سرور صديقي




سأحكي لك عن «سرور»، هذا الشاب الرائع، لكن ليس حديثك أو حديث غيرك، ممن سمع عن سرور، بل إنه حديث صديق مقرب وأخ عزيز، عشت وإياه حتى فرق الموت بيننا.
مات سرور، مات بعد أن قتلته زوجة أبيه!، ذلك أمر يؤكده الجميع، بمن فيهم أخته! ذهب المسكين ضحية الحقد الذي يملأ قلب زوجة أبيه!. لكني أراهنك أنك لا تعرف ماذا حدث بعد موت سرور؟، ماذا حل بزوجة أبيه؟ وبالرجل الذي عاونها على قتله، ماذا حل بسرور بعد مقتله؟ أما بشأن زوجة أبيه، فإن الله تعالى استجاب دعاء سرور، فأصابها بداء لا شفاء منه!، داء أنهك جسدها، حتى تمنت الموت، لكن لم يعاجلها بل استمر ينهش كل جارحة فيها، حتى فرّ الناس من رائحتها، كما فروا من نفسها الخبيثة حين علموا بما فعلته بسرور!. حتى إذا ماتت وحيدة منبوذة، سارعوا لدفنها، نافضين أنفسهم من ذكرى مقيتة، متعوذين بالله من شر الشيطان الرجيم!.
أما ما حدث للمجرم الذي ساعدها على قتل سرور، فقد جاءه موت يليق بأمثاله، فالرجل الذي اعتاد على تسلق أسوار البيوت وسرقتها، وجد من ينتظره، بضعة رجال تناوبوا على ضربه، حتى رجع بيته مترنحاً، فقضى من ليلته!.
أما سرور فأمره عجيب!، إن الرواة يذكرون أكثر من رواية لموته، لكنها تتفق أنه مات عظيماً كما عاش، كان سرور شاباً ولا كل الشباب، وسيماً قوي البنية، محبوباً من الجميع، وكان شهماً كريم النفس، ما قصده أحد في حاجة وردّه!، وكان إنساناً متفوقاً، يعرف كل شيء، وصاحب خبرة كبيرة بالحياة، رغم صغر سنه، ومع ذلك ذهب غدراً كما ذهب غيره من الطيبين!.
لم يكن موته عن غباء أو عدم دراية كما قد تتصوره أنت وغيرك!، أبداً، ولا عن سذاجة لا تليق بالإنسان العاقل، بل إنه الطبع الطيب الذي جبل عليه سرور!. كانت نفسه نقية، ولم يكن يتصور أن يصل الحقد بإنسان أن يقتل شخصاً، فكيف لزوجة أب أن تقتل بن زوجها؟! كيف لها أن تقتل شاباً اعتبرها كأمه، رعاها وسعى لخدمتها،
كــان ســـرور صديقــــي، وكنـا نقضـــي الساعـــات مع بعضنا!، وصدقني عندمـــا أقـــول أن سـوار كان من أفضل من عرفت الناس. كان لي أصدقاء عديدون لكن سوار بالتحديد كان مختلفاً. كان يشتري الخبز ويذهب به لبيوت الفقراء من تلقاء نفسه، وكان يضع كثيراً من الطعام عند بيوت المحتاجين ويختفي، وكان ينفعــل كثـــيراً ويدفع نفسه دفعاً محامياً عن الضعفــاء.