افتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بمتحف البحرين الوطني، الأربعاء الماضي 7 مايو الجاري، معرض «تباينات مرئية» بالتعاون مع الجمعية الملكية للفنون الجميلة والمجلس البلدي لفالنسيا، بمشاركة 20 فنانة من مختلف أنحاء العالم.
وفي سياق الاحتفاء بالفنون والجمال في برنامج «الفن عامنا» لسنة 2014، وفي طريقها لتلمس روائع التشكيل في العالم، يفصح معرض «تباينات مرئية» عن رؤية واسعة للعمل الذي تؤديه النساء في عالم الفن المعاصر، ويكشف من خلال معروضاته والأعمال المشاركة، عن العلاقة ما بين الفن والأنثى في نتاجات جميلة ومحبكة اشتغلت عليها نساءٌ كثيرات من فضاءات وبيئات اجتماعية مختلفة.
وتشارك في المعرض الفنانات: وجدان الهاشمي، جمان النمري، كاتيا التل، تيتي دي الينكار، بلقيس فخرو، كلارا أمادو، رجوة علي، باتريسيا بينتانكور، كارولينا كالينتو، كلاوديا كاسارينو، هلا آل خليفة، ماريبيل دومينيش، كارميلا غروس، دينا حدادين، ألفيا ليفا، آنا كارينا ليما أستراي، نازاريث بـاتشيكـــو، غـــدير سعـــافين، بـــولا سانتياغو، ولينا ورزمان.
ويستحضر المعرض أشكال التعبير والرموز التي تصنعها الأنثى، بعد أن بقيت لفترة طويلة نموذجاً أو مصدر إلهامٍ لأعمال الرجال الفنية والأدبية والفكرية، حيث تستدرج الأعمال المشاكل المرتبطة مباشرةً بعالم المرأة: المخاوف الشخصية، الاستثناء، الألـم، الأزياء، التهكم، القمع، المكانة، الخضوع، تقديم النساء كمجرد أغراض، الهوية، الإدماج، الرفض والعرق، وتجسد تجربة التجاور الأنثوي الفني هذه فرصةً لاكتساب فهمٍ أعمق للقضايا التي تهم كل واحدة منهن، من دون أن تكون هناك أطروحة واحدة.
ومن خلال المعرض، تلتقي الفروقات ما بين هؤلاء الفنانات المشاركات، اللاتي ينتمينَ إلى أجيالٍ وجنسيات ومواطن نشأة مختلفة، لتصنع جميع تلك التباينات المرئية والحسية فسيفساء غنية بالتنوع، وتنم عن أساليبهن المختلفة والمتعددة في رؤية الفن الإيحائي.
ورغم تعدد العوالم والبيئات التي جاءت منها كل تلك الفنون، إلا أنها في أعماقها قد تتشابه وتتقاطع في المشاكل المؤثرة على مختلف الثقافات في سياق العولمة، فتلك المشـــاكــــل والاهتمـــامات لهــؤلاء الفنانات لا تختلف كثيراً عن بعضها البعض رغم المسافات الشاسعة التي تفصل بين بلدانهم بالمعنى الحرفي والمجازي، مع وجود بعض الاختلافات بينها لأسبابٍ تاريخيةٍ وثقافية.
الجميل في تجربة هذا المعرض أن الفنانات يلتحقن به تباعاً، إذ انطلق بادئ الأمر في فالنسيا بإسبانيا في متحف الحداثة (MUVIM) بمشاركة مجموعة من الفنانات المبدعات من بلدان مختلفة من أوروبا، أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، ومجموعة فنانات مشهورات من مدينة فالينسيا، ثم استقر مؤخرًا في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بالمملكة الأردنية الهاشمية، حيث توسعت مجموعة المشاركات لتشمل أيضاً فنـــانــات أردنيــات يتقـــاسمـن ذات الهواجس، ويتبنيــنَ قضايا ومفاهيم خاصة بهن وبمجتمعاتهن.
أما مجيئه إلى مملكة البحرين وتحديدًا إلى متحف البحرين الوطني، فسيضيـــف إلــى سلسلة أعمــالـــه مشاركات فنية نسائية بحرينية لتكتمل المجموعة، وتمنح مرأى آخر مغايراً لما تحمله المجموعة الأولى.
من خلال معرض (تباينات مرئية) الذي يستمر حتى أواخر أغسطس المقبل، يلغي الفن حدود الأوطان، ويتبنى القراءات الفنية للمتغيرات الاجتماعية المختلفة كما تراها الفنانات سواء في العالم العربي أم الغربي، خصوصاً وأنهن استطعن الدخول إلى عالم الفن المعاصر في نفس الوقت تقريباً. وسنجد فيه أن الفنانات يقمن بإعادة تدوير التقاليد الفنية خاصتهم، وهي تقاليدٌ تختلف رموزها اختلافاً جوهرياً بحسب انتماءات كل واحدة منهن.