قال العلماء في تفسير الآية الكريمة في سورة الأنعام «وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين»، إن «الآية تكشف خطة المنهج القرآني في العقيدة والحركة بهذه العقيدة، فلا يعني الإسلام والقرآن ببيان الحق وإظهاره حتى تستبين سبيل المؤمنين الصالحين فحسب، وإنما يعني كذلك ببيان الباطل وكشفه، حتى تستبين سبيل الضالين المجرمين أيضاً، إذ إن استبانة سبيل المجرمين ضرورية لاستبانة سبيل المؤمنين. والله سبحانه يعلم أن إنشاء اليقين الاعتقادي بالحق والخير يقتضي رؤية الجانب المضاد من الباطل والشر، والتأكد من أن هذا باطل محض وشر خالص، وأن ذلك حق محض وخير خالص. ومن هنا قال سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني»، أو قال «أقع فيه»». وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: «الله تعالى بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصلة، وسبيل المجرمين مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء، وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء، وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء، وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفق بها هؤلاء، والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلى سبحانه الأمرين في كتابه، وكشفهما وأوضحهما وبينهما، غاية البيان، حتى شاهدتهما البصائر، كمشاهدة الأبصار للضياء والظلال».