كشف مدير مركز الدراسات التاريخية بجامعة البحرين د.محمد عبدالله عن أن تاريخ البحرين في الطبعة البيروتية لكتاب «التحفة النبهانية لتاريخ الجزيرة العربية» محرّف.
وأوضح د.محمد عبدالله أن الطبعة المتداولة في مكتبات البحرين لكتاب التحفة النبهانية لتاريخ الجزيرة العربية، لمؤلفه الشيخ محمد بن خليفة بن حمد النبهاني (الطبعة البيروتية: طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر في لبنان، والمكتبة الوطنية في البحرين عام 2004، والطبعة المصورة عنها في 2010 «الطبعة الثانية») هي طبعة غير دقيقة، لما يشوبها من أخطاء أدت إلى تصحيف كثير من المعلومات والحقائق التاريخية وأغفلت جوانب مهمة مما كان وارداً في الطبعة المحمودية (القاهرة، عام 1342هـ/ 1923م، المطبعة المحمودية) التي تتوفر نسختها الأصلية في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة.
وأضاف أن الاختلاف بين الطبعتين قد شمل عدة جوانب مهمة، منها على سبيل المثال أن طبعة 1923م تضمنت أربعة أبواب: هي تاريخ الكويت – تاريخ البصرة- تاريخ البحرين – تاريخ المنتفق. في حين أن النسخة المتداولة حالياً، والتي تحمل الاسم نفسه قد اقتصرت على تاريخ البحرين والبصرة والمنتفق.
وقال إن هذا الجزء الذي تناول تاريخ البحرين قد مسّه التحريف والحذف بشكل لافت وغير مبرر، وأدرجت عبارات لم ترد في النسخة المحمودية، إضافة إلى حذف أسماء الشخصيات والأماكن في البحرين، بل وتغيير أسماء بعض هذه الأماكن المعروفة إلى اليوم في البحرين، والجدول الآتي يوضح على سبيل المثال لا الحصر بعضاً من هذه الأخطاء:
وأشار إلى أنه تم حذف العديد من صور الشخصيات البارزة في البحرين، والتي كانت موجودة في الطبعة المحمودية، حيث أدرج المؤلف في الطبعة المحمودية 56 صورة، منها 26 صورة في الجزء المتعلق بالبحرين، بينما لم ترد في الطبعة البيروتية سوى صورتين في الجزء المختص بالبصرة فقط ص189، وص359، وهناك بعض الشخصيات البحرينية قد أُفرِدَ لها عند ترجمتها صفحة منفصلة وعنوان رئيس للتدليل على أهميتها، بينما لم يكن ذلك في النسخة المطبوعة في بيروت، مثل: (ترجمة سمو الشيخ عبدالله ابن ذي العظمة الشيخ عيسى) التي وردت في النسخة المحمودية في عنوان منفصل على صفحة كاملة مع الصورة ص229، بينما اختلف ذلك في الطبعة البيروتية، حيث جاءت ترجمة سمو الشيخ عبدالله بن ذي العظمة الشيخ عيسى من دون وجود عنوان منفصل أو صورة، إنما جاءت في سياق الكلام في بداية فقرة جديدة، ص140.
وقال د.محمد عبدالله إن الطبعتين المتداولتين في البحرين قد شابهما العديد من الأخطاء اللغوية التي أدت إلى تشويه هذا الكتاب التاريخي المهم. وأشار إلى أن مركز الدراسات التاريخية بالجامعة سوف يعمل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة داخل البحرين وخارجها على إعادة طباعة هذا الكتاب التاريخي المهم استناداً إلى الطبعة المحمودية، وذلك في إطار حرص المركز على توثيق كل ما يتعلق بتاريخ البحرين، بما يخدم الباحثين والطلبة في الجامعات، مع التأكيد على مصداقية البحث العلمي للدراسات والكتب والوثائق التاريخية، بما يخدم سياسة البحث العلمي والموضوعية التي يتوخاها المركز، سواء بالنسبة لهذا الكتاب أو غيره من الكتب التي لها علاقة بتاريخ مملكة البحرين القديم والحديث.
وقال د.محمد عبدالله إن المركز، ومنذ تأسيسه قبل عدة سنوات، قد عمل على جمع الوثائق والكتب المهمة القديمة والنادرة ذات العلاقة بتاريخ البحرين والمنطقة من مصادر متعددة ومن مناطق مختلفة، وذلك في سبيل متابعة كل ما نشر عن البحرين، وتوفير الوثائق والمعلومات للباحثين وطلبة الجامعة.