دعا رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير الحسن بن طلال إلى إقامة صندوق عالمي للزكاة والتكافل في ظل واقع أن ثلثي لاجئي العالم من المسلمين، معرباً عن أمله أن يكون مؤتمر حوار الحضارات «بداية لسيرورة جديدة تأتي من الخليج بالاعتدال والوسطية ولتغيير الصورة المؤذيه للعرب في الخارج».
ووصف الأمير الحسن، في تصريحات خاصة على هامش افتتاح مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، دعوة جلالة الملك المفدى إلى المؤتمر بـ»الفاضلة خصوصاً أنها تأتي في أصعب الظروف وأحلكها عالميا»، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة فشلت في تدعيم السلم العالمي بسبب فشل الإرادة السياسية (..) فنحن نرى الاقتتال بين الشرق والغرب حول قضية أوكرانيا وهم يدعوننا للحوار من جانب ومن جانب آخر لا يمارسون ما يقولون».
وأضاف: «نحن على شفا حفرة، آن الآوان أن نفهم أهمية الكلمة وتوظيفها في المكان السليم وإعطاء بعض الأمل إن أمكن لتجنب المزيد من الاقتتال في الساحة العربية».
وتابع: «أنا شاكر جداً لصاحب الجلالة لاستضافته لنا خلال هذه الفترة بالذات»، مؤكداً أن «الدعوة لإقامة نظام إنساني عالمي جديد أهم مقومات الحقبة الحالية».
وقال إن «الحوار لابد أن يكون بين كل أقاليم العالم والمؤسسات الرئيسة دولياً، خاصة في هذه السنة التي تصاغ فيها أهداف الألفية المقبلة»، إلا أنه أكد أن «الأمور بيد الأقوياء في العالم».
وذهب الأمير الحسن إلى أنه «إذا كان هناك لوبي أخلاقي عالمي يتكون داخل قاعات المؤتمرات وخارج ساحات التظاهر والعنف، فإن جميع المكونات المدنية والصحفية والإعلامية مدعوة للمشاركة، لقد آن الآوان أن ننتبه للمحتوى والمضمون الذي يخرج من مثل هذه المؤتمرات».
وأشار إلى أن «منتدى الفكر العربي أطلق الميثاق الاجتماعي، فيما من المقرر نشر الميثاق الاقتصادي قريباً بعد أن تم وضعه في صورة أخلاقية تؤكد أن الاستثمار ليس للريع وإنما لكرامة الإنسان وتفويضه».
ودعا إلى «تجاوز مرحلة المساعدات الظرفية أكانت في غزة أو سوريا إلى مرحلة التكاتف من أجل كرامة الإنسان العربي والمسلم»، مؤكداً أن «الدعم العالمي للزكاة هي من القضايا التي يجب الاهتمام بها عالمياً».
وأشار إلى أن «الحاجة ملحة لمجلس اقتصادي عربي»، داعياً إلى «موقف عربي موحد من قضايا المياه والطاقة والبيئة الإنسانية».
وقال الأمير الحسن بن طلال إن «مشكلتنا في كثير من البرلمانات العربية أن النواب باتوا نواب خدمات ومحليات فكيف نتحدث عن الصالح العام الذي يسمو فوق الاعتبارات الجهوية وانتقلنا إلى أبعد من ذلك»، مشيراً إلى أن «أبرز التحديات المستقبلية للعالم العربي هي التقسيم والشرذمة وآفاق التنمية في مؤتمر كهذا قد تشتمل على دعوة صريحة لإقامة مشروع عالمي للزكاة».