د ب أ - مدريد: بعد 12 عاماً من تتويجه مع الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا، يحلم إيكر كاسياس حارس مرمى فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم برفع كأس البطولة مجدداً عندما يلتقي اليوم السبت في المباراة النهائية للبطولة مع أتلتيكو مدريد الإسباني بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
ويبقى السؤال: هل تكون هذه هي الخدمة الأخيرة من كاسياس للنادي الذي دافع عنه طيلة حياته؟
وحدثت أمور عدة منذ أن توج كاسياس وهو لايزال في الحادية والعشرين من عمره، برفقة نجوم بارزين مثل الفرنسي زين الدين زيدان باللقب التاسع لريال مدريد في دوري الأبطال، وذلك بعد الفوز على باير ليفركوزن في نهائي 2002 بجلاسكو.
وكان كاسياس في هذا الوقت لايزال شاباً لديه رغبة جامحة في تحقيق إنجازات عديدة مع الريال. وسنحت له الفرصة في هذه المباراة النهائية التي خرج فيها الحارس الأساسي سيزار سانشيز مصاباً قبل 23 دقيقة فقط من نهاية المباراة.
ولكن نصف شوط كان كافياً ليظهر فيه كاسياس إمكانياته ويسطر اسمه ضمن نجوم البطولة في هذا الموسم حيث تألق في كرتين خطيرتين لليفركوزن وحافظ على فوز الريال 2-1 ليقدم هذا الأداء الراقي بطلاً جديداً لجماهير النادي الملكي.
ولكن كاسياس يتذكر هذه المباراة بشكل مختلف حيث يرى أن تصديه لهاتين الفرصتين لم يكن الأساس في سعادة الجماهير بتلك المباراة وإنما كان بالتأكيد فوز الفريق بلقبه التاسع في دوري الأبطال.
ويسعى كاسياس إلى قيادة الريال غداً لإحراز لقب جديد في دوري الأبطال ليكون اللقب العاشر للفريق في هذه البطولة وهو اللقب الذي طال انتظاره.
وبخلاف كاسياس، لا تضم صفوف الريال في مباراة الغد أي لاعب ممن شاركوا في نهائية البطولة عام 2002.
ولكن ظروف كاسياس حالياً تبدو مختلفة تماماً عما كان في 2002 حيث أصبح الآن بلحية كما يحمل خبرة هائلة يعلق عليها أنصار الريال آمالاً عريضة في مواجهة أتلتيكو.
وبالتأكيد لم يعد كاسياس يتمتع بالسعادة الهائلة التي كان عليها قبل سنوات خاصة بعدما ظل على مقاعد البدلاء معظم الوقت على مدار الموسمين الماضي والحالي.
واستغل البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للريال الإصابة التي تعرض لها كاسياس وتعاقد مع الحارس دييغو لوبيز ليضع كاسياس على مقاعد البدلاء بعد تعافيه من الإصابة وحتى نهاية الموسم الماضي.
ولم يتغير الأمر كثيراً عندما تولى الإيطالي كارلو أنشيلوتي تدريب الفريق خلفاً لمورينيو، حيث ظل لوبيز هو الحارس الأساسي للفريق في مباريات الدوري الإسباني، بينما منح أنشيلوتي لكاسياس مهمة حراسة المرمى في مباريات كأس ملك إسبانيا ودوري الأبطال.
وربما لم يكن هذا سيئاً لكاسياس لأن الريال لم يفز بلقب الدوري ولكنه فاز بلقب كأس ملك إسبانيا، ويستطيع غداً أن يضيف إليه لقب دوري الأبطـــال.
وقال كاسياس «لا نشعر بالقلق ولا تنتابنا الهواجس. نريد فقط تقديم مباراة جيدة».
وبينما بدا على كاسياس الإجهاد، كانت العصبية والتوتر سمة واضحة على كل من زميليه المدافع سيرخيو راموس والمهاجم كريستيانو رونالدو في أي حديث يدليان به عن إمكانية تتويج الفريق باللقب الأوروبي.
وأوضح كاسياس «حققنا ما أردناه ببلوغ المباراة النهائية. ليست فرصة شخصية وإنما فرصة للفريق بأكمله» حيث يحاول كاسياس استبعاد أي إشارة توحي بوجود أنانية.
وحتى الآن، لم يقل أي أحد ما إذا كان الموسم الحالي سيكون الأخير لكاسياس مع الفريق وأن مباراة الغد ربما تكون الأخيرة له في الريال. وما من أحد يعلم مستقبل كاسياس مع الفريق وهل سيقبل الدخول في منافسة مع لوبيز لموسم آخر على المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق والمخاطرة بالبقاء على مقاعد البدلاء لأكثر من نصف موسم.
وأكد لوبيز أنه جاهز حالياً للعودة إلى المنافسة مع كاسياس على التواجد في التشكيلة الأساسية للفريق الموسم المقبل.
وأثير الكثير من الجدل بشأن وجود اهتمام كبير من فرق في الدوري الإنجليزي مثل آرسنال ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد للتعاقد مع كاسياس.
ومازال كاسياس يرد على أي سؤال يتعلق بمستقبله بعبارة واحدة هي «حتى الآن، مازلت هنا».
والشيء المؤكد حالياً هو أن كاسياس يحلم بإحراز لقب جديد له غداً مع الريال ليضيفه إلى سلسلة الانتصارات التي حققها مع الفريق ومع المنتخب الإسباني عبر السنوات الماضية.