عواصم - (وكالات): كشفت برقية سرية للسفارة الأمريكية في بيروت قام بتسريبها موقع «ويكيليكس»، أن «الأمين العام لـ«حزب الله» الشيـعي اللبنـانــي حســن نصرالله، تحــدث خلال لقــاء مـع الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل عن رجال مخابرات النظام السوري، إذ اعتبرهم بلا أخلاق ويسعون وراء النساء والمال فقط»، موضحاً أنه «حاول تنبيه الرئيس بشار الأسد إلى السلوك غير السوي لمستشاريه، لكن دون جدوى»، وفقاً لقناة «العربية».
وكشفت الوثيقة المصنفة «سرية» والمؤرخة في 4 ديسمبر 2006، أن «نصر الله أخبر الجميل أن مصلحة لبنان تكمن في الحفاظ على النظام العلوي، لأن البديل الوحيد عن بشار هم «السلفيون».
وأشارت تقارير إلى أن «الغريب في الأمر أن الحديث عن بديل الأسد والنظام العلوي والسلفيين جاء قبل الثورة السورية بسنوات، كما إنه في حال صح مضمون البرقية، يكون نصرالله يدافع عن هؤلاء الذين وصفهم «بعديمي الأخلاق واللاهثين وراء النساء والمال»».
وقالت البرقية إن «الجميل فوجئ بمقـدار الكراهية التــي يكنــهــا نصرالله لرئيس الحكومة فـؤاد السنيورة، والنائب سعد الحريري، والسفير الأمريكي في بيروت جيفري فيلتمان».
وقد قسمت البرقية المسربة أجواء اللقاء إلى 10 نقاط أو أقسام، جاء إحداها تحت عنوان «القلق من رذائل السوريين».
من ناحية أخرى، بدأ مئات المدنيين الدخول إلى حمص القديمة التي دخلها الجيش للمرة الأولى بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها.
ووصل رجال ونساء وأطفال بدا عليهم التأثر الكبير لتفقد بيوتهم. وبدت على بعضهم الصدمة بينما كانوا يمرون فوق الركام من أجل العثور على بيوتهم المدمرة.
وأصبحت «عاصمة الثورة» تحت سلطة جيش الرئيس بشار الأسد بعد الانسحاب المتوقع لآخر مسلحي المعارضة من معقلهم القديم الذي دافعوا عنه بكل قوتهم لسنتين.
من جانبه، أعلن محافظ حمص طلال البرازي أن آخر مسلحي المعارضة السورية غادروا أمس معقلهم السابق وسط حمص.
وبهذا الانسحاب غير المسبوق لمسلحـــي المعـــارضـــة -الــذيــن أنهكتهم سنتان من الحصار والفاقة- من حمص القديمة يعزز النظام السوري موقعه في الحرب الدامية التي يخوضها منذ 3 سنوات ضد المسلحين.
وبعد سلسلة من الهزائم في مواجهة الجيش النظامي، طالب زعيم المعارضة أحمد الجربا مـن جديد -ولكن دون جدوى- حليفه الأمريكي بأسلحة.
وتأخرت عملية الخروج ساعات، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التأخير ناجم عن محاولة جماعات معارضة لا تشارك في المفاوضات مع النظام السوري، حد عدد شاحنات قافلة المساعدات الإنسانية التي يفترض أن تدخل إلى قريـتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما شيعة فــي منطقة حلب، باثنتين بينما ينص الاتفاق على 12 شاحنة.
وقال مصدر عسكري فــي دمشق إن «الحدث الكبير اليوم هو أن حمص أصبحت خالية من المسلحين والأسلحة وهذا انتصار للشعب والجيش».
وذكرت المعارضة أن الاتفاق ترجم أيضاً بإطلاق سراح 40 شخصـاً من قرى علوية وإيرانية و30 جندياً سورياً.
وبعد الانسحاب من حمص القديمة، لم يبقَ مسلحون في مدينة حمص سوى في حـي الوعـر حيث يعيش مئات الآلاف من الأشخاص لكن مفاوضات تجري لرحيلهم.
ويأتي النجاح الذي حققه النظام السوري قبل 3 أسابيـع من انتخابات رئاسية تنظمها السلطــات وتــرى المعارضة وحلفاؤها الغربيــون أنها «مهزلة».
وسينظم الاقتراع في يونيو المقبل في المناطق التي يسيطر عليها على الرغم من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتتكبد المعارضة خسائر كبيرة وسط سوريا وبالقرب من دمشق لكنها تحافظ على مواقعها على الجبهتين الجنوبية والشمالية في منطقة حلب.
وفي واشنطن، التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا ولكنه لم يوافق على طلبه تسليم أسلحة حربية لمقاتلة القوات النظامية السورية.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي مرة جديدة على المساعدة غير القاتلة التي تقدمها الولايات المتحدة والتي أضيف إليها مبلغ 27 مليون دولار بالإضافة إلى فرض عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين.
من جانبه، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن السعودية طلبت إرجاء اجتماع لوزراء خارجية الجامعة العربية حول النزاع في سوريا الذي كان مقرراً بعد غد.
في المقابل، ستعقد الدول الغربية ودول الخليج اجتماعاً في لندن في 15 مايو الجاري للتباحث في سبل زيادة الدعم للمقاتلين المسلحين.
في غضون ذلك، حذرت بريطانيا المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية من أن سوريا لاتزال تمتلك مواد كيميائية تكفي لإنتاج كمية من غاز الأعصاب تشن بها «هجمات عديدة» تشبه الهجوم القاتل على ريف دمشق في أغسطس الماضي.
ووصلت بعثة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق للتحقيق في استخدام للكلور بعد اتهامات وجهتها باريس وواشنطن إلى النظام السوري.
إنسانيـــاً، نــدد مــديــر العمليــات الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ بقيام السلطات السورية بمصادرة مساعدات طبية مرسلة إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة.