كتب - يوسف الزياني:
من مواليد المنامة 1934، فنان محترف، وهو من مؤسسي أسرة هواة الفن وجمعية الفن المعاصر، وشارك في معظم معارض أسرة هواة الفن، كما شارك في جميع معارض الربيع التي تقيمها جمعية الفن المعاصر، وحصل على العديد من الجوائز التقديرية، وهو عضو وفد البحرين في المؤتمر الأول للفنون التشكيلية في الوطن العربي – دمشق 1975، وعضو وفد البحرين في المؤتمر العام الثاني للاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب – الجزائر، وقد شارك في معرض الفن العربي الثاني – الجزائر، كما شارك في معرض الاتحاد العربي للفنون التشكيلية في – الرباط لعام 1976، وشارك في ندوة أصيلة – المغرب لعام 1980، وله كتابات في الفن والتراث الشعبي، وشارك في معرض البحرين بسنغافورة 1981، وشارك في بينالي القاهرة 1984، وفي معرض جمعية البحرين للفن المعاصر في سلطنة عمان عام 1984، وفي معرض السنتين العربي الرابع في الأردن، ونال وسام الدولة للإبداع الفني عام 2009م. وقد التقته «العاصمة» فبادرنا بالقول: «أتذكر اليوم الذي أخبرني فيه والدي بأنه سيدخلني المدرسة، وكان عمري آنذاك ست سنوات، فرحت فرحاً عظيماً، لأن جميع الأولاد الذين يلعبون معي قد ذهبوا بدورهم إلى المدرسة، فاشتريت بعض الدفاتر والأقلام وبدأت أتأقلم مع الجو الجديد فتعرفت إلى أصدقاء جدد وأخذت أزاول نشاطي المدرسي بحماس ورغبة».
كانت هذه الكلمات القصيرة المليئة بالذكريات الرائعة بدايات الفنان التشكيلي عبدالكريم العريض الذي التقته أسرة «العاصمة» للحديث معه عن أبرز صور الذاكرة في العاصمة المنامة. ويسرد الفنان عبدالكريم العريض شيئاً من ذكرياته قائلاً: «في ليالي الشتاء الباردة كنا نجلس في وسط الحجرة أمام موقد النار وإبريق شاي الزنجبيل الذي يعطر المكان، وكنت أضع دفتري الذي أكتب وأرسم فيه فوق طاولة صغيرة فوقها الفانوس، وفي تلك السنة هطل على البحرين مطر غزير وتضررت منازل كثيرة في المنطقة، وكانت البيوت مبنية من الطين الأبيض والحجارة والجص وكان بيتنا يقع في شارع قريب من مدخل السوق «سوق الطواويش» التي كانت عبارة عن زقاق متعرج، وكانت رؤوس (الدنجل) تخرج من الجدران كأنها حراب تتدلى منها الخرق البالية وعجلات الدراجات، وعندما تهطل الأمطار يبقى الشارع ملئياً بالطين والأوحال، وعندما تمر عربة الحمار تغوص عجلاته الكبيرة في الطين ويتجمع المارة لكي يدفعوا الحمار والعربة من هذا المأزق، فيتجمع الأطفال لمشاهدة هذا المنظر العجيب».
ويكمل العريض حديثة قائلاً «كل شيء قديم في الحارة والبيوت معظمها من ذات الطابع الواحد حيث كانت مأذنة مسجد الشيخ حمزة ونخلة بيت «الخور» أعلى المعالم هناك، وعند الظهر يتجمع أهل الحارة أمام دكان الخباز الذي علق ستارة كبيرة صنعها من أكياس الطحين على واجهته لاتقاء البرد».