كتب - عبدالرحمن صالح الدوسري:
يفشي الرجل والمرأة على السواء أسرار الأسرة، وهذا الإفشاء دائماً ما يكون الخطوة الأولى في تفكك البيت الأسري وتداعيه، وفك الارتباط بين الزوجين وانفصالهما.
لكل من الزوجين مجتمعه الخاص للإفشاء الصريح عن علاقته بقرينه الآخر، حتى صارت أسرار البيوت تتداول في أروقة المقاهي والمطاعم ومحلات التجميل والاستراحات، دون مراعاة من الطرفين لحرمة المنازل وقدسية العلاقة الزوجية.
وهنا نورد قصصاً عن علاقات زوجية انتهت بالطلاق نتيجة كشف الأسرار والبوح بها، والنتيجة زواج الأصدقاء من زوجات أصدقائهم، أو زواج الصديقة من زوج صديقتها.
محرم شرعاً
قدس الإسلام الحياة الزوجية باعتبارها رباطاً وميثاقاً يقوم عليه صلاح الأسرة والمجتمع‏، وسن الإسلام من التشريعات ما يضمن سلامة الحياة الأسرية‏ وديمومتها.
وحفظ الإسلام أسرار الحياة الزوجية وحرم إفشاءها، وأثنى الله تبارك وتعالى على النساء الصالحات بقوله في كتابه العزيز «فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله»، وقال تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون».
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إفشاء أسرار الحياة الزوجية وعدها من أعظم الخيانة يوم القيامة، نظراً لما وردت فيها من آيات قرآنية كريمة أجمعت على تحريمها وبيان خطورتها.
ويقول عضو هيئة كبار علماء الأزهر د.أحمد هاشم، إن إفشاء الأسرار بين الأسرة بصفة عامة والزوجية بصفة خاصة حرام شرعاً، ولا يجوز بأي حال من الأحوال نشرها لأنها رباط مقدس به تبنى الأسرة والمجتمع السليم، لذا يجب أن يكون قوام الأسرة مبنياً على الاحترام المتبادل بين الزوجين.
ويضيف «الحياة الزوجية مصونة، ويجب أن تكون بعيدة عن القيل والقال، لأن من أهم أهداف بناء المجتمع تكوين أسرة قوامها الاحترام المتبادل بين أفرادها، فبناء الأسرة يساعد على تقدم المجتمع، وأي دولة في العالم بحاجة إلى تماسك أفرادها، ومن يرتكب إثم إفشاء الأسرار ولا نقول هنا الأسرار الزوجية فقط إنما أسرار الأسرة والمجتمع، فكأنما ارتكب ذنباً أمام الله وتجب عليه التوبة».
من جانبهم يؤكد علماء النفس أن ترويح الزوجة عن نفسها بـ»الفضفضة» إلى صديقاتها ونشر أسرار بيتها، غالباً ما يصنع من القلق أكثر مما يجلب من الراحة، صحيح أن الراحة قد تكون آنية وعاجلة لكن القلق حتماً يظهر بعد أن تنتشر هذه الأسرار وتجني الزوجة الندم والخسران، فلا أحد من الرجال يستريح لإفشاء أسرار حياته الزوجية، وقديماً حذرت أمامة بنت الحارث ابنتها في وصيتها المشهورة قبل زواجها فقالت «فإن أفشيت سره فلن تأمني غدره».
هذا يعني أن أصابع الاتهام دائماً توجه للمرأة باعتبارها الطرف الثرثار ولا يستطيع أن يغلق فمه، إلا أن واقع الحال اختلف كثيراً وبات للرجل نصيب ليس بالهين من الثرثرة، إما بالسباب أو التباهي والتفاخر بإمكاناته، فكم من زيجات وقعت بالفشل كانت نتيجة كلمات خرجت من أحد الطرفين أمام الآخرين؟
في البيت الخليجي
المجتمعات الخليجية تعيش بيتاً واحداً مترامي الأطراف متشابه القضايا والمشكلات، وهنا بعضاً من قضايا يتحدث عنها أصحابها في الشارع الخليجي القريب جداً من البيت البحريني.
إحدى المتحدثات أفصحت عن مشكلتها وكانت ضحية الفضفضة والحديث مع الصديقات في صالونات التجميل التي تتردد عليها كثيراً، ومع من اعتبرتهن بمثابة المخلصات، إلا أنها كانت متوهمة «اتفقت وصديقاتي على أن نلتقي وكنا نقضي الساعات أسبوعياً في الحديث، وأحكي لهن عن مشكلاتي الزوجية وبعض خصوصياتي».
كانت الصديقة تتدخل بيني وبين زوجي مرات ومرات، والعلاقة كانت كل مرة تتدهور أكثر من الأول «وقتها لم يلفت الموضوع نظري، وسرعان ما انهارت العلاقة بيني وبين وزوجي، إلى أن وصلت للنتيجة الحتمية وهي الطلاق».
