كتب - وليد صبري:
قالت رئيسة قسم برامج تعزيز الصحة بالمنطقة الصحية الثالثة والرابعة بوزارة الصحة د.كوثر العيد إن «الحصبة مرض يسببه فيروس من فصيلة الفيروسات المخاطية وينمو في الخلايا التي تغطي البلعوم وغشاء الأنف والرئتين، والحصبة من الأمراض التي تصيب البشر ولا يعرف لها أي مستودع حيواني»، موضحة أن «هناك ما يعرف بالحصبة الألمانية وهو مرض من الأمراض الفيروسية الشهيرة، أبرز مضاعفاته حدوث ارتفاع في درجة الحرارة، وظهور طفح جلدي على الجسم»، مشيرة إلى أن «الحصبة الألمانية تؤدي لحدوث تشوهات خلقية في الأجنة».
وأضافت د.كوثر لـ»الوطن» أنه «كان لتسريع أنشطة التطعيم أثر كبير في خفض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة، فمنذ العام 2000 جرى تطعيم أكثر من مليار طفل تراوحت أعمارهم بين 9 أشهر و14 سنة، من سكان البلدان الذين تعرضوا لخطر الإصابة بالمرض، وذلك من خلال حملات التطعيم الواسعة النطاق، وكان نحو 220 مليون منهم قد جرى تطعيمهم في عام 2011».
وتابعت أن «علامات الإصابة بالمرض وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تتضمن الإصابة بحمى شديدة تبدأ في اليوم العاشر أو الثاني عشر بعد التعرض للفيروس، وتدوم من يوم إلى 7 أيام، إضافة إلى الإصابة بالزكام، وسيلان الأنف، والسعال، واحمرار في العينين ودمعان، وبقع صغيرة بيضاء داخل الخدين، وبعد مضي عدة أيام يصاب المريض بطفح يظهر عادة في الوجه وأعلى العنق، وخلال 3 أيام تقريباً ينزل الطفح إلى أسفل الجسم ويطال اليدين والقدمين في نهاية المطاف، ويدوم الطفح فترة تتراوح بين 5 و6 أيام، ثم يختفي بعد ذلك، ويحدث ذلك الطفح في غضون فترة تتراوح بين 7 أيام و18 يوماً عقب التعرض للفيروس، ومتوسطها 14 يوماً».
وفي رد على سؤال حول أكثر الفئات تعرضاً للإصابة بالمرض، أوضحت د.كوثر أن «الأطفال غير المطعمين هم أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، إضافة إلى النساء الحوامل غير المطعمات، ويواجه خطر الإصابة بالعدوى جميع من لم يتلقَ التطعيم اللازم أو من لم يكتسب المناعة اللازمة عن طريق التعرض للمرض في صغره».
طرق العدوى
وبينت د.كوثر أن «فيروس الحصبة ينتشر عن طريق السعال أو العطس أو مخالطة شخص موبوء عن كثب أو مخالطة الإفرازات الصادرة عن أنفه أو حلقه بشكل مباشر، ويظل الفيروس نشطاً ومعدياً في الهواء أو على المساحات الموبوءة طوال فترة قد تبلغ ساعتين من الزمن، ويمكن أن ينقل الشخص الموبوء الفيروس إلى شخص آخر خلال فترة تتراوح بين اليوم الرابع الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الرابع الذي يلي ذلك».
العلاج بالمضاد الحيوي
وفي ما يتعلق بالعلاج، ذكرت د.كوثر أنه «لا يوجد دواء محدد مضاد للفيروسات لعلاج فيروس الحصبة، بينما نستطيع علاج العلامات المصاحبة للمرض، ومن الممكن تلافي المضاعفات الوخيمة الناجمة عن الحصبة بفضل الرعاية الداعمة التي تضمن التغذية السليمة وكميات كافية من السوائل وعلاج الجفاف بإعطاء محاليل معالجة الجفاف، كما ينبغي وصف المضادات الحيوية لعلاج أنواع العدوى التي تصيب العين والأذن والالتهاب الرئوي».
الوقاية بالتطعيم
وتحدثت د.كوثر عن طرق الوقاية مشيرة إلى أنها «تشمل تطعيم الأطفال بشكل روتيني، ومعرفة بحملات التطعيم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات حالات الحصبة، ولقاح الحصبة من اللقاحات المأمونة وذات فعالية عالية».
وفي ما يتعلق بمرض الحصبة الألمانية، قالت د.كوثر إن «الحصبة الألمانية يرافقها ارتفاع طفيف في حرارة الجسم، يصحبه طفح يشبه الطفح الذي يحدث في حالات الحصبة الخفيفة».
وذكرت أن «إصابة الحامل بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الأولى من الحمل تؤدي في كثير من الحالات إلى تشوه الجنين بنسبة 20%، وتقل هذه النسبة إذا حدث المرض في الأشهر الأخيرة من الحمل»، لافتة إلى أن «مصدر العدوى بهذا المرض ومخزنها هو الإنسان والعدوى تنتقل مباشرة بواسطة الرذاذ وبصورة غير مباشرة عن طريق الأشياء الملوثة حديثاً».
وبينت د.كوثر أن «فترة الحضانة لهذا المرض تتراوح من 14 إلى 21 يوماً وعادة يكون 18 يوماً، ويكون المصاب معدياً في الفترة من أسبوع قبل ظهور الطفح إلى مدة 4 أيام بعد ظهوره، ويكتسب الشخص مناعة دائمة بعد شفائه من المرض». وقالت د.كوثر إنه «يجب إعلام النساء الحوامل عن إمكان الإصابة بهذا المرض إذا كن لم يصبن به من قبل حتى يتجنبن التعرض له، ومن الضروري للأم الحامل التي لم تصب من قبل بالحصبة الألمانية عند تعرضها لها أن تحصن ضد هذا المرض باستعمال المصل المحصن». وذكرت أنه «لا يعطى اللقاح للمرأة الحامل ولا للمرأة التي يمكن أن تحمل خلال شهرين من تاريخ أخذ اللقاح»، موضحة أنه «بالإضافة لتطعيمات فترة الطفولة المبكرة، يفضل إعطاء لقاح الحصبة الألمانية للبنات في سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة».
يذكر أن وزارة الصحة أعلنت قبل نحو أسبوعين أن «نسبة التطعيم في البحرين بلغت 98%»، مشيرة إلى أن «ميزانية اللقاحات تبلغ 3 ملايين دينار»، في ما ذكرت أن «البحرين كان لها إنجاز رائد في مجال التخلص من مرض الحصبة، كما إن الجهود مكثفة في الوقت الحالي من خلال الحملة الاحترازية للوقاية من انتشار المرض، متطلعة إلى الحفاظ على مستوى الوقاية من الأمراض المعدية».