كتبت ـ عايدة البلوشي:
لا يختلف اثنان أن الوطن أغلى ما نملك، ومهما بذلنا من أجله لن نفيه حقه، عشنا تحت ظله، وترعرعنا فوق أرضه، هو مأوى الجميع، ومن هنا ينطلق حب الوطن، ويترسخ الانتماء، فالأسرة والمجتمع والمؤسسة التربوية مسؤولة عن غرس هذا الحب في قلوب أبنائنا الطلبة، وتنمية ذلك الحب والانتماء.
الوطن قدم لنا الكثير، وقد تختلف طرق حبنا له، فكيف نعبر عن حب الوطن وماذا يمكننا العمل من أجل بحريننا؟ تقول إيمان جاسم «حب الوطن يبدأ من الأسرة بغرس مفهوم المواطنة لدى الطفل عن طريق تعليمه ما هو الوطن وكيف نحافظ عليه وأن الإسلام حثنا على ذلك، وأيضاً من الصور الجميلة لأطفالنا حبهم للبحرين يتجلى في شتى الصور منها المشاركة في المسيرات الوطنية ولبس الأحمر والأبيض في المناسبات الوطنية، ومساهمة القطاع الأهلي والعام والخاص فيها، فالوطن بيت المواطن الواسع، ومهما فعلنا وعملنا من أجله لا نفيه حقه، وعلينا ألا نمل ولا نكل من أجل البحرين».
حفظ الممتلكات
وتعلق مريم صالح «الوطن قدم لنا ما لا يعد ولا يحصى، ولابد من رد جميله بمختلف الطرق والوسائل، عبر تقدير واحترام ممتلكات الوطن، فالمدرسة وما تحتويه من أثاث وأدوات خاصة بالتعليم، تعد من ممتلكات الوطن، ومن الواجب علينا تعليم الطلبة الحفاظ عليها والاهتمام بنظافتها ونظافة الشوارع العامة، وعدم رمي الأوساخ والمخلفات داخلها».
وأضافت «حب الوطن من الإيمان، وأيضاً غرس مفهوم المواطنة لدى أبنائنا الصغار، وهنا يأتي دور أولياء الأمور ثم المدرسة، فالأم تعلم الطفل معنى المواطنة الحقة، والمعلم يعزز هذه القيمة في نفوس الأبناء».
الدفاع بكل الوسائل
وتشاركها زميلتها ليلى أحمد «في الحقيقة أصبحنا بعد أزمة 14 فبراير أكثر متابعة لمجريات الأحداث في البحرين والأمور السياسية، إذ أصبحنا على وعي بصورة أكبر، فحب الوطن ليس بالكلام إنما بالأفعال تترجم وتنفذ، وفي الفترة الحالية وفي ظل ما يتداول الآن على الساحة من معلومات مغلوطة وكاذبة عن البحرين، بدورنا يجب أن نصحح هذه المعلومات وننقل الصورة الحقيقية عن البحرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي التويتر والأنستغرام والفسيبوك».
وتدلل ليلى على قولها «على سبيل المثال حركة التمرد يوم 14 أغسطس، حاولنا خلالها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الصورة الحقيقية والواقعية عن البحرين، حيث عم الهدوء والاستقرار في أرجاء القرى والمناطق والحركة كانت طبيعية، بذلك عبرنا ولو بالقليل عن حبنا للوطن، ومهما فعلنا نبقى مقصرين تجاه أمنا البحرين».
واجب ومسؤولية
وتصف عائشة محمد حب الوطن والدفاع بأنه واجب على الجميع كل من موقعه «الأم تعلم أطفالها حب الوطن وتعزز فيهم قيم المواطنة، والأب يغرس هذه القيمة والمعلم في المدرسة يؤدي واجبه التعليمي ويعلم أبناءه ماهي المواطنة والحفاظ على الممتلكات العامة لأنها جزء من الوطن، وأيضاً على الإعلاميين وكتاب الرأي الدفاع عن منجزات الوطن بأقلامهم النزيهة ضد كل من تسول له نفسه الإساءة للوطن، والموظف يؤدي دوره من خلال موقعه، وعلى الجهات المعنية تطبيق القانون على من يخالف الأنظمة والقوانين».
وتضيف «الفئة القليلة التي فشلت خططها مراراً وتكراراً، فهي فئة لا تمثل البحرين ولا أهلها، فمن يمثل البحرين يدافع عنها والدفاع لا يكون بحرق الإطارات ونشر الفوضى».
الصورة الحقيقية
علي راشد تجبره ظروف عمله على السفر خارج البحرين دوماً «استغل هذه الفرصة في نقل الصورة البحرينية الحقيقية وتلاحم الشعب البحريني بكل أطيافه، لأنه بالفعل عرفت البحرين منذ الزمن البعيد بالأسرة الواحدة والترابط والتراحم، إلا أن الأحداث الأخيرة ربما حاولت تشويه الصورة».
من هذا المنطلق يحاول علي قدر المستطاع أن ينقل هذه الصورة وما يجري بالفعل على أرض الوطن «الحمدلله نجحت بعض الشيء في نقل هذه الصورة، هناك كثيرون كانوا يظنون أن البحرين تمر بأزمة ويترددون في زيارتها، وهو عكس الواقع تماماً، وأيضاً عندما نكون موجودين في البحرين علينا رفع راية الوطن بكل الوسائل والإمكانات بالفعل الحسن، الكلمة الطيبة، مساعدة الآخرين، حفظ الممتلكات هذه كلها من صفات أهل البحرين».
ويعتقد فيصل سالم أن حب الوطن يترجم بالعمل التطوعي «أشارك في تلك الأعمال التطوعية المختلفة في المؤسسات والجمعيات الأهلية دون مقابل، وأشعر أني قدمت بذلك شيئاً للوطن، وهو المطلوب من الأبناء تجاه أمهم الغالية البحرين».
يعبر فيصل عن حب الوطن باللوحات «أرسم المواقع الأثرية في البحرين والمناظر الجميلة وأنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأشارك في الفعاليات الوطنية كافة، وأحاول قدر المستطاع الإسهام ولو بالقليل في بناء الوطن ونهضته، وبدأت في الفترة الأخيرة بنشر معلومات حقيقية عن البحرين من خلال اطلاعي وقراءتي للكتب وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية لتعم الفائدة».