كثير منا قد يفكر بكثرة وبعمق في أشخاص أو أحداث سواء محلية أو عالمية حصلت في الماضي أو ربما ستحصل في المستقبل ومع ذلك يحس بالفراغ، فعندما تكون الأيام تشبه بعضها بعضاً، فهذا يعني أن الناس قد توقفوا عن ملاحظة الأشياء الجميلة التي تمر في قصة حياتهم طالما أن النهار والليل يتناوبان باستمرار، لأن من يفكر دائماً بأحداث تحدث فوق السطح، فكأنه يراقب الحياة من على السطح ويعيش رحلة سطحية، كما عندما يلتقي حبيبان يعيشان حياة على السطح يتبادلان العواطف والحديث بصورة سطحية عادة تكون غير مؤثرة وعندما يفترقان يتركان بعضهما فوق السطح مرة أخرى.
في رحلتنا قد نأتي إلى معرفة أننا مبعدون فوق سطح، لكننا عادة ليست لدينا قوة بما يكفي لمقاومة ذلك لأن الخوف من البحث أشد من عذاب البحث نفسه لكن ليس هناك من قلب يتعذب عندما يتبع أحلامه، لأن كل لحظة من البحث هي لحظة لقاء مع الله عز وجل. داخل أعماقنا هناك شوق وصوت يدعونا إلى القعر. إنها قلوبنا، تذكرنا بالزيارة والاستكشاف والتعبير عن أعماق أنفسنا لأنه حيث يوجد قلبك يوجد كنزك. إنك لن تنجح في إسكاته أبداً وحتى لو تظاهرت بأنك لا تسمع ما يقول فسيظل هناك في صدرك ولن يكف عن ترداد ما يعتقده عن الحياة والعالم.
كل منا لديه ذلك البعد الغامض، لكننا نحن الذين نتجاهل هذه الدعوة بالخلط بين القلب والعاطفة، وننسى أن العاطفة هي نتيجة تفاعل الأحداث على السطح أما القلب فهو مهجع الحب المقدس، حتى هذه الرحلة وهي واحدة من صميم احتياجاتنا، وهو أن نغوص إلى العمق قد لا تكون سهلة، لأن الذهاب للعمق يتطلب الصمت في الوقت الذي نقضيه في العزلة والمحادثة مع أنفسنا. نحن سنعرف مكان ذلك القاع فقط من خلال الذهاب هناك.
علي العرادي
أخصائي تنمية موارد بشرية