سوما - (وكالات): سحب المسعفون الأتراك أمس جثث آخر ضحايا كارثة المنجم في سوما ما يرفع الحصيلة النهائية الرسمية إلى 301 قتيل على خلفية انتقادات شديدة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
فبعد عمليات استمرت 4 أيام وأعاقتها الحرائق والغازات السامة، تمكن المسعفون من سحب آخر جثتين لعاملين في عمق المنجم. وقال وزير الطاقة التركي تانر يلديز إن «مهمة الإنقاذ تم تنفيذها حتى النهاية. لم يعد هناك أي عامل داخل المنجم».
وكارثة الثلاثاء الماضي هي الأكثر دموية في تاريخ قطاع المناجم في تركيا، وأثارت موجة استياء عارمة ضد الشركة المشغلة لمنجم سوما المتهمة بإعطاء الأولوية للمكاسب المالية على حساب سلامة موظفيها، وأحيت الغضب الشعبي على الحكومة الإسلامية المحافظة برئاسة أردوغان.
وفرقت قوات الأمن بعنف 10 آلاف شخص تجمعوا في سوما مطالبين باستقالة حكومة أردوغان مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وبعد 24 ساعة من الحوادث العنيفة، كان الوضع لايزال متوتراً في المدينة غرب تركيا التي انتشر فيها عدد كبير من عناصر الشرطة.
وقالت نقابة المحامين إن 36 شخصاً بينهم 8 محامين اعتقلوا لمحاولتهم الإدلاء بتصريح علني في انتهاك لقرار صادر عن المحافظ يحظر أي تجمع. وحتى لو أنه وعد بكشف كل الملابسات حول أسبابها، عزا أردوغان الكارثة إلى القضاء والقدر وحده، فأزال بإشارة من يده كل الاتهامات بالإهمال.
واعتبر أن «من الطبيعي حصول حوادث في المناجم». وقبل 15 يوماً من الذكرى الأولى لموجة الاحتجاجات على الحكومة في يونيو 2013، أجج الموقف الدفاعي حراكاً جديداً ضد رئيس الوزراء في أجواء من التوتر السياسي الحاد. وفي شريط فيديو بث أمس الأول على شبكات التواصل الاجتماعي، بدا أردوغان المعروف بثورات غضبه يتهجم على أحد سكان سوما ويمسك به من عنقه ويصفه بأنه «لقيط إسرائيلي».
وأثارت الاستياء أيضاً صور كشف عنها أمس الأول لأحد مستشاريه وهو يركل متظاهراً ثبته على الأرض دركيان.
ورغم فضيحة فساد غير مسبوقة استهدفت عشرات من المقربين منه، فاز حزب أردوغان بالانتخابات البلدية في 30 مارس الماضي. وبات يستعد للترشح إلى الانتخابات الرئاسية في أغسطس المقبل.