كتبت ـ شيخة العسم:
الكل يبدي تقززه واشمئزازه من ظاهرة رمي القمامة في غير الأماكن المخصصة لها، يوردون الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الحاثة على النظافة، يقارنون حالنا مع الظاهرة قياساً بالغرب المتمدن، يطرحون حلولاً للمشكلة تبدو سهلة وبالمتناول، ولكن لا شيء يتغير على أرض الواقع.
والسؤال إذا كان الجميع يتحدثون عن النظافة وضرورة وضع القمامة بحاويتها المخصصة.. فمن المسؤول إذاً عن أطنان المخلفات والأوساخ المتراكمة هنا وهناك؟! أليس هو نفسه صاحب الكلام «المتمدن» عن النظافة والحضارة والرقي؟!
النظافة ثقافة
«متى نتعلم ثقافة رمي القمامة بأماكنها المعلومة؟!» تسأل شريفة محمد 29 سنة وتضيف «أقطن شقة في إحدى العمارات.. جارتي في نفس الطابق لا تعرف أدنى قواعد النظافة وتتجاهل حق الجيرة، هي ترمي أوساخها عند باب شقتها، وعادة ما تكون الأكياس مفتوحة وشفافة، وتصبح بؤرة لتجمع الحشرات والقطط».
وتقول شريفة إن الحشرات وجدت طريقها إلى داخل شقتها، والقطط تتعارك باستمرار أمام باب الشقة على بقايا الطعام «اشتكيت لصاحب العمارة دون فائدة، وأنا أخجل من محادثة امرأة كبيرة عن النظافة، هذا يحرجنني ويحرجها».
ويرى جاسم محمود 45 سنة أن النظافة لا تقتصر على المظهر الخارجي «نظافة المكان أهم.. فالمظهر الخارجي دليل النظافة الداخلية وليس العكس».
«حاوية القمامة هي مصدر إزعاج للمارة» تقول عائشة حمد 49 سنة وتضيف «دائماً تنبعث منها الروائح الكريهة، الجهات المسؤولة يجب أن تفرغها في الصباح والمساء، وترشها بالمبيدات بين الفنية والأخرى، وعلى المواطن أيضاً أن يهتم بمواعيد رمي القمامة».
ترسل عائشة مخلفات المنزل مرتين يومياً إلى الحاوية «لكن الحاوية نفسها رائحتها كريهة مقززة، وتزعج أي شخص يمر قربها، سيارة القمامة لا تمر على الحي يومياً».
رسم على المخالفين
يقول علي ياسر 34 سنة «عادة ما نجد الشوارع ممتلئة بأكياس القمامة، البعض يجمعون قمامتهم في السيارة داخل كيس نايلون وعندما يمتلئ يفتحون باب السيارة ويرمونها في الشارع أينما اتفق».
وتجد ثريا العامر الحل في «فرض ضريبة على رمي القمامة في غير الأماكن المخصصة»، وتضيف «أنا أنزعج من أصغر الأوساخ، العلكة مثلاً تزعجني كثيراً خاصة عندما تلتصق في الدفة أو الحذاء.. لماذا لا توضع في المنديل وترمى؟!».
وتسعى أم خالد لزرع ثقافة النظافة لدى أبنائها الصغار فتقول «جعلت جدولاً لأبنائي يتنابون من خلاله على رمي القمامة في الحاوية، وأطلب منهم جمع قمامة المنزل يومياً، ووضعها في كيس أسود حتى يتعلموا النظافة على أصولها، ودائما ما أذكرهم أن عامل النظافة هو شخص محترم فهو يتحمل أوساخنا وقذاراتنا ونحن بالمقابل لا نتحملها».