أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة دعم البحرين لجميع جهود تحويل مؤتمر «سيكا» ذي النطاق الآسيوي إلى منظمة دولية تكرس جهودها من أجل تعزيز السلام، ومكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً، وتوطيد التفاهم بين الدول عبر احترام حسن الجوار والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال خالد بن عبدالله، في كلمة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أمام القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا «سيكا» إن «البحرين مؤمنة بأن مصالح وأهداف الدول الآسيوية مشتركة، وأن ما يجمعنا في قارة آسيا من إمكانات يعد فرصةً سانحةً للانتقال من التعاون إلى بناء تحالف قوي».
وجدد نائب رئيس الوزراء «تأييد البحرين للمبادرة التي أطلقها رئيس الصين شي جين بينغ، الخاصة بطريق الحرير والحزام الاقتصادي، ودعوة جميع الدول المعنية للمشاركة فيها برؤية عصرية بهدف تكريس القيم التاريخية التي تجمع دول آسيا بأوروبا عبر مختلف العصور، مما كان له كلّ الأثر في تمكين تلك الدول من تبادل السلع، وتلاقي الأفراد والأفكار والثقافات، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز التحاور – لا التصادم – بين الحضارات».
وأكد أن «الأمن والتنمية أمران متلازمان»، مشيراً إلى أن «التدابير الأكثر فعاليةً في بناء الثقة هي ذاتها الهادفة إلى تعزيز التعاون اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بين الشعوب».
وكان الرئيس الصيني افتتح أعمال القمة الرابعة لمؤتمر «سيكا» بمركز شنغهاي للمعارض، بحضور ومشاركة رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية وعدد من ممثلي دول أخرى مدعوة، وعلى هامش القمة، أقام فخامة الرئيس الصيني غداء عمل على شرف المشاركين في المؤتمر.
وتشارك البحرين في أعمال هذا المؤتمر على مستوى القمة للمرة الأولى منذ أن حصلت على العضوية الكاملة فيه في العام 2011، وتترأس الصين الدورة الحالية للقمة، بعد أن تسلمتها رسمياً في حفل الافتتاح من تركيا.
وفيما يلي نص كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أمام قمة مؤتمر «سيكا»:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد شي جين بينغ – رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، رئيس القمة أصحاب الفخامة والسمو، أصحاب المعالي والسعادة، أيها الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فإنه لمن دواعي السرور أن أشارككم اليوم أعمال القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا، نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه، الذي يشرفني أنْ أنقل إليكم تحيات جلالته وأمنياته بأن يكلل اجتماعنا هذا بالنجاح عبر ما سيخلص إليه من نتائج مرجوة.
ولا يفوتني أيضاً أن أنتهز الفرصة لأتقدم بالشكر إلى جمهورية الصين الشعبية على ما لقيناه من كرم الضيافة والاستقبال. كما يطيب لي أن أهنئ الجمهورية الصديقة بمناسبة توليها رئاسة الدورة الحالية. كما يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى فخامة السيد نور سلطان نزارباييف، رئيس جمهورية كازاخستان الصديقة، على جهوده في إعلان مبادرة تأسيس إنشاء هذا المؤتمر في العام 1992. والشكر موصول كذلك إلى جمهورية تركيا الصديقة على ما بذلته من جهود خلال الأعوام الأربعة الماضية لدى توليها رئاسة الدورة السابقة للمؤتمر. كما أتقدم – باسم مملكة البحرين – بالتهنئة إلى دولة قطر الشقيقة، وجمهورية بنغلادش الصديقة بمناسبة تحولهما من عضو مراقب إلى عضوين كاملي العضوية في المؤتمر.
السيد الرئيس: لكونها المرة الأولى التي تشارك فيها مملكة البحرين على مستوى القمة بعد نيلها عضوية هذا المؤتمر في العام 2011، فإنني أغتنم هذه المناسبة لأؤكد دعمنا الكامل لأهداف المؤتمر، والتزامنا بالعمل بفاعلية من أجل تطوير دوره، والعمل أيضاً بالتعاون مع جميع الشركاء في آسيا على تحقيق السلام والأمن واستتبابهما في ربوع المنطقة.
إن مملكة البحرين، وانطلاقاً من التأكيدات الملكية السامية في أكثر من مناسبة، مؤمنة بأن مصالح وأهداف الدول الآسيوية مشتركة، وأن ما يجمعنا في قارة آسيا من إمكانات يعد فرصةً سانحةً للانتقال من التعاون إلى بناء تحالف قوي.
ومن هنا أعلن دعم مملكة البحرين لكافة الجهود لتحويل هذا المؤتمر الجامع ذي النطاق الآسيوي إلى منظمة دولية تكرّس جهودها من أجل تعزيز السلام، ومكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً، وتوطيد التفاهم بين الدول عبر احترام حسن الجوار والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
الحضور الكريم: تُعد هذه القمة فرصةً ثمينةً للدول الأعضاء للعمل على تعزيز مفهوم التعايش بين شعوب القارة. كما تعد منتدىً لعقد مباحثات لا تقتصر على قضايا الأمن فحسب، بل تشمل التحديات الأوسع نطاقاً، كحماية البيئة والتنمية المستدامة، لاسيما في ضوء المناقشات الدولية الحالية حول أجندة التنمية لما بعد العام 2015.
ومن منطلق إيمان مملكة البحرين بأن الأمن والتنمية أمران متلازمان، فإنه ما من شك في أن التدابير الأكثر فعاليةً في بناء الثقة هي ذاتها الهادفة إلى تعزيز التعاون اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بين الشعوب. ومن هنا تجدر أهمية الإشارة إلى المبادرة التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني، الخاصة بطريق الحرير والحزام الاقتصادي، وهي مبادرة تجدد مملكة البحرين تأييدها، وتدعو إلى المشاركة فيها برؤية عصرية بهدف تكريس القيم التاريخية التي تجمع دول آسيا بأوروبا عبر مختلف العصور، مما كان له كلّ الأثر في تمكين تلك الدول من تبادل السلع، وتلاقي الأفراد والأفكار والثقافات، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز التحاور – لا التصادم – بين الحضارات.
فخامة الرئيس: ختاماً، اسمحوا لي أن أكرر شكر مملكة البحرين لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على استضافتها لهذا الاجتماع، والشكر موصول كذلك إلى كافة الدول على مشاركتها، متطلعاً إلى العمل جميعاً للمساهمة في حلّ القضايا التي تواجه منطقتنا عبر التوافق، وبما يضمن تحقيق المنفعة المتبادلة لدولنا وشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته