كتب - فهد بوشعر:
مضت أكثر من ثلاثة أشهر على أول انتخابات رسمية لنادي النجمة بمسماه الحالي بعد اندماج ثلاثة أندية من أندية مملكة البحرين في كيان واحد وهم (الوحدة، رأس الرمان والقادسية) حيث اختارت الجمعية العمومية الأولى للنادي مجلس إدارتها وتوزعت الأصوات النجماوية على إحدى عشرة شخصية ترشحت لانتخابات مجلس الإدارة لأول مرة لها منذ ثلاثة عشر عاماً غابت فيها الجمعية العمومية النجماوية عن الساحة الديمقراطية الرياضية بعد عملية الدمج الثاني بين أندية وبحسب اتفاقية الدمج التي كانت تنص على تطبيق الكوتا بين الأندية الثلاثة المندمجة في كيان نادي النجمة بوجوب تعيين أربعة أعضاء من كل ناد مندمج طوال السنوات الماضية حتى جاءت ساعة الحسم في التاسع من فبراير فكان المخاض الأكبر للنجمة في اختيار هذا المجلس الجديد الذي نتج عنه ولادة خمسة أسماء جديدة وسبعة قديمة ستدير النادي خلال السنوات الأربع القادمة.
وعلى الرغم من مرور الثلاثة أشهر الماضية منذ انتخاب المجلس الجديد إلا أن الصمت مازال يخيم عليه والرهبة تخيم على البيت النجماوي ومنتسبيه خوفاً على مستقبل هذا الكيان الكبير المهدد بالانقراض أو الاندثار لأسباب عديدة أهمها ارتفاع الدين العام للنادي والفراغ الإداري الذي مازال مستمراً بتغيب أغلب أعضاء المجلس عن التواجد في النادي عدا الاجتماعات الأخيرة للمجلس ولأمر يعود في السبب الأخير إلى الخلافات الكبيرة بين أعضاء المجلس من بعد انتهاء عملية فرز الأصوات بعد عملية الاقتراع والتصويت والنتائج التي أفرزتها الانتخابات والتي جاءت مخيبة لظنون الكثيرين من أعضاء الجمعية العمومية التي عقدت الآمال على عدد من الأسماء بالدخول للمجلس وانتشال النادي مما هو فيه من غرق نتيجة الديون المتراكمة والفشل الإداري الذي خيم على النادي في الفترات السابقة والمستمر مع البعض حتى اليوم.
وعلى الرغم من محاولة البعض لإخفاء الخلافات بين أعضاء مجلس الإدارة والانشقاق الكبير بينهم إلا أن حوارنا مع الأمين المالي للنادي عباس كاظم أحمدي والذي لم يخل من الصراحة أكد على وجود الخلاف والانشقاق وسط المجلس والمحاولات لرأب الصدع ولملمة البيت النجماوي من عدد من الشخصيات ومحاولاته الشخصية التي باءت جميعها بالفشل حتى هذه الساعة.
واستطاع الوطن الرياضي خلال بحثه ومتابعته للملف النجماوي منذ عدة سنوات الخروج بحوار مميز وصريح مع الأمين المالي للنجمة عباس أحمدي والذي تركز في أربعة محاور رئيسة عبرت عن المأساة النجماوية وما يمر به النادي من محاولة إغراق متعمدة وغير متعمدة تهدف لعدم وقوف النجمة وما يمر به من مأساة مالية وإدارية بسبب تراكم المديونيات وضعف الإدارة المالية في السابق، وما يهدف له المجلس الحالي لانتشال النادي من مأساته الغارق فيها.
