بغداد - «وكالات»: أعلنت مصادر طبية عراقية أمس مقتل وإصابة عشرات المدنيين في مدينة الفلوجة غرب بغداد، في سلسلة عمليات قصف شنتها القوات الحكومية عقب فشلها في اقتحام المدينة أمس الأول في أضخم هجوم على المدينة منذ بدء المعارك في محافظة الأنبار نهاية العام الماضي.
وقتل في أعمال العنف في المدينة أكثر من 300 شخص منذ بداية العام الجاري. وقال الطبيب أحمد شامي من مستشفى الفلوجة إن «11 شخصاً قتلوا بينهم 8 من عائلة واحدة وأصيب 20 في عمليات قصف بدأت بعد منتصف الليل واستمرت حتى الصباح».
وكان 8 أشخاص -بينهم طفلان- قتلوا وأصيب 9 -بينهم طفلان أيضاً- بجروح جراء القصـــف والاشتباكــات الخمـــيس الماضي، حسب المصدر ذاته.
وجاء القصف العنيف بعد أن فشلت القوات الحكومية العراقية في اقتحام المدينة في هجوم واسع النطاق شنته خلال الأيام الماضية على المدينة من الجنوب الشرقي سمـته «تصفية الحساب».
وقال شهود عيان من المدينة إن المسلحين من أبناء العشائر تمكنوا من صد الهجوم الذي نفذته القوات الحكومية، وإنهم أرغموها على التقهقر إلى جنوب المدينة. وأضاف الشهود أن طائرات ومروحيات القوات الحكومية قامت بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة وأنها تسببت بإحداث دمار كبيرة بمنازل المدنيين.
من جانبها قالت وزارة الدفاع العراقية إن قوات عراقية كبيرة الحجم تقوم حالياً وبإسناد جوي حربي بتنفيذ عملية عسكرية تعرضية واسعة النطاق ومباغته -على حد وصفها- على عدة محاور في الفلوجة تستهدف أوكار ما سمته عصابات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» والقاعدة ومن تحالف معهم.
وأضافت الوزارة في بيان أن قوات برية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوة الجوية وطيران الجيش بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية اشتركت بالعملية والتي استهدفت مناطق السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة. ووصف بيان الوزارة الجسر بأنه يعد الممر الرئيس للجماعات المسلحة.
وأشار البيان إلى أن «القوة المهاجمة تمكنت من قتل الكثير من المسلحين والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم وعجلاتهم». وأفاد المجلس العسكري في الفلوجة بأن العميد الركن أبوالفدا الزبيدي وهو قائد العمليات الخاصة في المجلس العسكري، قد قـتل في المعارك.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمود الزوبعي -وهو أحد زعماء عشائر الفلوجة- تأكيده وقوع قصف متكرر واشتباكات في مناطق بينها النعيمية والفلاحات جنوبي وجنوبي غربي الفلوجة، وأحياء متفرقة في جنوبي شرقي المدينة.
وتقول السلطات العراقية إن مسلحين من تنظيم «داعش» يسيطرون على مدينة الفلوجة، فيما يؤكد أهالي المدينة أن مسلحين من أبناء عشائرها هم من يقاتل القوات الحكومية «دفاعاً عن النفس»، بعد أن قامت القوات مع نهاية العام الماضي بهجوم على ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وقتل مئات المدنيين في القصف الذي تتعرض له مدينتا الفلوجة وأحياء من الرمادي، فيما نزح نحو مليون شخص من المدينتين بسبب المعارك حسب السلطات الرسمية في المحافظة.
وشكل خروج مدينة الفلوجة عن سلطة الدولة حدثاً استثنائياً نظراً إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الأمريكية عام 2004.
وفي هجوم وقع شمال بغداد، قتل 7 أشخاص وأصيب 13 بتفجير انتحاري استهدف حاجزاً للتفتيش في منطقة الطارمية شمال بغداد.
ويشهد العراق منذ أكثر من عام أسوأ موجة أعمال عنف منذ النزاع الطائفي بين السنة والشيعة بين عامي 2006-2008. وقتل أكثر من ألف شخص في أعمال العنف اليومية خلال أبريل الماضي في أنحاء متفرقة من البلاد.