عواصم - (وكالات): تستعد الدفعة الأخيرة من مقاتلي المعارضة السورية للخروج من الأحياء المحاصرة وسط مدينة حمص بموجب اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة، في خطوة تتيح للنظام استعادة السيطرة على المدينة بشكل شبه كامل. ومع قرب إنجاز الاتفاق الذي شمل أيضاً إدخال مساعدات إنسانية لمناطق يحاصرها المقاتلون وإطلاق معتقلين لديهم في حلب، نسف مقاتلون معارضون فندقاً أثرياً في مدينة حلب تستخدمه القوات النظامية مركزاً لها، ما أدى إلى مقتل العشرات من قوات الرئيس بشار الأسد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.في غضون ذلك، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أنه «تقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في الرياض، بناءً على طلب من المملكة العربية السعودية، لبحث تطور الأوضاع في سوريا، ميدانياً وسياسياً وإنسانياً، والنظر في الإجراءات التي يجب اتخاذها للتعامل مع المأساة السورية المتفاقمة».وقال محافظ حمص طلال البرازي «تستعد الدفعة الثالثة والأخيرة من المسلحين للخروج من حمص القديمة»، موضحاً أنها تضم 500 شخص، غالبيتهم العظمى من المقاتلين المعارضين. وذكر أن عدد الذين خرجوا في اليوم الأول من تطبيق الاتفاق وصل إلى 980 شخصاً، مقدراً عدد الباقين بين 300 و400 شخص. وأوضح أن العملية ستنجز خلال ساعات. وانتقل المقاتلون عبر حافلات إلى بلدة الدار الكبيرة التي تسيطر عليها المعارضة.وقال متحدث باسم «الجبهة الإسلامية»- أحد أبرز التشكيلات المقاتلة ضد القوات النظامية- إن مقاتلي المعارضة أفرجوا عن نحو 70 شخصاً، في مقابل تأمين الخروج من حمص القديمة.وأوضح أن هؤلاء هم «30 عسكرياً وضابط في حلب، إضافة إلى امرأة إيرانية». كما شمل الاتفاق «40 مدنياً أسيراً من الطائفية العلوية في ريف اللاذقية كانوا أسرى لدى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تركتهم بعد خروجها من المنطقة». والأسرى الأربعون من النساء والأطفال.وأكد المتحدث أن الاتفاق شمل أيضاً إدخال مساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب، واللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون. وقال ناشطون إن مسؤولين إيرانيين شاركوا في عملية التفاوض. ويأتي خروج المقاتلين من حمص قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، التي يتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه.وتصف المعارضة وحلفاؤها الغربيون الانتخابات بأنها «مهزلة».وقتل العشرات من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في نسف مقاتلين معارضين لفندق الكارلتون الأثري الذي تتخذه قوات النظام مركزاً لها في حلب القديمة، عبر تفجير نفق أسفله، بحسب المرصد. وتبنت «الجبهة الإسلامية» المعارضة الهجوم. من جانب آخر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على النظام السوري طالت عدداً من المسؤولين السوريين ومصرفاً روسياً ومصافي نفط مملوكة للدولة. وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان أن العقوبات تستهدف 6 مسؤولين كبار في النظام السوري من بينهم مستشار الرئيس بشار الأسد للشؤون الاستراتيجية العميد بسام حسن. كما طالت العقوبات مصرف تبيمبانك الذي مقره موسكو، وميخائيل غاغلويف المدير التنفيذي في البنك، لتزويدهما البنك المركزي السوري وشركة تسوق النفط السوري «سيترول» بملايين الدولارات نقداً وعلى شكل خدمات مالية.