طرابلس - (وكالات): قال شهود وسكان إن مسلحين اقتحموا مبنى البرلمان الليبي أمس في طرابلس بعد أن هاجموه بمدافع مضادة للطائرات وقذائف صاروخية، فيما أعلن محمد الحجازي المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه اللواء السابق خليفة حفتر، مسؤوليته عن الهجوم، بينما يشن حملة عسكرية على الإسلاميين المتشددين، بدأها قبل أيام في بنغازي شرق البلاد.
وتصاعد دخان كثيف من مبنى البرلمان، فيما ذكرت تقارير أن مسلحين اقتحموا مبنى المؤتمر الوطني العام وداهموا مكاتب النواب وأشعلوا النار في المبنى.
وذكر شهود أن اشتباكات عنيفة اندلعت خارج البرلمان. وأوضح شاهد آخر أن مسلحين خطفوا رجلين من البرلمان.
وقال عضو البرلمان عمر بوشاح إن مسلحين دخلوا مقر المؤتمر الوطني العام وأضرموا النيران في المبنى.
وأوضح أحد السكان أن المهاجمين غادروا فيما بعد وأن مسلحين من السكان المحليين يحرسون المنطقة. وأشارت التقارير إلى وجود عشرات المسلحين قرب البرلمان. وأصيب البرلمان الليبي بالشلل بسبب الخلافات بين الأحزاب الإسلامية وأحزاب قومية منافسة. وينتقد الكثير من الليبيين البرلمان لفشله في إحراز تقدم نحو التحول الديمقراطي منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011.
ولم يستبعد رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين أن يكون الهجوم من تدبير حفتر.
وارتفع عمود دخان في سماء مقر المؤتمر العام بعد أن أضرم المهاجمون النار في مبنى مجاور. ولحقت أضرار بالعديد من السيارات.
وأغلقت الطرق الموصلة إلى المطار أمام حركة المرور في حين احتمى السكان على عجل بمنازلهم.
وانسحب المهاجمون من الموقع بعيد الهجوم وسمعت أصداء مواجهات لاحقاً في طريق المطار. وكان شهود قالوا إن قافلة سيارات مصفحة دخلت طرابلس من هذا الطريق قبل التوجه إلى مقر المؤتمر العام.
وبحسب شهود آخرين فإن القوة المسلحة التي نفذت الهجوم تنتمي إلى كتائب الزنتان القوية التي تسيطر على العديد من المواقع على طريق المطار جنوب العاصمة. ويعرف ثوار الزنتان أيضاً بمناهضتهم للإسلاميين.
وفي بنغازي، طلبت قوات حفتر من المدنيين مغادرة المدينة قبل شن هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين. وشوهدت عشرات العائلات وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة.
وأعلن مسؤول في وزارة الصحة الليبية سقوط 79 قتيلاً و141 جريحاً في المواجهات المسلحة ببنغازي بين قوات حفتر والمسلحين الإسلاميين.
في موازاة ذلك، أعلن مسؤولون أن رئيس وزراء ليبيا الجديد أحمد معيتيق شكل حكومة وفي انتظار الحصول على موافقة البرلمان بعد أن عاشت البلاد قرابة شهرين بلا حكومة فعالة.
وقال المكتب الإعلامي لمعيتيق إنه قدم تشكيلة حكومته للمؤتمر الوطني لكنه لم يكشف عن أسماء الوزراء. وذكر مسؤولون أن البرلمان سيجري تصويتاً بالثقة على الحكومة الجديدة خلال 3 أيام.