عواصـم - (وكالات): أثـار الرئيـس الروسـي فلاديمير بوتين غضب حكومة كييف بتوجهه إلى القرم أمس في عرض جديد للقوة بينما تغرق أوكرانيا في العنف مع سقوط أكثر من 20 قتيلاً في صدامات في ماريوبول جنوب شرق البلاد.
وأعلن وزير الداخلية الأوكراني ارسين افاكوف أن 60 متمرداً مزودين بأسلحة رشاشة هاجموا مقر الشرطة. وأضاف أن 20 متمرداً وشرطياً واحداً قتلوا و5 شرطيين جرحوا وأسر 4 متمردين.
في الوقت نفسه، كان الرئيس الروسي في سيباستوبول، المرفأ التاريخي للأسطول الروسي في البحر الأسود، لاحتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في 1945.
واستعرض الرئيس الروسي على متن زورق سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيباستوبول. وقد وقف مرتدياً سترة سوداء إلى جانب وزير الدفاع سيرغي شويغو على متن زورق أبيض مر بالتوالي أمام عشرات السفن العسكرية الروسية.
وأمام آلاف من سكان سيباستوبول في شبه الجزيرة الأوكرانية التي ألحقت بروسيا في مارس الماضي، رأى بوتين أن عودة القرم إلى روسيا مطابق «للحقيقة التاريخية». وقال إن «2014 سيبقى السنة التي شهدت قرار الشعوب التي تعيش هنا البقاء مع روسيا مؤكدة بذلك وفاءها للحقيقة التاريخية ولذكرى أجدادنا».
وعبرت الحكومة الأوكرانية عن «الاحتجاج الحازم» على زيارة بوتين إلى شبه جزيرة القرم، بحسب بيان لوزارة الخارجية قال إن هذه الزيارة إلى أراض «محتلة بشكل مؤقت» تشكل «انتهاكاً فاضحاً للسيادة الأوكرانية».
كما انتقد البيت الأبيض زيارة بوتين. وصرحت لورا لوكاس ماغنسن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما «لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم. وهذه الزيارة لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر».
وقبل ذلك، ألقى بوتين خطاباً في الساحة الحمراء أمام الجنود والمقاتلين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية. وقال إن 9 مايو «هو عيد انتصار القوة العظمى للوطنية، حيث نشعر بطريقة خاصة بما يعني أن نكون أوفياء للوطن، وبأهمية أن ندافع عن مصالحنا».
وفاجأ بوتين الانفصاليين بدعوته إلى سيناريو «حوار» ينص على وقف كييف لعملياتها العسكرية جنوب شرق البلاد مقابل تأجيل إجراء استفتاء شرق أوكرانيا.
إلا أن الانفصاليين رفضوا طلب الرئيس الروسي. وقال دنيس بوتشيلين قائد جمهورية دونيتسك الانفصالية إن «موعد الاستفتاء لن يرجأ». وسبق أن أعلنت سلطات كييف أنها لن تعترف بشرعية مشروع «الاستفتاء الإرهابي».
ويحضر الموالون لروسيا «استفتاء» غداً حول الاستقلال، ليصبح انفصالهم عن باقي أوكرانيا رسمياً ويلتحقون بعد ذلك بروسيا. والاستفتاء سينظم في منطقتي دونيتسك ولوغانسك المتمردتين شرق أوكرانيا وتعدان 7.3 ملايين نسمة من أصل 45.5 مليون هم تعداد سكان أوكرانيا. ويبقى التوتر على أشده مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 مايو الجاري لاختيار خليفة للرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الذي أطاحت به احتجاجات واسعة في فبراير الماضي. ويصر الغربيون على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ويتهمون روسيا بالعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا ومنع إجراء انتخابات.
وشكك الغربيون في إعلان بوتين سحب عشرات الآلاف من قواته على طول الحدود مع أوكرانيا.