دائماً ما كانت الصديقة بجوارها تساندها في أصعب المواقف، وتطلب منها عدم التنازل وألا تضعف أمام زوجها، وأن تكون أكثر شدة في اتخاذ قراراتها «بسذاجتي وحبي لها سرت في طريق رسمته لتحطيم أسوار أسرتي والانقضاض عليها، وفجأة ودون مقدمات خرجت دون تمهيد من حياتي وفقدت كل طرق التواصل معها، إلى أن اكتشفت بعد فترة ليست بالبعيدة أنها تزوجت طليقي، وأنها كانت على علاقة به، وأني كنت ضحية امرأة مثلت دور الصديقة النصوح،


وكنت مجرد منفذ لأوامرها دون نقاش».
لمياء.ع زوجة أخرى ميسورة الحال من العوائل الخليجية تتمتع بقدر كبير من الجمال والثقافة، تقول «مشكلتي الثقة الزائدة في الناس والأصدقاء وحتى زوجي، كنت لا أصدق ما يدور حولي وما يرسم لتفكيك أسرتي، وكانت صديقتي تدخل بيتي كواحدة من الأسرة حتى في غيابي، ولأنها على دراية بخروجي من البيت، كانت تتواعد مع زوجي في بيتي، إلى أن شاءت الظروف أن أجدها متلبسة، فما كان من زوجي حتى طلقني واتخذها زوجة».
ضحايا إفشاء الأسرار
واحد من ضحايا إفشاء أسرار الزوجية مشكلته أنه كان ينقل أحداث بيته الخاصة لأصدقائه، ويمتدح زوجته على أنها تملك شخصية مرحة، وتعرف كيف تجرجره نحوها من خلال اهتمامها الكبير بمظهرها وجمالها.
بعد فترة ليست بالبعيدة اكتشف صاحبنا أنه كان الزوج الغبي الذي أدخل صديقه إلى قلب زوجته، ووثق بينهما علاقة على طبق من فضة، لتأتي إليه الزوجة طالبة الطلاق مع سبق الإصرار «حتى لا تظلمني معها».
وبالفعل طلقها وكله أمل أن تعود إليه بعد أن تهدأ وتقضي فترة في بيت أهلها، إلا أنه فوجئ أنها صارت زوجة ثانية لأقرب أصدقائه، الذي استغل حديثه المستمر عنها في التقرب إليها حتى تعلق قلبه بحبها.
اتهامات متبادلة
إذاً للمنازل قدسيتها، ولا يجوز الحديث عنها ولو من باب المدح أو التهريج، وواقع الحال يؤكد أن هناك تأثير سلبي من التحدث عن خصوصيات المنازل، كما إن هناك آخرين يستفزون ويستثارون من الحديث.
ومن المشكلات التي تتبادل فيها الأزواج اتهاماتهم بخراب بيوتهم يقول أحد الأزواج «أنا متزوج منذ حوالي 3 أعوام، وزوجتي تنقل كل ما يحدث ويقال بيننا، وكل الأمور الخاصة بي إلى أمها وأبيها وأخيها وتكذب عليّ، ولا تنقل أمور أهلها، وتذهب مع أمها إلى أماكن لا تخبرني بها، مع أنني لا أمانع من ذهابها إلى أهلها، وتذهب إليهم مرات كثيرة جداً، وعرفت كل شيء عنها، وراقبتها على النت، وسمعت جيداً، وأريد الانفصال لأني تعبت من عدم الاستقرار معها، وهي تنقل الكلام بالحرف، وتسير حسب كلام أخيها وأمها، وتنفذ كل ما يطلبونه، فأرجو الإفادة، لأنني أجهز نفسي لمؤخر الصداق، ومتاعها موجود، فأنا لا أريد أن أظلمها لأنها خدعتني في الأمور المالية، فهي تشتري وتبدل الذهب من المال، وتقول إن أخاها هو من أعطاها».
ذلك كان واحد من الاتهامات التي دائماً ما يستند بها الزوج لفك الارتباط بزوجته، خصوصاً إذا كان هناك مشروع زوجة ثانية في الطريق، لكن الإجابة تأتي سريعاً على تساؤلاته.
فإن كانت زوجتك تفشي أسرار البيت، فهو سلوك خاطئ منها، وهي مسيئة بذلك، وإن كان ذلك في الأمور المتعلقة بتفاصيل المعاشرة الزوجية، فإن إفشاءها حرام، فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها».
وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها».
قال المناوي «الظاهر أن المرأة كالرجل، فيحرم عليها إفشاء سره، وإذا كانت تتصرف في مالك بغير إذن منك، فلا يحق لها ذلك»، فقد روى الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه، وقد ييسر الله لكل من الرجل والمرأة من الأزواج من يسعد معه»، وقال تعالى «وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً». «النساء:130».
رأي الطب النفسي
ويقول رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر د.محمد المهدي «يعتقد كثير من الناس أن السعادة الزوجية ? تتم إ? بالمصارحة الكاملة والمطلقة بين الزوجين، بحيث يصبح كل طرف كتاباً مفتوحاً بالنسبة للآخر، ويعتقدون أن الثقة بينهما ? تكون كاملة إ? إذا وصلا لهذه الحالة.
ويضيف «من المعروف أن من أساسيات السعادة الزوجية التواصل الواضح والصريح، لكن هناك آراء أخرى مبنية على دراسات علمية وتجارب حياتية تفيد أن المصارحة المطلقة بكل ا?سرار قد تشقي الطرف ا?خر وتهدم العلاقة الزوجية، وهناك أزواج عاشوا مع بعضهم سنوات طويلة واحتفـظ كـل منهــم ببعــض أسراره، وهذا يعني أن الحياة الزوجية تعتمد كثيراً في نجاحها على التفاعل الجسدي والعقلي والوجداني والروحي، و? تحتاج إلى الإفصاح عن كل ا?سرار كشرط لنجاحها».
الحياة الشخصية كهوف مغلقة
وأظهرت دراسة علمية ألمانية على مجموعة من النساء لمعرفة نسبة الأسرار المفصح عنها والأخرى المحتفظ بها، أن هناك 10% من الأسرار تحتفظ بها المرأة بشكل مطلق ولا تبوح بها لأحد مهما كان، بينما تستطيع أن تبوح بـ60% من أسرارها لزوجها أو أمها أو أختها أو صديقتها القريبة. وتختلف هذه النسب من امرأة لأخرى، وتختلف بالطبع بين الرجال والنساء، فالنساء أكثر إفصاحاً ولذلك قيل «إن السر سم في فم المرأة لو ابتلعته قتلها»، ولكن النتيجة النهائية هي أن ثمة أشياء تقال وأشياء أخرى لا تقال وهنا يأتي السؤال لماذا يحتفظ الزوجان ببعض أسرارهما؟
والجواب ربما لأحد أو بعض أو كل الأسباب التالية، الخوف على صورة الذات لدى الطرف الآخر، الرفض والنبذ والتحقير وعدم القبول وربما الهجر، المعايرة والاستغلال والابتزاز، إفشاء هذا السر لآخرين، إحداث ألم أو صدمة للشريك، الخوف من أن يزرع هذا السر المعلن بذرة شك في نفس الطرف الآخر لا يستطيع الخلاص منها، خاصة إذا كان هذا الطرف يتسم بالغيرة الشديدة، أو إنه الخوف من اضطراب الحياة الزوجية أو حتى انتهائها بعد إفشاء السر.
ولا نتعجب إن قال البعض أنا أخفي بعض أسراري حتى عن أقرب الناس لي، فجهازنا النفسي يفعل ذلك حتى معنا، وذلك عن طريق عملية الكبت، وفيها يتم الدفع بذكرى الحدث أو الفعل بعيداً عن وعينا، حيث يغيب في منطقة اللاشعور لأن تذكره يؤلمنا ويحدث لنا اضطراباً أو إحساساً بالخجل أو العار.
وعملية الكبت حين تكون في حدودها المعقولة تعتبر عملية دفاع نفسي طبيعي، أما حين تتجاوز الحدود وتتوحش بحيث تحجب عنا حقيقة ذواتنا فإنها تصبح حالة مرضية، وهذا يؤكد فكرة التوازن بين الإفصاح وعدم الإفصاح عن أسرارنا في حال تعاملنا مع الأشخاص المقربين، إذ هم ليسوا أقرب لنا من أنفسنا.
بين الستر والتستر
الستر يعني وقوعنا في أخطاء بقصد أو بغير قصد ثم انتباهنا لذلك وإنكاره وإيقافه أو مقاومته، وهنا لا حاجة لنا أن نضيف عبء الفضيحة على عبء الخطأ الذي نتألم له ونشعر بالذنب تجاهه، ما دمنا نعمل بصدق بيننا وبين أنفسنـــا، وبيننا وبين ربنا لتجــاوز ذلــــك الخطأ خاصة إذا كان كشفه يؤدي إلى ضرر أكبر.
ومع هذا فإذا وجدنا أنفسنا نعاود الخطأ مرة بعد مرة دونما توقف حقيقي مستفيدين من حالة الستر والسرية، هنا يجب أن نراجع الموقف فقد يكون الاعتراف لأحد يشكل عامل مساعدة ضروري لتصحيح الموقف خاصة إذا كان شريكاً لنا في الحياة.