خلاف إداري لا داعي له
أكد أحمدي على وجود خلاف لا داعي له في مجلس الإدارة بين رئيس مجلس الإدارة بمعية عضو أو عضوين مقابل بقية أعضاء المجلس حيث بين أحمدي بأن عيسى عبدالرحيم رئيس مجلس الإدارة كان يمني النفس بتواجد بعض الأسماء في المجلس بالفوز بالانتخابات وكان من ضمنها النجماوي الخلوق عاشق النادي محمد عبدالخالق لكن الجميع يعرف ما هي الانتخابات وما يدور فيها من تكتلات وانتخابات النجمة جاءت كأي انتخابات أخرى تجرى في أي مكان في العالم كان فيها التكتلات وهي لعبة الديمقراطية وللأسف لم يفز فيها عبدالخالق وكان خارج قائمة الرئيس التي دخلت للمجلس، وعلى الرغم من خسارته للانتخابات وعدم دخوله للمجلس المنتخب الأول إلا أن عبدالخالق قد تقبل النتيجة بصدر رحب وأسلوب راقٍ ومازال مستمراً في دعم ومساعدة النادي بقدر الاستطاعة والإمكانات لكن للأسف الشديد مازال بعض أعضاء المجلس والجمعية العمومية التي طالبت بالانتخابات غير مقتنعة وغير متقبلة لخروج عبدالخالق على الرغم من تقبله للنتيجة شخصياً.
وقال أحمدي بأن لعبة الانتخابات لابد فيها من فائز وخاسر وعلى الجميع تقبل النتائج لتسيير أمور النادي للأفضل، مؤكداً على وجود مساعٍ حثيثة لتقريب وجهات النظر وكانت له محاولة شخصية للاجتماع بالرئيس ونائب الرئيس في منزله إلا أن المحاولة باءت بالفشل بسبب رفض الرئيس لهذه الدعوة.
وشدد أحمدي على أن أمور النادي يجب أن تسير ومحاولات تقريب وجهات النظر مازالت مستمرة لتصفية الأجواء بين المختلفين لكن للأسف الشديد هناك مجموعة من المؤزمين المحسوبين على نادي الوحدة مازالوا يؤججون ويؤزمون الوضع ويسكبون «الزيت على النار» في محاولة لزيادة الخلاف وهذا هو المؤسف في المسألة التي لا داعي لها من الأساس.
نتائج الفرق لا يتحملها المجلس الحالي
وقال أحمدي بأن هناك اتهامات من بعض أعضاء الجمعية العمومية للنادي وبعض الصحافة الرياضية للمجلس الحالي حول نتائج الفرق المتردية خصوصاً وأن أغلب الفرق لم تكن نتائجها في مستوى الطموح، مستبعداً أن يتحمل المجلس الحالي هذه النتائج كونه مجلساً جديداً لم يمر عليه سوى ثلاثة أشهر فقط على الرغم من وجود عدد من الأسماء من المجالس السابقة، مبيناً بأن نفراً لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة قد تقدموا بخطاب يحملون فيه المجلس سبب تدهور النتائج لفرق النادي بشتى ألعابه.
وقال أحمدي في حواره «للوطن الرياضي» بأن تدهور نتائج الفرق في النادي يعود سببها لعامل واحد رئيس هو ضعف الميزانية والديون المتراكمة على النادي بسبب ضعف الإدارة المالية وسوء التخطيط من عام 2007 الذي يعتبر عام الطفرة بالنسبة للنادي بوجود الراعي الأكبر «بنك الإثمار» الذي كان يمول النادي بما لا يقل عن 150 ألف دينار سنوياً وعلى الرغم من ذلك إلا أن الديون قد تراكمت.
وبين أحمدي بأن مجلس الإدارة الحالي قد استطاع استبعاد مبلغ ليس بالقليل من إجمالي الديون بلغ 158 ألف دينار كانت قد سجلت ديوناً على النادي وهي في الأصل ليست سوى تبرعات تقدم بها رئيس مجلس الإدارة السابق عصام جناحي دونتها الإدارة السابقة ديوناً دون عقد أو سند يثبتها كديون واستطاع المجلس الحالي إقناع المحاسبين القانونيين باستبعادها من قائمة المديونيات، مبيناً بأن الدين العام المسجل على النادي قد بلغ حتى اليوم 282 ألف دينار فكيف لمجلس الإدارة تسيير الأمور والمنافسة في الألعاب في ظل هذه الديون المتراكمة وفي ظل وجود أندية أخرى تفوق النجمة تطوراً في الميزانية والاستقرار المالي.
