أبدى الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ناصر الناصر، استعداد التحالف للعمل مع البحرين في مجالات حيوية تتضمن مشروعات وبرامج تخدم كافة غايات التنوع ونشر ثقافة السلام والعيش المشترك، معتبراً البحرين بلداً حاضنة للحضارات والثقافات.وأكد الناصر لدى مشاركته بالجلسة الثانية لمؤتمر حوار الحضارات، أن موعد عقد المؤتمر جاء متزامناً مع ما تشهده المنطقة والعالم من منعطف خطير.وقال إنه منذ قرابة 70 عاماً استهل ميثاق الأمم المتحدة بيانه بالتأكيد على الحقوق الأساسية للإنسان وكرامته وحريته، والتسامح بين جميع شعوب الأرض وحفظ السلم والأمن الدوليين.وأضاف أن البحرين تعبر عن تنوع الثقافات والأديان منذ أكثر من 4 آلاف عام، وأصبحت في الوقت الراهن البلد الحاضنة للحضارات والثقافات بشتى أشكالها وأنواعها، بعد أن جاءت من كل مكان وامتزجت في هذا البلد الصغير فجعلته كبيراً في إرثه الثقافي.ورفع الناصر آيات الشكر إلى البحرين حكومة وشعباً لعقد المؤتمر المهم في خدمة الإنسانية، معرباً عن سروره لتلبية الدعوة الكريمة لحضور المؤتمر المقام برعاية ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.ولفت إلى أن المزيج الفريد للبحرين اليوم يمثل أكبر فرص التقدم، ويستحق في المقابل كل احترام المجتمع الدولي، مشدداً على دور يمكن أن يسهم به رجال الدين في المجتمع لترسيخ صور التسامح والتعايش.وأكد أن تقدم الإنسانية لم يأتِ إلا من تبادل الخبرات والثقافات والمعارف بين الشرق والغرب دون تميز مانع لهذا التعاون.وطالب الناصر بعدم الاستسلام إلى قوى التعصب والانتقام، لافتاً إلى أن سبل النجاح في التقارب والتعايش تظل ممكنة في وجود قيادة مسؤولة وحكم رشيد ومواطنة صالحة وواعية لفوائد التنوع للحفاظ على مكتسبات ومصالح أجيال مقبلة لا يمكن تعويضها.وقال إن تحالف الحضارات بالأمم المتحدة على استعداد للعمل مع البحرين في مجالات حيوية تتضمن مشروعات وبرامج تخدم كافة غايات التنوع ونشر ثقافة السلام والعيش المشترك، والتوعية بفوائده من خلال دعم الشباب والارتقاء بالتعليم والاستفادة من دور الإعلام والاستثمار الأمثل لظاهرة الهجرة والاستفادة منها، منوهاً إلى مجالات أضافها منذ توليه منصبه وهي دور القيم الرياضية في السلام والتنمية وكذا الفن والموسيقى.وأضاف أن تحالف الحضارات يعمل على تعزيز التعاون مع المنظمات ذات الأنشطة الدينية التوعوية، إيماناً بالدور الفاعل لهذه المنظمات والاستفادة من هذا الدور في تحقيق الأمن والاستقرار.وأشار إلى أن التحالف تبنى مجال تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلــــق البيئـــــة المـــؤاتيـــة للسلام وحقوق الإنسان، حيث تبنى المؤتمر التمهيدي للمنتدى العالمي السادس لتحالف الحضارات بالدوحة، وثيقة نصت على أن الأمن والسلام وحقوق الإنسان عناصر يكمل بعضها بعضاً، وهي أساسية لتحقيق بيئة تنعم بالتنمية المستدامة، فيما تصب نتائج هذا المؤتمر في المنتدى العالمي السادس لتحالف الحضارات المنعقد بإندونيسيا أغسطس المقبل.