وجه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية، إلى مزيد من الاهتمام بتقديم الرعاية المميزة للأيتام والأرامل وجميع المواطنين الأكثر حاجة، والتركيز على جودة الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والمساندة المادية المقدمة لهم. وأعرب جلالته لدى لقائه رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وعدداً من مسؤولي المؤسسة ومجموعة من الأيتام البحرينيين أمس، بحضور شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، عن تطلعه أن يسهم «أبناؤنا وبناتنا في نهضة البحرين وبناء مستقبلها المشرق ودفع عجلة التنمية والارتقاء بها خدمة لوطنهم».وثمن جلالته جهود المؤسسة الخيرية الملكية المبذولة بقيادة ناصر بن حمد، والدور الكبير لجميع أعضاء مجلس الأمناء والعاملين فيها، في سبيل الارتقاء بالعمل الخيري والإنساني والتنموي في البحرين، ومساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة في الدول المنكوبة.وأشاد جلالته بما تحقق من إنجازات على المستوى المحلي والخارجي، منوهاً بما تقدمه المؤسسة من خدمات وبرامج في سبيل تقديم الرعاية والاهتمام للأيتام، وتهيئة أفضل السبل أمامهم لتوفر لهم الراحة والاطمئنان المادي والمعنوي وتؤهلهم لمستقبل واعد لخدمة البحرين ومن أجل مستقبل أبناء البحرين.ورحب جلالة الملك المفدى خلال اللقاء، بفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شاكراً له مشاركته في احتفال المؤسسة الخيرية الملكية.وأثنى جلالته على جهود الطيب والأزهر الشريف في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، ودورها في إعداد مختلف الدراسات والأبحاث المتعلقة بالشؤون الدينية والإسلامية، مؤكداً أن الأزهر الشريف يظل منارةً للعلم والمعرفة.وألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد كلمة هذا نصها «أتشرف أن أقف بين يدي جلالتكم الكريمة وبحضور مبارك لفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.ويشرفني أن أرفع إلى مقامكم السامي باسمي وأعضاء مجلس الأمناء ونيابة عن جميع منتسبي المؤسسة الخيرية الملكية، خالص آيات الشكر والولاء والعرفان والامتنان على ما تولونه من اهتمام ورعاية بالمؤسسة الخيرية الملكية، وحرصكم على تطوير الخدمات المقدمة للأيتام والأرامل وتوفير الرعاية الشاملة لهم.ويسرني أن أبارك لكم نجاح مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، باعتباره يجسد رؤيتكم لتدعيم عناصر التواصل الحضاري والإنساني والثقافي بأسس من الحوار القائم على التعاون والاحترام المتبادل، للمساهمة في ترسيخ أسمى قيم العيش المشترك والتسامح على جميع المستويات ونشر السلام بين شعوب العالم.إن ما يحظى به الأيتام والأرامل في البحرين من رعاية أبوية كريمة، وحرص كبير من جلالتكم على هذه اللقاءات الأبوية المستمرة للاطمئنان عليهم وعلى الخدمات المقدمة لهم، لهو أكبر دليل على ما ينعم به جميع المواطنين من رعاية واهتمام من قبلكم، وهذا الاهتمام والرعاية الأبوية الكبيرة من جلالتكم وتشجيعكم المستمر، يدفعنا جميعاً إلى مضاعفة الجهد وبذل المزيد من العمل المخلص والعطاء الصادق لتوفير كل أنواع الرعاية الشاملة للأيتام في المملكة.استطاعت المؤسسة الخيرية الملكية بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم رعايتكم الكريمة، أن تحقق العديد من الإنجازات المميزة على المستوى المحلي والدولي، فعلى صعيد كفالة الأيتام والأرامل تكفل المؤسسة حوالي 10 آلاف يتيم وأرملة من جميع محافظات البحرين، وتقدم لهم مختلف أنواع الرعاية من كفالة مادية واجتماعية وصحية وتعليمية.