الرياض - (وكالات): أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس تفكيك مجموعة «إرهابية» مرتبطة بالقاعدة كانت تخطط لاستهداف منشـآت حكومية ومصالح أجنبية في المملكة التي تعرضت في السابق لهجمات دامية شنها متطرفون من التنظيم.
وأكد المتحدث الأمني اللواء منصور التركي القبض على 62 شخصاً ينتمون لخلايا التنظيم بينهم 3 مقيمين خططوا لعمليات تستهدف منشآت حكومية ومصالح أجنبية في المملكة.
والمقيمون هم فلسطيني ويمني وباكستاني. وتابع أن بين المقبوض عليهم، 35 سعودياً ممن أطلق سراحهم سابقاً في قضايا أمنية لايزال عدد منهم رهن المحاكمة. وهؤلاء خضعوا لدورة ضمن برنامج التأهيل والمناصحة الذي أسسه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قبل أعوام عدة. وأشار المتحدث إلى «جهد أمني استمر عدة أشهر» للكشف عن التنظيم.
وأكد خلال مؤتمر صحافي تواصل عناصر التنظيم بشكل أساسي مع الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وأضاف أن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد تواصل التنظيم مع عناصر «التنظيم الضال في اليمن مع قرنائهم من أعضاء التنظيمات الضالة في سوريا وبتنسيق شامل مع العناصر الضالة داخل الوطن حيث بايعوا أميراً لهم».
وقال اللواء التركي إن عناصر التنظيم «باشروا التخطيط لعمليات إجرامية تستهدف منشآت حكومية ومصالح أجنبية واغتيالات لرجال أمن وشخصيات تعمل في مجال الدعوة ومسؤولين حكوميين».
وأكد المتحدث نقل بيانات 44 متورطاً إلى الشرطة الدولية لوضعهم ضمن قوائم المطلوبين.
وتعلن السلطات في المملكة من حين لآخر تفكيك شبكات مرتبطة بـ«الفئة الضالة» في إشارة إلى القاعدة.
إلى ذلك، قال اللواء التركي إن قوات الأمن ضبطت مبالغ قيمتها 900 ألف ريال «240 ألف دولار» بحوزة المقبوض عليهم. وشدد على اهتمام التنظيم «البالغ بتهريب الأشخاص وخصوصاً النساء عبر الحدود الجنوبية».
وأوضح التركي أن التنظيم «تمكن من تهريب أروى بغدادي وريما الجريش». يشار إلى أن الجريش وبغدادي شاركتا في اعتصام أمام سجن الطرفية في القصيم في سبتمبر 2012 طالب بإطلاق سراح متطرفين من عائلتيهما. كما أكد أن قوات الأمن أحبطت «محاولة لتهريب مي الطلق وأمينة الراشد بصحبة عدد من الأطفال». والمرأتان من أقارب مطلوبين في اليمن. وأكد أن الأجهزة الأمنية أخذت «ما يطرح على شبكات التواصل الاجتماعي على محمل الجد بعد أن أصبحت ميداناً فسيحاً لكافة الفئات المتطرفة ووفرت وسيلة سهلة لتواصل أرباب الفتن في مواقع كثيرة». وتابع أن «التحقيقات والمتابعات الأمنية رصدت انتشاراً واسعاً لهذه الشبكة وارتباطات لها مع عناصر متطرفة في سوريا واليمن». وأوضح اللواء التركي أن عمليات المداهمة والتفتيش أدت إلى «ضبط معمل لتصنيع الدوائر الإلكترونية المتقدمة التي تستخدم في التفجير والتشويش والتنصت وتحوير أجهزة الهواتف المحمولة».
كما ضبطت قوات الأمن «تجهيزات لتزوير الوثائق والمستندات». يذكر أن السعودية تعرضت بين عامي 2003-2006 لموجة من الهجمات الدامية أوقعت عشرات القتلى بينهم أجانب.
وقد بدأت المحكمة الجزائية المختصة بقضايا الإرهاب النظر في عشرات الخلايا التي تضم آلاف المتشددين منذ مطلع صيف عام 2011. وبدأت المحكمة صيف عام 2012 إصدار أحكام تتضمن الإعدام، والسجن مع المنع من السفر.