أما التستر فهو تعمد فعل الأشياء المرفوضة أخلاقياً وتعمد إخفاءها طوال الوقت بهدف الاستمرار الآمن في ممارستها، وهذا شيء سلبي للغاية لأن فيه إصراراً على الاستمرار في الخطأ، مع خداع الآخرين بصورة كاذبة، وهو يشكل حالة من الازدواجية في السلوك.من التراث البحريني


«أم حمار»..


كانت الطرق الترابية الواسعة؛ خالية من الناس!، الجميع في بيوتهم، تتفصد جباههم عرقاً، وتدق قلوبهم رعباً، وتكاد حدقتا العينين تخرجان من محجريهما مع كل صوت تثيره الريح!. الأمهات أمسكن بأبنائهن بشدّة حفاظاً عليهم وإن كن في الواقع يلتمسن الأمن في احتضانهم!، والرجال جالسون قرب الباب يمسكون بالعصي الغليظة، يخفون الخوف الذي يكاد يمرق بالقلب خارج القفص الصدري، أعصابهم متوترة، ولا يقبلون بشطر كلمة في ذلك الليل المرعب الذي يمتلئ بخطوات «أم حمار»، المرأة الرهيبة التي تجوس خلال الديار بخطواتها الواسعة وبهدوئها المريب!.
ماذا لو وقعت عين أم حمار على طفل ضائع؟! ألم تكن لتلتهمه دون شفقة، ودون أن تخلف عظماً واحداً من جسده الطري؟!، هل يستطيع رجل مهما بلغ من القوة أن يقف بوجه وحش على هيئة إنسان؟!، قدم واحدة هي اليسرى، تعرج في المشي، أسنان هي نفسها أسنان حمار!، متى قضمت يداً أو قدماً، فلا محيص عن بترها، أما القدمان فقادرتان على أن تطيحا بأثقل الناس وزناً لتورده حتفه!.
كان الناس في البيوت يكادون يموتون فرقاً ورعباً؟! وكانت بالفعل تسير في الطرق وحيدة في الليل المظلم والبرودة الشديدة، لكن ليس بقدم حمار، بل بقدم عرجاء كشأن أي امرأة مصابة بعاهة!، لا بحوافر حمار كما يشيعون، بوجه خلقه الله كما بقية وجوه الناس؛ وإن كان وجهاً مشوهاً، فإن به عينين وأنفاً وفماً وأذنين، وأسناناً لا فرق بينها وبين أي إنسان، لكنها كانت محدودبة الظهر، لقد عالجت الانحناء حتى أصبح لازمة من حياتها، وإلا فكيف تجر العصا الطويلة خلفها لتوهم الناس أنها مخلوق يشبه الحمار؟!.
تأملت في الطرق الخالية ثمّ هزت عصاها وراحت تضحك بجنون، والريح تنقل صوتها فيدوي عالياً، تعسفه سعفات النخيل، فما أن يصل إلى الناس، حتى يجهش الأطفال بالبكاء، ويدخل الرجال في حال غريبة لا يعرف لها بداية ولا نهاية، وحتى تتمزق قلوب النسوة خشية على أبنائهن.
لكن أم حمار، لا تلبث حتى يتحوّل ضحكها شيئاً فشيئاً إلى نشيج ثم بكاء عالٍ، إنها لا تعلم لماذا يتجنبها الناس؟! كانت طفلة يتيمة مسكينة فقدت أمها وأبيها، لم تسئ لأحد يوماً، لماذا عانت ما عانت لوحدها دون أن يرأف بها إنسان؟، أي ذنب لها إن خرجت إلى الدنيا مشوهة؟، هل انعدمت الرحمة من القلوب حتى ترمى للطرق؟ تعيش لوحدها حتى تبلغ مبلغ النساء؛ فلا تجد أحداً ينظر إليها!.
إنها لتشعر بحقد لا يبقي ولا يذر في قلبها، كيف لامرأة دون معيل أو كافل، أن تنتقم من الناس كرهاً وقرفاً منهم، أناس بلا قلوب، مجرد مخلوقات جاءت للدنيا لكي تثير الألم والتعاسة في قلوب الطيبين والطيبات من أمثالها، عليها أن تحيل أيامهم عذاباً دائماً وشكوى مستمرة، بهيئة مخيفة، يفر منها الرجل قبل المرأة، والكبير قبل الصغير؟!. ستشيع بين الناس كلما عضّ حمار صبياً أو فتاة أن «أم حمار» هي من قام بذلك؟، كلما رفست حمارة شخصاً، أغلق بابه على نفسه وأذاع أن أم حمار رفسته؟!، أبداً لن يهدأ لها بال، ستظل تسير ليلاً لتثير الرعب في قلوب الناس!.