وعملنا وفقاً لرؤية جلالتكم، على تنمية موارد المؤسسة المالية لتقديم المزيد من الرعاية للأيتام والأرامل والمحتاجين، فبالأمس وقعنا اتفاقية لبناء برجين استثماريين بدعم كريم من جلالتكم، إضافة إلى مشروع فلل الجسرة ومبنى الحد الاستثماري المفتتح مؤخراً.وعملت المؤسسة على تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الأسر والأفراد المحتاجين في البحرين، إضافة إلى تقديم المساعدات الموسمية للأرامل والأيتام والأسر المستحقة وذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى.وعملنا على ترسيخ مبدأ التكافل والشراكة المجتمعية بين جميع أفراد الشعب من خلال الحملة الوطنية (البحرين تتكافل)، وكان لجلالتكم اليد البيضاء فيها. وافتتحنا أمس الأول أكاديمية ريال مدريد الخيرية لكرة القدم، لتجسد روح العمل الخيري، ودرساً في الشراكة المجتمعية بين الجميع، حيث تضم الأكاديمية أبناء المؤسسة الخيرية الملكية من الأيتام، مع الأطفال من الأسر الميسورة ليكونوا أبطال العالم في المستقبل.وعلى الصعيد الخارجي حظيت المؤسسة بالإشادة والتقدير من مختلف الجهات والمنظمات الدولية والعالمية، لدورها الرائد في تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المنكوبة من الدول الشقيقة والصديقة، فإضافة إلى مشاريعنا في سوريا والقدس وغزة في فلسطين وباكستان والصومال وتركيا، عملنا على إغاثة المتضررين من الفيضانات في الفلبين بإنشاء مجمع سكني ومركزين للتدريب المهني، والعديد من المشروعات الأخرى نوضحها في بجلاء في كتاب نهديه لجلالتكم، باعتباركم نبع خير مستمر ونشكركم على إعطائنا شرف المشاركة في تحقيق أهدافكم الإنسانية النبيلة.جميع هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق المولى عز وجل ومن ثم الدعم والاهتمام والرعاية الكبيرة التي تولونها جلالتكم للمؤسسة الخيرية الملكية، باعتبارها أحد مشاريعكم الإنسانية التي قدمتموها ليس للبحرين فحسب وإنما للعالم أجمع، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جلالتكم ويجزيكم على ذلك خير الجزاء.أكرر خالص الشكر والتقدير لجلالتكم على تشريفنا بهذا اللقاء، ما يبين بجلاء ما يحظى به الجميع في البحرين من حرص أبوي كريم على الرعاية والاهتمام باعتباركم أباً للجميع، يحرص على توفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، وسنعمل بكل فخر واعتزاز لتنفيذ توجيهاتكم الكريمة، وكلماتكم الحكيمة نبراس للجميع يضيء لنا الطريق، واستراتيجية نعمل من خلالها في تقديم الرعاية المميزة للبحرينيين وجميع الفئات المستحقة في المملكة. وندعو المولى سبحانه وتعالى أن يجزيكم خير الجزاء، ويوفقكم لما يحبه ويرضاه، ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة، وأن يرزقكم مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما».بدورها ألقت الطالبة أمينة فؤاد مصطفى قصيدة بعنوان «أبوي أنت يا بوسلمان» من كلمات عادل جمعة المحميد. ورفع الأيتام إلى المقام السامي أصدق آيات الشكر والامتنان والعرفان على دعم جلالته الدائم لهم، وحرصه على الاهتمام المتواصل بهم وبتطوير عمل المؤسسة الخيرية الملكية لتقديم أفضل الخدمات لجميع الفئات المحتاجة، وتقديم الرعاية المميزة والشاملة لهذه الفئة من أبناء الوطن وبناته، بينما قدم مجموعة من الأيتام باقات الزهور إلى جلالة الملك المفدى وإلى فضيلة شيخ الأزهر الشريف.وفي ختام اللقاء قدم سمو الشيخ ناصر بن حمد، هدية تذكارية لجلالة الملك المفدى، وكتاباً حول العمل الإغاثي والمساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية المقدمة من المؤسسة بتوجيهات جلالة الملك للشعوب والدول الصديقة والشقيقة، قبل أن يتشرف أعضاء مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية والهيئة الإدارية والأيتام بالسلام على جلالته.