عواصم - (وكالات): تقترب المفاوضات حول إخلاء الأحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط سوريا من مقاتلي المعارضة من «اتفاق نهائي»، في وقت تستمر وتيرة أعمال العنف التصعيدية في مناطق عدة في البلاد.
في غضون ذلك أوضحت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف، أن الأخضر الإبراهيمي هو المبعوث الخاص المشترك وسيبقى كذلك حتى صدور قرار آخر.
في حمص قال المحافظ طلال البرازي إن «البحث مستمر في استكمال بنود الاتفاق الذي يضمن بالنتيجة استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل إلى اتفاق نهائي كون الأمور قطعت شوطاً طويلاً».
ووصف المحافظ المفاوضات التي تجري بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من أحياء حمص بأنها «تتسم بالجدية».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون بدء العمل بوقف للنار تمهيداً لخروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة من القوات النظامية منذ نحو عامين.
ومطلع العام الجاري، أتاح اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة إجلاء نحو 1400 مدني من الأحياء. وخرجت في الأسابيع الماضية أعداد إضافية. وبحسب ناشطين، لايزال 1500 شخص في أحياء حمص القديمة، بينهم 1200 مقاتل. بينما يقطن عشرات الآلاف حي الوعر معظمهم من النازحين من أحياء حمص الأخرى المدمرة بسبب أعمال العنف. وفي دمشق، قتل 3 شخاص وجرح 3 إثر سقوط قذيفة هاون على حافلة في حي الدويلعة جنوب شرق دمشق، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».
ودارت أمس معارك عنيفة في المليحة حيث أفاد المرصد بتقدم لقوات النظام مدعومة من «حزب الله» الشيعي اللبناني.
وذكر مصدر أمني رسمي أن العمليات مستمرة منذ أسبوع في بلدة المليحة وأن «الجيش يحقق تقدما ملحوظاً في بعض الأحياء». وشمال البلاد، تدور اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» من جهة ومقاتلي جبهة النصرة التابعة للقاعدة وجيش المهاجرين والأنصار.
وتتزامن مع اشتباكات تصاعدت منذ يومين إلى شرق المدينة في محيط سجن حلب المركزي المحاصر من مقاتلي المعارضة منذ أشهر طويلة. وتحاول قوات النظام فك الطوق عن السجن. وأشار المرصد إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كما تحدث عن قصف جوي بالبراميل المتفجرة على حي الصالحين شرق حلب تسبب بمقتل 6 أشخاص بينهم أطفال، مقابل قذائف تساقطت في أحياء محسوبة على النظام في حلب وطال بعضها جامعة حلب وأوقع 8 قتلى بحسب المرصد، و12 قتيلاً.
ومع استمرار العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية، تستمر معاناة ملايين السكان في مناطق مختلفة بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية، الأمر الذي دفع مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس إلى المطالبة بتحرك دولي للسماح بدخول المساعدات، مشيرة إلى أن القرار الصادر قبل شهرين عن مجلس الأمن في هذا الإطار «لا يعمل».
وانتقدت صحيفة «الثورة» الحكومية فاليري اموس، واتهمتها «بالنفاق»، معتبرة أنها باتت «عبئاً ثقيلاً» على المنظمة الدولية و»تسيء إلى مصداقيتها».
سياسياً، وبينما يستعد النظام لإجراء انتخابات رئاسية تجدد البيعة للرئيس بشار الأسد، يقوم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا بزيارة إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لمدة 8 أيام، يلتقي خلالها وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن ضرورة التخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية الذي أعلن عنه في الآونة الأخيرة.
من ناحية أخرى، أكدت الأمم المتحدة أن الأخضر الإبراهيمي، مازال المبعوث المشترك لها ولجامعة الدول العربية إلى سوريا. وفي مؤتمر صحافي أوضحت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف، كورين فانيان، أن الإبراهيمي هو المبعوث الخاص المشترك وسيبقى كذلك حتى صدور قرار آخر، وإذا كان لديه شيء ليعلنه، فسيفعل هذا الأمر علناً.
من جهة أخرى، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» جيمس كومي أنه «مصمم» على عدم السماح لأي اعتداءات شبيهة بـ11 سبتمبر بأن تنفذ على خلفية النزاع في سوريا، وذلك مع تزايد عدد الأجانب الذين يتوجهون للقتال هناك.