قال وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، إن التعاون بين الوزارة والأزهر الشريف دائم ومستمر منذ مدة طويلة، لافتاً إلى وجود مذكرات تفاهم بين الجانبين بهدف التنسيق والتعاون وتعزيز التواصل في مجال تنمية حوار الحضارات.
ورد الوزير على هامش مؤتمر حوار الحضارات والثقافات أمس، بخصوص مقترح شيخ الأزهر أن تستمر البحرين برعاية حوار الحضارات، أن البحرين مستمرة بالفعل في حوار الحضارات منذ 2002 وحتى اليوم، مشيراً إلى أن الحوار بين الحضارات والثقافات مبدأ تعتنقه المملكة، وأن ما قاله شيخ الأزهر له كل التقدير والاحترام و»نحن سائرون في هذا الأمر».
وعن دعوة شيخ الأزهر للحوار بين المذاهب الإسلامية قال الوزير، إن هذا أمر ضروري، عاداً المذاهب الإسلامية بمثابة عبارة عن أفرع شجرة واحدة.
وأكد أن هناك حاجة حقيقية لئلا تستغل المذاهب الإسلامية في اتجاهات سياسية أو في تبرير العنف، وقال «يجب على الجميع ألا يستغل الدين لأسباب سياسية، وأن يبتعدوا باسم الدين عن خطاب الكراهية، وأن يدينوا العنف صراحة ويقفوا ضده».
وأردف الوزير «لا يمكن أبداً أن يصبغ دين أو مذهب بعنف، لأن أي مساس بأي مذهب هو مساس بالدين كله، وأي شخص متدين لا يجب أبداً أن يقبل الإساءة لمذهب آخر ويغار عليه غيرته على مذهبه».
وحول كيفية الاستفادة من الحوار في تقارب الأفكار على أرض الواقع قال وزير العدل، إن هذه الحوارات تساعد على تعزيز إمكانية وجود فكر مشترك، داعياً إلى تعزيز مبدأ المواطنة ونشر ثقافة الاختلاف دون خلاف، بمعنى أن يكون هناك تعايش واحترام بين الجميع.
ورفض فكرة تسييس هذا الاختلاف، أو استخدامه كأداة للعنف أو نفي الآخر، معرباً عن اعتقاده أن «حوار الحضارات هذه المرة يأتي ليعالج هذه النقطة بالذات».
وأضاف أن البحرين اعتادت التشارك مع العديد من الأجناس والديانات والمعتقدات والحضارات منذ قرون، وليس بجديد على المملكة أن تمنح كل فرد حق ممارسة شعائره الدينية، مؤكداً أن المملكة تسعى للحفاظ على هذه الحالة بعيداً عن الكراهية والعنف.
وأوضح أن حوار الحضارات بنسخته الحالية مختلف تماماً، فهو يحاول أن يبتعد عن الحديث حول الشرق والغرب والثقافات المختلفة، إلى التركيز على كيفية إيجاد أرضية مشتركة ليتعايش عليها الجميع بسلام، مع الأخذ بالحسبان حقوق الإنسان باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة.