كتب - صالح الرياشي:
منذ وصول البرتغالي جوزيه مورينيو إلى العاصمة الإسبانية مدريد قبل ثلاثة مواسم والجميع في أنحاء العالم من عشاق الملكي وضع العاشرة نصب عينيه، وذلك نظراً إلى السجل الحافل بالإنجازات لـ«السبيشل ون» وعدم إخفاقه في تحقيق دوري أبطال أوروبا مع جميع الفرق التي دربها ماعدا البلوز تشيلسي، لكن الاستراتيجية التي وضعها البرتغالي وعقليته الدفاعية التي دائماً ما يعتمد عليها لم تناسب طبيعة لعب النادي الملكي ولم يحقق النجاح المطلوب الذي كان يتوقعه الجميع خلال السنوات التي قضاها في مدريد بمن فيهم رئيس النادي فلورنتينو بيريز. ويذكر أن آخر لقب حازه المرينغي يعود إلى عام 2002 عندما توج بطلاً لأوروبا بقدم اللاعب الأسطورة زين الدين زيدان في النهائي الذي جمعهم مع بايرليفركوزن، بعدها لم يتمكن الملكي من تجاوز دور الـ 16 لسنوات عجاف، حتى جاء مورينيو وكسر النحس وتمكن من بلوغ نصف النهائي لثلاث مرات متتالية، لكن ذلك لا يعد إنجازاً، فالبطولة مازالت بعيدة المنال عن أيدي الملوك، لكن هذه السنة يمكن أن يغير المدريديون العرف بقولهم: «الرابعة ثابتة».
إن الفرصة التي أتيحت للملكي في الوصول لنهائي لشبونة هذا العام يجب عدم التفريط بها، لأنها لن تتكرر كل عام، فالعمل لبلوغ النهائي جاء بعد جهد جبار وصبر طويل استمر لمدة 12 عاماً، فالمدريديون متعطشون جداً للاحتفال بالنصر على أنغام دوري أبطال أوروبا، البطولة المفضلة للملكي والذي يعتبر سيدها بـ 9 بطولات لم ولن يستطيع أي نادٍ تحقيق ذلك، لذلك يتحمل الإيطالي كارلو أنشيلوتي مسؤولية كبيرة على عاتقه إلى جانب اللاعبين أيضاً في عدم خذلان الجماهير الوفية.
ويعتبر الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بوابة واسعة ومتفرعة للعديد من البطولات التي تأتي تبعاً لها، إذ إن الظفر باللقب يتيح للفائز بأن يخوض غمار المنافسة على بطولة كأس العالم للأندية والتي تقام كل سنة بين أبطال القارات، كما إنها تسمح أيضاً للفائز بالمنافسة على لقب السوبر الإسباني مع بطل الدوري الأوروبي (إشبيلية)، بما يعني أن الفرحة باللقب ستتبعها أفراح أخرى، لذلك سميت بالحلم. ومن جانب آخر لو لم يفرط الملكي بلقب الدوري الإسباني الذي حاز عليه الجار أتلتيكو مدريد لكانت الفرحة مكتملة بتحقيق الثلاثية بعد أن أسقط المرينغي الكتلان في نهائي كأس الملك هذا العام، لذا فإن التعويض مهم لعشاق الملكي لأنهم لا يريدون أن تقتصر أفراحهم بتحقيق الكأس الذي لم تكن له أهمية قبل قدوم الداهية مورينيو.