أرجع وكيل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف د.فريد المفتاح اشتعال الحروب ووقوع الضحايا الأبرياء إلى التربية الخاطئة والجهل والتصنيف واستغلال الدين لمصالح شخصية أو فئوية وهو ما أدى لشيوع عبارات مثل «أنا خير منك - وأنا على حق.. وإذا لم تكن معي فأنت ضدي».
وأشار د.فريد المفتاح، في كلمته خلال مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، إلى أن رسالة الإسلام تدعو إلى الحوار البناء وتقدير مواقف الآخرين، وأن اتباع أسلوب الحوار سيكون سببا لترشيد الخطاب وتطويره وسيفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام محل الصراع والتعايش والتنوع بدلاً من الافتراق والاختلاف.
وقال إن حاجة العالم اليوم للسلام تحتم على أصحاب المسؤولية من المراجع الدينية من شتى الديانات أن يتحمل مسؤوليته بانتهاج أسلوب الحوار والتعاون مع كل البشر، مؤكداً أن مبادئ الإسلام توجه نحو الحوار، وداعياً إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي التثقيفي والتنويري الذي يقوم على فهم سليم للدين وغرس القيم والأخلاق الكريمة.
وأكد أن الحوار يقرب الناس من بعضهم ويخلق مجتمعاً متحضراً وراقياً حيث يدعو القرآن للحوار الأمثل والانفتاح على الآخر والتعايش معه بسلام واحترام في قوله تعالى «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، ودعا إلى تحفيز الأبناء لدراسة علم الأخلاق والسلوك في جميع مراحل التعليم، وقال: نحن في حاجة لخطاب ينتهج الوسطية المعتدلة والجرأة على نقد الذات ونقد الأنفس قبل نقد الآخر وخطاب ينتقل من الإدانة والكراهية إلى الحب والتسامح والسلام الذي ذكره الله في القرآن «ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».
وشدد د.فريد المفتاح على خطورة خطاب الكراهية على الإنسانية جمعاء، مؤكداً أنه لن يؤدي أبداً إلى خير أياً كان الوشاح الذي يرتديه من الدين، حيث يهيء الأجواء لمشهد متطرف متعصب لن يبقي ولن يذر.
وقال إن القرآن وجهنا بأن الحرية مكفولة لكل البشر في قوله تعالى «لا إكراه في الدين»، مشيراً إلى أن تقرير ثقافة الحوار باتت من الأهمية لمحاربة خطاب الكراهية الذي يعتمد على الجهل بالآخر والتقييم الخاطئ له ومعاداته.
وأضاف أن القرآن وجهنا إلى عدة أمور، أولها أن الحرية التامة في اختيار الدين والفكر مكفولة للجميع، والثاني أن العلاقة الإنسانية والأخوة أصل التعايش، والثالث أن الحوار هو الوسيلة المثلي في قوله تعالى «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، رابعاً أن العلاقة بين الإنسان أن تكون في إطار التكريم بغض النظر عن توجهاتهم الدينية والفكرية والعقائدية «ولقد كرمنا بني آدم».
ودعا المفتاح المراجع الدينية والإرشادية والمحاضن التعليمية والتربوية والوسائل الإعلامية، لإعادة صياغة خطابها لتربية جيل يؤمن بالتعددية وقبول واحترام الآخر والتعايش معه بعيداً عن التعصب وممارسة الوصاية الدينية من البعض على البعض الآخر. وقال: على كل صاحب كلمة أن يكون داعياً للخير، وعلينا جميعاً حماية البشرية من ويلات الحروب بقناعتنا بحتمية الخلاف بين البشر وقبول الاختلاف في قوله تعالى «ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربه».
وأشار إلى أن الفرصة مازالت متاحة لإعادة النظر في قناعتنا والتعامل مع الآخر والحكم عليه من أجل عالم متحضر ينعم بالأمان وأجيال تحلم بالعيش السلمي المشترك في ظل التعدد والتنوع.