كتب - علي محمد:
حط البرتغالي جوزيه مورينيو الرحال إلى ريال مدريد في صيف 2010 واضعاً في ذهنه إنجاز مهمة واحدة، وهي تدمير أسلوب «تيكي تاكا» الذي يتبعه الغريم برشلونة والذي أحدث ضجة غير مسبوقة في عالم كرة القدم. ويتمثل أسلوب «تيكي تاكا» في تمرير الكرات وتبادلها من لمسة واحدة بغرض الاستحواذ وحرمان المنافس من الحصول عليها، وهو الأسلوب الذي قاد الفريق الكتالوني لبسط سيطرته على الدوري الإسباني، لذا كان لزاماً على الرئيس العائد فلورنتينو بيريز التصرف حيال الأمر وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. هذا الحل لم يكن سوى المدير الفني جوزيه مورينيو، أو «الرجل المميز» كما يطلق عليه عشاقه، مدعماً بسمعته التي اكتسبها من خلال نجاحاته العريضة مع بورتو، تشيلسي وإنتر ميلان الذي كان محطته الأخيرة، حيث نجح في قيادته إلى تحقيق لقبه الثالث في دوري الأبطال والأول منذ عام 1965.
وعمد مورينيو إلى دراسة مكامن القوة في أسلوب برشلونة، وهو العارف بخبايا «كامب نو»، حيث عمل لفترة كمترجم للمدرب الهولندي لويس فان غال، أحد منظري فلسفة اللمسة الواحدة، وخلق أسلوباً موازياً معتمداً على تغطية المناطق الخلفية والقيام بشن هجمات مرتدة خاطفة معتمدة على تمريرات الألماني مسعود أوزيل، وسرعة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وعلى الرغم من نجاح مورينيو في الحد كثيراً من تفوق برشلونة حيث نجح ريال مدريد في إحراز لقب الكأس في أولى مواسمه، كما انتزع لقب «الليغا» في الموسم الذي تلاه مباشرة بفوز مستحق في معقل الكتلان بالذات، إلا أن ذلك لم يشفع له بالبقاء بعد فشله في تحقيق حلم بيريز باللقب الأوروبي العاشر.
لذا جاء الدور على الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، المتخصص في دوري الأبطال، والذي نجح في كسر العقدة وقاد الفريق لبلوغ النهائي الأول منذ 2002، مستفيداً من التركة التي خلفها سلفه، بالإضافة إلى بعض اللمسات الإضافية.
وحول أنشيلوتي ريال مدريد إلى فريق أشبه بسيارات الفيراري ذات السرعة الخارقة، نظراً لقدرة الفريق العالية على الوصول إلى مرمى الخصم بأقل عدد من التمريرات وبأقصى سرعة ممكنة، وهو الأمر الذي دفع رونالدو بالقول بأن الفريق ليس بحاجة إلى أكثر من 5 تمريرات للتسجيل! وأثبت أسلوب «الفيراري» فعاليته في الدور نصف نهائي عندما اجتاز ريال مدريد بايرن ميونخ، فريق المدرب جوزيب غوارديولا، بنتيجة 5-0 في إجمالي المواجهتين رغم نسبة الاستحواذ الكبيرة التي دانت للفريق الألماني، إلا أنه من المتوقع أن ينتظر الفريق أسلوباً مختلفاً على الأرجح متمثلاً في «باص» سيركنه رجال سيميوني في لشبونة!