الرياض - (العربية نت، إيلاف): تتابع وسائل الإعلام الإيرانية والإسرائيلية بخوف وقلق، الصواريخ الباليستية «رياح الشرق» التي كشفت عنها المملكة العربية السعودية، أثناء أضخم مناورات شهدتها المملكة تحت اسم مناورات «سيف عبدالله»، والتي جرت مؤخراً في السعودية بمشاركة مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة. وبلغ الأمر درجة كبيرة من الأهمية، حيث تناولت وسائل إعلامية إيرانية مسألة امتلاك المملكة لرؤوس نووية تجعل صواريخها قادرة على قلب موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت وكالة «فارس» للأنباء القريبة من الحرس الثوري في خبر لها بحساسية بالغة الموضوع، ونسبت إلى «مصدر مطلع» أن السلطات العليا في المملكة هي التي اتخذت قرار الكشف عن القوة الصاروخية السعودية، بغية توجيه رسالة تحذير إلى طهران. وزعمت الوكالة - نقلاً عن مصدرها المجهول - أنه تم نقل عدد من الرؤوس النووية من باكستان إلى السعودية، بإشراف رئيس أركان القوات المسلحة الباكستانية، وذلك حسب الاتفاق المبرم بين الجانبين في هذا الخصوص، متذرعة بحضور المسؤول العسكري الباكستاني مناورات «سيف عبدالله».
وأضافت «فارس» على لسان مصدرها أن السعودية أيضاً بصدد «الضغط على روسيا»، إثر دعم موسكو للنظام السوري والتدخل في أزمة أوكرانيا، وذلك تجاوباً مع مواقف أوروبا وأمريكا على هذا الصعيد.
وفي خبر لصحيفة «إيران هيرالد» الإيرانية الصادرة بالإنجليزية، تحت عنوان «السعودية تستعرض صواريخها الباليستية، لتحذر إيران» جاء في الخبر أنه بالرغم من قدم صواريخ «DF-3» الباليستية المتوسطة المدى فإنها تشكل خطراً حقيقياً على إيران، وإن مداها من قواعدها يبلغ العاصمة الإيرانية طهران». وأكدت الصحيفة الإيرانية أن «السعودية تمتلك أيضاً صواريخ «DF 21» وهي أكثر تطوراً من التي استعرضتها في مناورات «سيف عبدالله» الأخيرة». يذكر أن الأوساط الإسرائيلية المرتبطة بالأجهزة الأمنية لتل أبيب تابعت مناورات «سيف عبدالله» بنفس الحساسية الإيرانية، وبهذا الشأن حاول موقع «ديبكا» الاستخباراتي تحريض العالم ضد السعودية.
وبالرغم من الترسانة النووية الإسرائيلية السرية فقد زعم موقع «ديبكا» أن مناورات «سيف عبدالله» رسالة بالغة الأهمية لدخول الشرق الأوسط في سباق التسلح النووي. وفي تقريره المطول عن مناورات «سيف عبدالله» الأخيرة خص «ديبكا» الصواريخ الاستراتيجية السعودية ببالغ الاهتمام، مضيفاً أن السعودية تتوقع أن يكون الصراع القادم في المنطقة صراعاً نووياً.
وفي الورقة التي أعدها الجنرال يفتاح شابير إلى «مركز أبحاث الأمن القومي» حول تكوين القوة الصاروخية السعودية، والتي نشرتها مجلة «مباط عال» التابعة للمركز، فقد ذكر أنه ليس متأكداً إن كانت إسرائيل قد حصلت على ضمانات من الولايات المتحدة، مستدركاً أن إسرائيل لديها قلق كبير إزاء تسليح أية دولة عربية بأدوات قتالية متطورة، قد تشكل تهديداً لها حسب سيناريوهات محددة».
وكشف التقرير أن «إسرائيل سبق أن بذلت جهوداً كبيرة وخاضت معركة دبلوماسية في الولايات المتحدة للحؤول دون تزويد السعودية بسلاح يغير موازين القوى الراهن». وتؤكد الورقة أن «حصول السعودية على صواريخ متقدمة ينبغي أن يثير القلق في تل أبيب، وأن الرياض أعلنت بصوت واضح ومسموع أنها تمتلك صواريخ نووية، معلنةً استعدادها لاستخدامها في أي صدام مع إيران، معتبرة أن «استعراض صواريخ «رياح الشرق» تشكل تحدياً للاتفاق النووي المبرم بين طهران وواشنطن». من جانبها، ذكرت «مجلة الدفاع الإسرائيلية» أن «مناورات ‏?»سيف عبدالله» - وفقاً لحساب «ترجمات عبرية» ‏الذي يشرف عليه الإعلامي عبدالعزيز المزيني- رسالة ردع لإيران‏ وتطمين للحلفاء الخليجيين ورسالة غضب لواشنطن التي تهرول خلف طهران». من جانبها، قالت صحيفة «تايمز» اللندنية، إن «السعودية تتباهى بصواريخها الباليستية المتوسطة المدى، القادرة على حمل رؤوس نووية لتحذر إيران، ولا شك في أنها تشكل خطراً حقيقياً على إيران لأن مداها يصل طهران». وأضافت الصحيفة أنه «ليس سراً أن السعوديين كانوا يملكون هذه الصواريخ منذ زمن طويل، لكنهم اختاروا هذه المناسبة ليعلنوا عنها وليظهروها للعلن، بأسلوب فسره المحللون على أنه «رسالة عالية النبرة لكل معارضي السياسة السعودية في المنطقة، ولإيران بالذات، في وقت تحس السعودية بأنها تعرضت للخيانة من حليفها الأمريكي، حين تركها وذهب إلى معانقة إيران في الاتفاق النووي المرحلي، مع التذكير بالموقف السعودي من الدول المتورطة في سوريا إلى جانب نظام الأسد».
وأضافت الصحيفة «ما يلفت فعلًا، وجود القائد العام للجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف في القاعدة السعودية بحفر الباطن، مشاركاً في مراقبة سير عمليات مناورة «سيف عبدالله»، إذ هذا يفتح الباب على تكهنات حول إشارات سعودية إلى إمكانية التعاون النووي مع باكستان، في تهديد مبطن للاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، الذي لا ترضى عنه السعودية».