كتبت - سلسبيل وليد:
جدد عدد من النواب مطلبهم بإنشاء رياض أطفال مجانية غير إلزامية في جميع المحافظات، لافتين الى أن وزارة التربية والتعليم سبق أن وافقت على هذا الإقتراح برغبة المقدم من مجلس النواب.
وبينوا أن آلية التنفيذ ستكون شراكة بين السلطة التشريعية والتنفيذية، لافتين إلى أن وزارة التربية بإمكانها نقل جميع رياض الأطفال في البحرين للقطاع الحكومي مع الحاجة لزيادة رواتب العاملات فيها، لكن ذلك سيكلفها 140 مليون دينار.
وأشار النواب إلى أن الحكومة تستطيع تقييد التلاعب في هذا المقترح، حيث إنه سيكون نموذجاً تبنى عليه رياض الأطفال الأخرى، وسيحل كثيراً من المشكلات وسينهض بالتعليم الأساسي ويخلق بيئة تعليمية منذ الصغر، ويساعد الأسر الفقيرة على إلحاق أطفالهم بالتعليم خصوصاً بعد الشكاوى والمطالبات من الأسر ذات الدخل المحدود.
من جهتهن تباينت آراء أصحاب رياض الأطفال والمدرسات بشأن المقترح، فبينما دعت مدرسة اللغة الانجليزية في روضة الفلاح الخاصة ريما الجرارعة؛ وزارة التربية لخوض هذه التجربة أسوة ببعض الدول العربية، أبدت مديرة الروضة سعاد كمال تخوفها من أن يساهم المقترح في تحجيم عدد طلابها، والتسبب في إغلاقها وتعطل مدرساتها.
مشكلات بحاجة لحل
وقالت النائبة إبتسام هجرس إنها تقدمت باقتراح برغبة بقيام وزارة التربية والتعليم بإقامة رياض أطفال نموذجية مجانية في جميع محافظات مملكة البحرين استناداً إلى المادة رقم (68) من الدستور والمادة (128) من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، مشيرة الى أنه تم التصويت على هذا المقترح بموافقة الأغلبية من النواب في الجلسة المنعقدة 2 أبريل الماضي حيث أحيل الاقتراح إلى الحكومة الموقرة سعياً لتحقيقه.
وأكدت هجرس أن ضم رياض الأطفال لوزارة التربية والتعليم أو قيام الوزارة ذاتها بتمويل إنشاء عدد من رياض الأطفال؛ سيحل كثير من المشكلات، خصوصاً أن المجلس سبق أن ناقش مشكلة المدرسات واستجاب مجلس الوزراء لقيام (تمكين) بدعم رواتب العاملات في هذا القطاع بمكافأة مالية تدفع من خلال الصندوق لمدة سنتين وإلحاقهن بدورات تدريبية متخصصة بغية رفع كفاءتهن الإنتاجية وتحسين ظروف المعيشة لهن.
وأضافت هجرس أن الحكومة تستطيع تقييد التلاعب في هذا المقترح وإيصال الاستفادة الممكنة منه إلى مستحقيه الفعليين، مشيرة إلى أنه سيخفف أعباء حياة كثير من الأسر المحتاجة، لافتة إلى أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سبق أن أصدر قراره بأن تقوم المؤسسة الخيرية الملكية بإنشاء رياض أطفال نموذجية للأيتام في أكثر من محافظة في المملكة بكلفة قدرها 300 ألف دينار لكل روضة.
وأكدت أن المجلس كجهة تشريعية يطالب بإدراج رياض أطفال تحت مظلة وزارة التربية والتعليم كجزء من التعليم الأساسي حيث أن آلية التنفيذ ستكون شراكة بين السلطة التشريعية والتنفيذية.
وبينت هجرس أن هذا المقترح لم يأت من عبث وإنما وردته عشرات الشكاوى والمطالبات من الأسر ذات الدخل المحدود والعاملات والمدرسات بشأن رياض الأطفال، مبينة أن الاقتراح أتى من أجل النهوض بالتعليم الأساسي وخلق بيئة تعليمية منذ الصغر ومساعدة الأسر الفقيرة على إلحاق أطفالهم بالتعليم في رياض الأطفال إضافة إلى دعم الأسر وكذلك العاملات وحفظاً لحقوق المدرسات والأطفال ومنعاً للتلاعب بالأسعار وأوقات العمل والإجازات وما إلى ذلك من تنظيم للعلاقة بين رياض الأطفال والجهات ذات العلاقة.
