كلمة الأمير الحسن بن طلال
اسمحوا لي وقد سبقني ابن العم والأستاذ الفاضل الإمام الأكبر شيخ الأزهر، فإنه تكلم فيما يجب أن نتكلم من إشارة كريمة إلى مملكة البحرين ضاربا في عمق التاريخ وباديا من منطلق الأخلاق لنستذكر معا ما ينطوي عليه الإسلام.
وددت في بداية الحديث أن أتطرق إلى موضوع المؤتمر لاهتمامي بنجاحه وأن يكون هذا المؤتمر في خدمة جلالتكم لغاياته وأهدافه النبيلة، أقول إن هذا المؤتمر أولا هو وسيلة تضاعف جهودنا الأخلاقية من خلال المقاصد الشرعية على حلول عملية لمشكلاتنا الإنسانية. وقال سموه إن المعضلة أمامنا نحن أبناء هذه الأمة كيف نشترك في القيم الإنسانية مع الأديان الإبراهيمية الأخرى هل يمكن لهذه القيم الإنسانية المشتركة أن تؤسس الأخلاقية الكلية وتسهم في بناء إنساني جديد يحقق الوئام والسلام للإنسان، واستشهد في كلمته بما ورد على لسان النبي داوود عليه السلام: رجل الدماء والغش يكرهه الرب، وجاء في الوصايا العشر: لا تقتل.. لا تزنى.. لا تسرق.. لا تشهد شهادة زور. وجاء في قول المسيح عليه السلام في موعظة الجبل طوبى للرحماء لأنهم يرحمون وطوبى للأنقياء لأنهم يعاينون الله وطوبى لصانعي السلام. وفي رسالة يوحنا الأولى إذا كنت لا تحب أخاك الذي تراه فكيف تحب الله الذي لا تراه. وقال سموه كيف نجعل من التنوع الثقافي بدلا من أن يؤدي إلى صراع الثقافات أن يؤدينا إلى السلم والسلام، وإن موضوع الاستخلاف في الأرض متعلق بالإنسان كل إنسان لأنه مكرم من عند الذي خلقه في أحسن تقويم وجعله مسؤولا عن عمران الأرض وجعل له حقوقا مشتركة فيها حقوق الحياة وشكر جلالة الملك المفدى ومملكة البحرين على استضافة هذا المؤتمر.
كلمة البطريرك مارو يوحنا العاشر
يشرفني مع كل الإخوة المرافقين أن نكون في حضرتكم بناء على الدعوة الكريمة التي تلقيناها من جلالتكم.. نحييكم أولا بتحية المحبة والإكرام بربنا سيد نور السموات والأرض بربنا الواحد الأحد، نحييكم بتحية رسول السلام السيد المسيح ونحن فخورون جدا أن تلتقي هنا سوية تحت إطار هذا العنوان في هذا اللقاء لقاء الحضارات لكي نتعاطى سوية في أسس القيم الثابتة في حياتنا التي لا نتكلم عنها وحسب، إنما نعيشها في حياتنا وقد سطرنا هذا التاريخ حيث نقرأ في الإنجيل عند الرسول يوحنا إن الله محبة ويقول القرآن:
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى* وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا* إن أكرمكم عند الله أتقاكم* إن الله عليم خبير».
وبالتالي قلتها في دمشق وقلتها في بيروت ويشرفني بناء على دعوتكم الكريمة أن أقولها في هذا البلد الطيب البحرين أمام جلالتكم وأمام كل هولاء الأحبة أيها الإخوة المسلمون بين النحن والأنتم هذه الواو تزول ويبقى نحن أنتم وأنتم نحن، نحن أبناء هذه الأرض الثرية مسلمين ومسيحيين، ونحن نفتخر بذلك. وكما تعلمون لنا الشرف الكبير من أحبتنا وإخوتنا المسلمين قد أطلقوا لقب بطريرك العرب على البطريرك الرومي الأرثوذكسي الأنطاكي من غابر الأيام بشكل خاص البطريرك غريغوريوس الرابع حداد في بداية القرن العشرين والبطريرك إلياس الرابع الذي تكلم عن القدس في ذلك الخطاب الشهير في مؤتمر لاهور عام 1974م.
صاحب الجلالة، أنا كمسيحي وكبطريرك أنطاكي محلي وأتكلم العربية أود أن أعبر عن اعتزازي وفخري لجلالتكم وبسعيكم الطيب للتأكيد على هذه المبادئ السامية ألا وهي المحبة والتسامح والعيش المشترك وكل هذه القيم الجميلة وقد يفرحكم أنني وصلت إلى البحرين يوم الخميس وبقيت مع أبناء رعيتنا في البحرين حيث أقمنا صلاتنا في كنيستنا بحيث يشعر الإنسان مباشرة بالتسامح والحرية في مجتمع يتمتع بكل ما يريد أن يقوم به رفعنا الصلوات إلى رب السماوات والأرض أن يحمي العالم ويحمي جلالتكم ويحمي البحرين وأن يعطي السلام لبعضنا البعض والسلام في سوريا وبيروت والعالم أجمع.