وبين أحمدي بأن وضع النادي مأساوي صعب نتيجة لهذه المديونيات التي يتكبدها النادي لسوء التوزيع والتخطيط حيث بين بأن دفعات الدعم التي يتلقاها النادي من المؤسسة العامة للشباب والرياضة يحتار فيها المجلس في عملية توزيعها بسبب كثرة المطالبات.
الاستثمار هو الحل
أكد أحمدي بأن مجلس إدارة نادي النجمة المنتخب الحالي منذ بدئه بشكل رسمي العمل بعد الانتخابات في التاسع من فبراير الماضي مازال يحاول الالتقاء بالمسؤولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة لطرح الملف الاستثماري عليها كجهة مسؤولة عن ذلك، فالجميع يعلم بأنه لا يمكن لأي ناد التحرك في عملية الاستثمار دون مباركة وموافقة من المؤسسة العامة للشباب والرياضة وهو الأمر الذي مازال ينتظره مجلس الإدارة بتحديد موعد الاجتماع مع المؤسسة.
وطرح أحمدي استفسارات على الملأ بأنه إن لم تسهل المؤسسة العملية الاستثمارية للنجمة فكيف لمجلس الإدارة التحرك!؟ خصوصاً وأن كل الدراسات متوافرة لديهم لطرحها على المؤسسة والتي أثبتت بأن النجمة يمتلك أفضل موقع استثماري في منطقة الجفير بموجب الدراسة التي أجرتها إحدى الشركات الاستثمارية العالمية للموقع، وكيف للإدارة أن تحل أزمتها والإيرادات بالكاد تساوي ثلث المصروفات.
وأكد أحمدي بأن جميع الأمور لعملية الاستثمار متوفرة للنجمة سواء من ناحية الموقع والخدمات أو المستثمرين، والكرة الآن في ملعب المؤسسة لتحديد الموعد والاجتماع مع مجلس الإدارة لتحريك الملف الاستثماري حيث بالإمكان تنفيذ المشاريع الاستثمارية بعدة أشكال سواء بمرحلة أو مرحلتين وحتى ثلاث مراحل.
فالأمر لا يتطلب أكثر من ساعة فقط من وقتهم لإعطاء الضوء الأخضر للتحرك في الملف الاستثماري، فالأمر لن يكلف المؤسسة أكثر من ساعة واحدة فقط للاجتماع وإعطاء الضوء الأخضر لمباشرة التحرك في الملف الاستثماري.
النجمة محارب بشكل علني
ووجه أحمدي أصبع اللوم للمؤسسة العامة للشباب والرياضة ومسؤولي الرياضة في البحرين بتفاقم أزمة النجمة المالية منذ 1980 وحتى يومنا هذا حيث أكد أحمدي بأنه عمل في النادي منذ 1980 بمسمياته السابقة الوحدة، الهلال والنجمة في مبنى النادي القديم التابع لنادي الوحدة آنذاك وحتى هذه الفترة والأمر لم يتغير فيما يتعلق بنادي النجمة من ناحية محاربته وعدم إعطائه التسهيلات.
مؤكداً رأيه الشخصي على أن النجمة نادٍ مستهدف ومحارب ويراد له أن يظل غارقاً في المديونيات وبقائه في هذه الأزمة يسبب الراحة للعديد دون ذكر أسماء وإلا ما هو تفسير تسهيل أمور أغلب الأندية عدا النجمة من الناحية الاستثمارية وعدم التعاون معه في أيٍ من الأمور والضغط والتهديد بالاستقطاع من مخصصاته المالية في حال تقدم أي أحد بشكوى ضده.
حيث أكد بأن بقاء النجمة في أزمته يريح الكثيرين كونه لو استطاع الخروج منها لنافس الجميع في شتى الألعاب وسيطر عليها كلها.