قال الباحث في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» د.أشرف كشك إن حلف الناتو لا يمكنه العمل بدون المنظمات الإقليمية مثل مجلس التعاون، مؤكداً أهمية التعاون بين الحلف وكل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.وأوضح د.كشك خلال مشاركته كموجه أكاديمي ضمن الدورة الدراسية الحادية عشرة للتعاون الإقليمي -التي نظمتها كلية الدفاع بحلف الناتو بروما في الفترة 5 إلى 7 مايو الجاري- أن هناك مستويات ثلاثة للأمن وهي المحلي، الإقليمي، والعالمي، وهذه المستويات بينها تداخل شديد بما يعني أن التهديدات التي تواجه العالم أضحت مشتركة. وبين أن هناك فرقاً كبيراً بين مفهومي صنع الأمن وضمان الأمن، مشيراً إلى أن حلف الناتو يضمن الأمن، أو يوفر البيئة الأمنية اللازمة للأمن ولكنه لا يصنع الأمن لأن الأمن هو وليد بيئته المحلية والإقليمية، والحلف لا يمكنه البقاء في مناطق التدخل إلى ما لا نهاية.وتابع د.كشك: رغم أن تدخل حلف الناتو كان له أثر في حسم كثير من الأزمات، إلا أن الحلف ربما لا يكون لديه تصور لما بعد التدخل لأن ذلك يرتبط بالتطورات على الأرض، كما حدث في الحالة الليبية العام 2011، وبالتالي يتعين على حلف الناتو وضع تصورات لما بعد التدخل، والأفضل لو أنه حال دون تفاقم الأزمات لأن التكلفة بالطبع ستكون أقل وستكون الرؤية أكثر وضوحاً، لافتا الى انه رغم تشابه العديد من الصراعات في العالم، فإن ذلك لا يعني الاتفاق على قواعد عامة تجمع بين تلك الصراعات وإنما لكل حالة خصوصيتها، بل إن هناك ظروفاً إقليمية ودولية انعكست على تطور الصراعات ومساراتها، وهو ما يتعين أن يتوخى الحلف الحذر بشأنه، أي أنه سيكون خطأً استراتيجياً لمخططي سياسات الحلف تصميم نموذج واحد لكل الأزمات يمكن القياس عليه. وأوضح د.كشك أن حلف الناتو لا يمكنه التدخل في كل الأزمات التي يشهدها العالم حتى لو أراد ذلك، لأن الأمر مرتبط بالعقيدة الدفاعية والمفاهيم الاستراتيجية للحلف بل والقدرات ومدى وجود توافق داخل الحلف من عدمه، ومن أولويات الحلف استمرار التحالف. وأضاف كشك أن الحلف ليس منظمة عسكرية بحتة كما يتصور البعض، وإنما يمكنه الإسهام بفاعلية في مجال الأمن الناعم من خلال تقديم الاستشارات الدفاعية، وإدارة الأزمات، وإصلاح القطاع الأمني، وأمن الحدود، فضلاً عن خبرة الحلف في مجال الإرهاب الإلكتروني والتي يتعين تقديمها لدول مجلس التعاون للاستفادة منها، لافتا الى انه يتعين أن يكون عمل حلف الناتو تحت مظلة الأمم المتحدة حتى يكون لعملياته شرعية دولية.وواصل د.كشك: رغم دور الحلف تجاه العديد من الأزمات في العالم، فإنه لا تزال هناك حاجة في الدول العربية عموماً لمعرفة المزيد عن سياسات الحلف واستراتيجياته من خلال نشر مطبوعات باللغة العربية في هذا الشأن.
970x90
970x90