كتب - صالح الرياشي:
تعتبر رياضة مصارعي الثيران من أعرق الرياضات الموجودة في إسبانيا، وهو ما اشتهرت به إسبانيا في قديم الزمان وحتى الآن، وهي من أخطر الرياضات أيضاً إذ يتواجه الإنسان مع الثور وجهاً لوجه دون وجود أي حماية على الشخص، ويطلق على من يتحدى الثور لقب «الماتدور» وهي كلمة إسبانية الأصل، وذلك من أجر ترويضه وإثبات أن الإنسان أقوى من الحيوان وأن استخدام العقل والحكمة خير من استخدام القوة الجسدية اللاعقلية.
واختارت «الماتدور» من مدينة لشبونة البرتغالية حلبة لتصفية الحسابات بين قطبي العاصمة الإسبانية مدريد، حيث يتصارعان من أجل ترويض أغلى الألقاب في أوروبا وهو دوري أبطال أوروبا 2014 بين ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد اليوم في تمام الساعة 9:45، ويعد هذا النهائي فريداً من نوعه حيث يسجل في التاريخ بأنه لأول مره يلتقي فريقان من مدينة واحدة في نهائي دوري الأبطال.
ولا يستطيع أحد أن يتوقع النتيجة المرتقبة بين عملاقي إسبانيا، حيث تعتبر النتيجة مفتوحة والتوقعات كلها قابلة للتصديق على أرض الواقع، لأن كل شيء مسموح في هذه المواجهة النارية، حيث ستسود عقلية مصارعي الثيران وتبرز الغرائز في الفريقين، لذا ليس من المستغرب أن تنقلب لشبونة إلى حلبة مصارعة بل قد يتدهور الوضع وتتحول إلى معركة أقدام عنيفة.
وفي سياق متصل فإن العالم سيشهد نهائياً آخر بعقلية مصارعي الثيران ولكن بنكهة مختلفة قليلاً، حيث من المنتظر أن يتواجه الفائز من المباراة مع فريق إسباني آخر وهو إشبيلة على بطولة كأس السوبر الأوروبية، ومن هذا المنطلق فإن من الطبيعي جداً أن نقول بأن أوروبا كلها أصبحت حلبة مصارعة لـ»الماتدور».