عواصم - (وكالات): اتهمت أوكرانيا روسيا بالسعي إلى «تدميرها» بعد اتساع دائرة الاضطرابات الانفصالية شرق البلاد، وأعمال العنف في أوديسا الجنوبية، حيث قتل عشرات الموالين لروسيا في حريق بالمدينة الساحلية. وشن نحو ألفي شخص هجوماً على مركز شرطة المدينة. وحرر المهاجمون عدداً من رفاقهم المحتجزين. وكان أكثر من 100 من الموالين لروسيا أوقفوا بعد صدامات عنيفة بينهم وبين أنصار وحدة أوكرانيا. وخلال أعمال العنف جرى حرق مبنى لقي فيه نحو 40 مصرعهم معظمهم من الموالين لروسيا. وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك «ما حدث في أوديسا يندرج في إطار مخطط روسيا لتدمير أوكرانيا». وروى شهود من سكان أوديسا أحداث الجمعة موضحين أن الحريق كان نتيجة عملية ثار لآلاف من مشجعي كرة القدم ومتظاهرين من أنصار أوكرانيا تعرضوا لهجوم عنيف من قبل انفصاليين موالين لروسيا. وقام جمهور غاضب باجتياح وتدمير مجموعة خيم لأنصار روسيا قبل أن يحاصروا مبنى دار النقابات الذي احتمى به أنصار موسكو وقاموا بإحراقه بزجاجات المولوتوف لتحاصر النيران عشرات من الموجودين داخله وتأتي عليهم. واتهم بطريرك كييف الأرثوذكسي فيلاريت روسيا مؤكداً أن «أجهزة الاستخبارات الروسية هي التي أشعلت موجة العنف والأعمال الإرهابية».
وشهدت أوكرانيا خلال اليومين الماضيين توتراً شديداً في الشرق مع وقوع العديد من الحوادث وأعمال العنف في حوض دونباس الشرقي الحدودي مع روسيا الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
وفي كراماتورك، التي مازالت تحت سيطرة الانفصاليين رغم هجوم الجيش على نقطة مراقبة قريبة، «يعيش السكان في حالة خوف شديد». من جانبها نددت روسيا بـ»تعتيم» وسائل الإعلام في الغرب عن «الأحداث المأساوية» في أوكرانيا. في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «بيلد آم سونتاغ» الألمانية أن العشرات من خبراء أجهزة الاستخبارات والشرطة الفدرالية الأمريكية يقدمون المشورة للحكومة الأوكرانية لمساعدتها على إنهاء حركة التمرد في الشرق وإقامة جهاز أمني فاعل. وأوضحت الصحيفة أن رجال الاستخبارات لا يتدخلون مباشرة في المواجهات مع الانفصاليين مشيرة إلى أن «نشاطهم ينحصر في العاصمة، كييف».
من جهة أخرى حلقت عشرات من الطائرات الروسية في سماء القرم قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمنطقة الجمعة المقبل.