كتب - عبدالرحمن الشيخ:
حينما وصل المحنك كارلو أنشيلوتي الصيف الماضي قادماً من باريس سان جيرمان استطاع أنشيلوتي بعد بداية عسيرة مع الملكي على المستوى المحلي والأوروبي من أن يضرب عصافير بحجر واحد منها إعادة الهدوء للنادي بعد ثلاثة مواسم عاصفة تحت قيادة المدرب البرتغالي السابق مورينيو، وإبعاد النادي عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية.
العقدة الألمانية
استطاع أنشيلوتي من أن يفك العقدة الألمانية لريال مدريد في طريقه للقبض على اللقب العاشر في مسابقة دوري أبطال أوروبا بعدما سحق شالكة بسداسية في ثمن النهائي وثأر من بوروسيا دورتموند في دور الثمانية وأذل بايرن ميونخ في ملعب «أليانز آرينا» في المربع الذهبي.
ولطالما عانى كبير العاصمة الإسبانية من الأندية الألمانية التي وقفت أمامه سداً منيعاً أمام مواصلة مشواره في المنافسة على كافة البطولات الأوروبية، غير أن أنشيلوتي استطاع في هذا الموسم من الإنهاء على «أندية البوندسليغا».
الملكي وأنشيلوتي والصحافة
وأشادت صحيفة «إل موندو» الإسبانية بأنشيلوتي ووصفته بأنه «عبقري التكتيك الذي يعرف أفضل من أي شخص آخر كيف يفوز بلقب دوري الأبطال.. إنه أهم صفقة أبرمها ريال مدريد هذا العام».
واتفق نجم ريال مدريد وقائده البرتغالي كريستيانو رونالدو مع هذا الرأي قائلاً: «لقد غير أنشيلوتي كل شيء هنا، العقلية وخطط اللعب وكل شيء».
وليس هناك شك في أن نجاح أنشيلوتي في قيادة ريال مدريد إلى لقب دوري الأبطال العاشر «لا ديسيما» يوم السبت المقبل سيجعل منه رمزاً خالداً بالنادي، ولكنه في الوقت نفسه سيكون مطالباً بتحقيق المزيد من الألقاب خلال عاميه الآخرين المتبقيين له بعقده مع ريال مدريد حتى 2016.
ما أشبه الليلة بالبارحة
وفي 2003 سنجد تشابهاً غريباً للغاية بين أول لقب دوري أبطال أحرزه أنشيلوتي في مسيرته ومع موسمه الحالي.
في ذلك العام واجه المدرب الإيطالي أثناء قيادته ميلان فريقاً من نفس موطن فريقه وكان يوفنتوس في المباراة النهائية، يومها فاز «الروسونيري» بركلات الترجيح، وهو يواجه هذه المرة فريقاً من نفس البلد. الملفت في الأمر أن ميلان احتل المركز الثالث في بطولة الدوري في حين كان يوفنتوس هو حامل اللقب محلياً، وفي ذلك تشابه مع هذا الموسم إذ فاز أتلتيكو باللقب وسيواجه الملكي صاحب المركز الثالث.
تشابه آخر ما بين الموسمين يجعل التاريخ كأنه مصمم على إعادة كتابة نفسه فأنشيلوتي فاز بذلك الموسم مع ميلان بلقب الكأس، وهو هذا الموسم فعل نفس الشيء على حساب برشلونة بهدف غاريث بايل الذي أعطى فريقه الفوز 2-1 في الدقائق الأخيرة.
آخر نقاط التشابه التي تتمثل باحتمالية غياب دييغو كوستا المصاب عن أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية، إذ يمثل المهاجم الإسباني برازيلي الأصل أكبر خطورة للفريق، وفي نهائي 2003 غاب عن يوفنتوس محركه الحقيقي بافيل نيدفيد.