فيما يلي كلمة عاهل البلاد المفدى التي جاءت بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب السمو ،
أصحاب الفضيلة ،
الحضور الكرام ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نلتقي اليوم وغايتنا جميعاً واحدة، نلتقي والأمل يملأ قلوبنا في تحقيق وحدة إنسانية تتخطى حدود الزمان والمكان، مستشرفين غدٍ مفعم بالأخوة الجامعة عبر تعارف إنساني يقودنا إلى حلف حضاري يسعد به عالمنا ويتنسم به كوكبنا عبير السلام ويأمن فيه بنو البشر جميعاً على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وأوطانهم .
نلتقي اليوم لنبني تحالفاً لحضاراتنا الإنسانية لتكون صرحاً شامخاً من التسامح والإخاء ، نتوحد تحت راية القيم الإنسانية السامية لنواجه معاً كل مُنغصات الأمن والأمان من التعصب والتطرف والإرهاب، إنها فرصتنا جميعاً اليوم لنستمر في صياغة علاقات إنسانية متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل والحوار، ترتكز في جوهرها على الإنسان كفرد في ذاته ومن خلال انتمائه إلى وطنه وأمته وعالمه الإنساني.
أيها الأعزاء،،،
إن مملكة البحرين كانت ولا زالت وستبقى ملتقى للحضارات وواحة للتعددية الفكرية والتنوع الثقافي، وستظل متمسكة بنهجها الوسطي مساهمة بعزمٍ واقتدار في كل مشروع يهدف إلى تحقيق وحدة المجتمع البشري، والدليل على ذلك اجتماعنا هذا اليوم على هذه الأرض التي فرحت بمقدمكم جميعاً .
نسأل الله أن يمنحنا الحكمة والبصيرة وأن يوفقنا لبناء مجتمعٍ متراحم ومتآلف . مع تمنياتنا لكم جميعاً بالتوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
كلمة شيخ الأزهر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة
أصحاب المعالي الوزراء أصحاب السماحة والفضيلة والسعادة .. أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استسمحكم جلالة الملك أن أعبر وفي مجلسكم المحفوف بهيبة الملك ووقار العلم وأريحية اللقاء – عن غيض من فيض مما يجيش في نفسي وخاطري من مشاعر الود والأخوة الحميمة التي تربط الأزهر الشريف ومصر بشخصكم الكريم وبمملكتكم الطيبة .
وإذا كان لبعض الأماكن خصوصية من التفرد والامتياز يشعر المرء معها بنشوة روحية خاصة فلدولة البحرين موقع متميز بين هذه الأماكن كيف لا وقد درسنا ونحن صغاراً في المعهد الديني بالأزهر الشريف فيما يرويه الأمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: أنه قال«إن أول جمعة جمعت بين جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين»، كما درسنا ما رواه الأمام أحمد بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال«اللهم اغفر لعبد قيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين... وقال إن خير المشرق عبد قيس».
وفي مصنف عبدالرزاق عن قتادة قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب إلا ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد المدينة والبحرين .
وقد كانت البحرين مصدر خير للإسلام والمسلمين في عهد الرسالة والخلافة الراشدة كما ورد في المصادر الصحيحة.
ولاشك في أن هذه النصوص النبوية والآثار المعتبرة تعد وساماً على صدور أبناء البحرين عبر التاريخ وتؤكد هذا الرصيد الكبير من الإيمان والخير والبركة في نفوس أهلها وفي هذا من الفضل والمزية ما لايخفى على كل من خالط شعب هذا البلد الطيب وخبر أخلاقهم وسجاياهم .
وقد أثبت التاريخ ان الشعب البحريني رغم الأزمات والعواصف التي تعرض لها عبر تاريخه الطويل فإنه ظل سمحة معتدلة وفكر واع متيقظ لا تزيده الأيام إلا صلابة وتماسكاًَ.
وحق لأبناء البحرين أن يذكروا تاريخهم ويعتزوا به ويفخروا بماضيهم وحاضرهم، فلا يزال تاريخهم العريق يوحي إليهم بالثبات ويمدهم بالقوة والصمود وسيبقى كذلك في حاضره ومستقبله بإذن الله تعالى قوياً قادراً على تخطى الصعاب ومعالجة الأزمات بالحكمة البالغة والسياسة الرشيدة والانتماء الخالص للعروبة والرشيدة والانتماء الخالص للعروبة والإسلام.
إن مملكة البحرين بما حباها الله من موقع استراتيجي متميز وشعب أصيل متحضر قدمت عبر تاريخها المجيد أنموذجاً للتعايش والسماحة والسلم والمحبة بين أطياف المجتمع على اختلافها وتنوعها، كذلك كانت البحرين وكذلك هي الآن في سيرها قدماً نحو عزة الوطن ورفعته بقلوب عامرة بالإيمان ومملوءة بالخير وداعية إلى الإخاء الصادق والسلم الاجتماعي العادل .
فأنتم يا أحفاد الصحابة والتابعين قد أورثكم الله هذه الأرض الطاهرة فأقمتم فيها الحق والعدل بالميزان والقسط وكنتم دائماً مشاعل علم ومعرفة ومبعث إشعاع ثقافي نير وملتقى حضارات عريقة ومحور ارتكاز للعلاقات الثقافية والتجارية بين الشرق والغرب. تلك التي جعلت من البحرين معلماً بارزاً في تاريخ العروبة والإسلام وجعلت من شعبها أنموذجاً حضارياً راقياً تجاورت فيه الأديان وتعارفت وامتزجت فيه الثقافات وتلاقحت.
وما نتمناه ونحن نلبي دعوة جلالتكم لزيارة رحابكم الكريمة هو أن يديم عليكم جلالة الملك وعلى شعبكم الكريم الطيب نعمة الاستقرار والوفاق والمحبة وأن يطيل الله بقاءكم ويمتعكم بالصحة والعافية ويمدكم بروح من عنده ويحقق على ايديكم آمال العرب والمسلمين.
وأرجو أن تتفضلوا جلالتكم بقبول وافر الشكر والاعتزاز والتبجيل بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن وفد الأزهر المرافق لكل ما لقيناه من كرم وحفاوة وحسن استقبال، وبخاصة لما يلقاه الأزهر الشريف من جلالتكم شخصياً من دعم ومساندة وتقدير،، شكراً لكم جلالة الملك وشكراً لشعب المملكة الشقيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته