الرياض - (وكالات): أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في كلمة له ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة خلال افتتاح القمة الآسيوية الـ11 للإعلام في جدة أمس الأول أن «وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تأخذ جزءاً كبيراً من الساحة الإعلامية، ولم نكن بعيدين عنها ولا خائفين منها، بل وفرت الدولة لها بنية قوية على امتداد مساحات المملكة الواسعة، وارتفعت نسبة مستخدميها، ووضعت الدولة لها تنظيماً يضمن مساهمتها في التعليم والثقافة، وتكون ملتقى لتبادل الآراء المفيدة بالحكمة والعقل».
وأضاف العاهل السعودي أن «مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- أدرك قبل ما يزيد على 100 عام أن رجال الإعلام وحملة الكلمة شركاء في مسيرة التحول والتحديث، بيدهم مفاتيح مؤثرة، يمكن أن تساهم بشكل قوي في سرعة تقبل المجتمع لمشروعه الحضاري والتنموي للتحديث، فدعم النشاط الإعلامي في وقت مبكر، رغم شح الموارد في ذلك الوقت، فصدرت الصحيفة الأولى «أم القرى» منذ أكثر من 90 عاماً، واقتربت الإذاعة من عامها الـ70، واحتفل التلفزيون بمرور 50 عاماً». وقال خادم الحرمين إن «منتجي التقنية في سباق دائم لإنتاج الوسائل السريعة والمريحة، قد يسعد العاملين في الحقل الإعلامي، لكنه يضعهم أمام تحديات صعبة، ويفرض عليهم التجديد الدائم في شكل ومضمون رسائلهم الإعلامية، لتكون قادرة على شد المتلقين لمحتواها مؤثرة تأثيراً إيجابياً في سلوكهم».
وأشار إلى أن «دول العالم تتعرض لمؤثرات ثقافية خارجية تهز قيمها الدينية والإنسانية بتشويه نقائها، وتضعف منظومتها الأخلاقية بتسويق أعمال غير مسؤولة، وكل ما نرجوه من هذه القمة، وهي تضم خبراء متمكنين لهم مكانتهم وتأثيرهم، أن تسعى ليكون المنتج الإعلامي رسول محبة وخير يحترم القيم الدينية، ويقوي سياج المنظومة الأخلاقية، ليظل شجرة طيبة تظل البشرية جميعاً».
وذكر أنه «لا يخفى عليكم ما يشهده العالم من صراعات ومآسٍ إنسانية تحفل نشرات الأخبار بها، وهنا يأتي دور الكلمة المسؤولة في كل وسائل الإعلام، لتساهم في تعزيز قيم التواصل داخل الأطياف في المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الأخرى». وختم خادم الحرمين بالقول «آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية، وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعاً، ولجعل ثقافة الحوار عملاً ومنهجاً مستمراً».