا واحد من رواد مجلسك السابق في قرية الزلاق الوادعة ) كلّ التقدير وكبير العرفان على الجهود المخلصة التي تبذلها دون كلل أو ملل في سبيل خدمة مجتمعك ووطنك حتى بديت مدرسة وطنية خالصة تغذي بإتقانها ومنهجيتها كلّ من يحطّ بأسوارها .. سائلاً العلي القدير أن يُسدد خطاكم على سبيل الخير والرفعة لبحريننا الغالية، إنه سميع مجيب.
المواطن: جاسم