مناهج تقرها «التربية»
بدوره قال النائب د. جمال صالح إنه بموجب المقترح ستكون رياض الأطفال مجانية غير إلزامية وتحت إشراف مباشر من وزارة التربية والتعليم، حيث ستكون المناهج متماشية مع مناهج وزارة التربية، مشيراً إلى أنه لم تسبق دراسة سابقة للموضوع من المجلس ولكنها مجرد فكرة طرحت بهدف أن تكون نموذجاً تبنى عليه رياض الأطفال الأخرى.
يخدم شرائح واسعة
وعلق النائب عباس الماضي بأن الاقتراح المقدم من ابتسام هجرس اقتراح مدروس، مشيراً إلى أنها تواصلت مع أسر فقيرة لا تستطيع تحمل نفقات رياض الأطفال.
وأضاف: ليس بمقدور كل شخص تحمل مصاريف رياض الأطفال الخاصة ولو وافقت الحكومة على هذا الاقتراح فإنه سيكون في مصلحة الشعب والتعليم بشكل عام.
وأكد الماضي أن رياض الأطفال تهدف إلى التعليم الأساسي وخلق بيئة تعليمية من الصغر، حيث إنها لبنة أساسية لبناء المجتمع والوسيلة الحضارية في نشر الثقافة وتوجيه الأبناء توجيهاً صحيحاً وتكوينهم فكرياً وأخلاقياً وتعليميا. وأشار إلى أن وزارة التريبة والتعليم وافقت على الاقتراح لكنها بحاجة لدراسته وكذلك الحكومة التي يقع على عاتقها.
تحجيم تلاميذ الروضات
ومن جهتها قالت مديرة روضة الفلاح الخاصة سعاد كمال إن فكرة مشروع رياض الأطفال ستخدم فئة كبيرة من المجتمع لاسيما محدودي الدخل، متمنية أن يتحقق على أرض الواقع.
لكن كمال أبدت تخوفها من أن يؤثر بشكل واضح على الرياض الخاصة، في حال غياب التنظيم، مشيرة إلى أنه ولكون الرياض مجانية ومتماشية مع وزارة التربية والتعليم فإن الرياض الخاصة سيقل جمهورها مما يستدعي أن تغلق وتتسبب في بطالة مدرساتها، لافتة إلى أن وجود ثلاث رياض في المجمع الواحد يشكل تنافساً بينها، الأمر الذي ينتهي بإغلاق روضتين.
ومن ناحيتها أبدت مدرسة اللغة الانجليزية في روضة الفلاح الخاصة ريما الجرارعة ثقتها في أن رياض الأطفال المجانية لن تؤثر سلباً على الخاصة. وأشارت إلى أن هناك مدارس حكومية وخاصة في البحرين لها جمهورها، الإقبال عليها يتم بشكل كبير، موضحة أنها مسألة اختيارية تعتمد على الجودة والامتيازات والكفاءات، والروضات والمدارس أو حتى الشركات الناجحة لن تتأثر إلا إذا وجدت جوده وتقنيات، مشيرة إلى أن أولياء الأمور يدفعون أكثر لتدريس أطفالهم المنهج الإنجليزي البريطاني في الروضات الخاصة.
وأكدت الجرارعة على البحرين أن تخوض هذه التجربة كما خاضت تجربة «العبيكان» الناجحة نظراً لكونها بلداً متطوراً تكنولوجياً وحضارياً ومن الشعوب المثقفة على المستوى العالمي، ومن المهم أن تكون فيها رياض أطفال مجانية كما في «مصر و السعودية والدول الأوروبية» حالها حال بقية الدول فهي لا تقل حضارة أو ثقافة عنها.
وتساءلت الجرارعة عن فرصة عمل غير البحرينيات في الروضات الحكومية.