كتبت ـ عايدة البلوشي:
قالت الباحثة الاجتماعية بمركز «بتلكو» لرعاية حالات العنف الأسري د.شريفة سوار، إن المركز تلقى 627 حالة عنف أسري جديدة العام الماضي.
وأرجعت سوار أسباب العنف الأسري، إلى أزمات نفسية واجتماعية وتربوية لا دخل للزوجين أو أحدهما فيها، وأسباب أخرى شخصية يتحمل مسؤولياتها أحد الطرفين.
وعددت أسباب العنف الأسري الناتجة عن الأزمات النفسية، بالاكتتئاب والقلق والتوتر والوسواس القهري وشك الخيانة والعجز الجنسي، عادة الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية تفشياً في العالم حسب دراسات منظمة الصحة العالمية، إذ يبلغ نسبة المصابين بالاكتئاب نحو 70%، إلا أن معظم العامة يخلطون بين الاكتئاب والحزن وضيق الصدر على حد قولها.
وأضاف أن الناس غالباً ما يربطون بين الوسواس القهري والشيطاني، لافتة إلى أن أبسط ما يميز الوسواس الشيطاني تحريضه النفس على ممارسات تسعد النفس البشرية بالفعل الحرام مثل اقتراف الزنا، بينما الوسواس القهري عبارة عن أفكار أوتوماتيكية سلبية تضيق بها النفس وتتوتر، ويظل المريض تتنازعه أفكاره حتى يصل لمرحلة العصبية ويفرغ غضبه على أهله وأقرب الناس إليه.
وتطرقت لإحدى حالات الوسواس، إذ تنظف امرأة سجادة غرفة نومها يومياً بالماء والصابون، ما طفش الزوج من رائحة السجادة المبللة على مدار الساعة، لافتة إلى أن المرأة بدأت تستجيب للعلاج.
وردت سوار العنف الأسري إلى أسباب أخرى بينها تعاطي المخدرات والكحول، والعصبية والغضب الزائدين، الخلافات المادية، انعدام الحلم والصبر، الخيانة الزوجية، الغيرة وضغوطات العمل، الخلافات بتربية المراهقين والأطفال، الضرب والعنف النفسي، وأحياناً الاختلافات الدينية والمذهبية.
قصص من الواقع
فضلت إحداهن تحمل قسوة زوجها وألم الضرب على الطلاق، عملاً بالمثل القائل «المرأة ما لها غير بيت زوجها»، وتحكي السيدة وهي أم لأربعة أطفال «تزوجت رجلاً عن طريق الخطبة الأهل، وكان منذ بداية الزواج كثير الخروج والسهر مع أصدقائه، بينما أبقى وحيدة بين أربعة جدران حتى ساعات متأخرة من الليل».
ولأنها تربت في بيئة تؤمن بالمثل القائل «المرأة مالها إلا بيت زوجها»، لم تفكر إطلاقاً بالطلاق أو الانفصال، وتحملت كل إهانات زوجها وعنفه وقسوته على أن تتحمل نظرات المجتمع.
وتحملت ثانية زوجها القاسي غليظ القلب 11 عاماً كاملة، ذاقت خلالها الأمرين قبل أن تطلب الطلاق أخيراً، وهي تتحدث بصوت يخالجه البكاء «الشك كان السبب وراء قسوة زوجي، هو كثير الشك، ففي كل مرة تكون بيننا خلافات بسبب الشك، وهو أيضاً كثير الغضب والسهر، ويستخدم العنف بأنواعه للتعامل معي ومع أبنائه».
وبعد 11 سنة من الزواج ومع كثرة المشكلات واستحالة العيش طلبت الطلاق.