كتبت - آلاء محمد:
حوراء الحداد لم تحلم يوماً بشيء حلمت به قبلاً، فهي «سيدة الأحلام المتغيرة» بحسب الكاتبة البحرينية التي باحت لـ«الوطن» بأسرار روايتها الأولى «أوركيد»، وكيف تعلمت منها التأمل وسبي الأنظار.
الكاتبة الحداد عرفت حق قدر القراءة، وأبحرت مع أحلام مستغانمي وأثير النشمي بسماوات من الأدب والخلق، قبل أن تنتج روايتها الأولى التي رأت النور بعد سنة و8 أشهر من الإبداع والحلم والألم، لتسلط الضوء على أسياط مجتمع موجهة ضد حب امرأة مطلقة لشقيق طليقها.
كيف انطلقتِ في مشوار الكتابة؟
فعلياً في فترة المراهقة كان لي محاولات كنت متأثرة بالقصص العامية المنشورة في الإنترنت. بعدها صرت اقرأ الأدب الفصيح، ولم يكن عندي أي خطة أو مشروع أن أكون أديبة، وفي سنة 2011 كتبت قصة حقيقية وحاولت أن أنشرها لكن لن سمحت الظروف، بعدها بسنة تقريباً أتت لي فكرة هذه الرواية وقررت أن أكتبها.
من شجعكِ على الكتابة؟
في البداية صديقة قديمة ذكرت اسمها بمقدمة عملي الأول، وقبل وخلال وعقب نهاية أوركيد كان لصديقتي فضيلة الدور الأكبر في دعمي وتشجيعي.
فترة الطفولة كيف عشتها.. وماذا كنتِ تتمنين؟
طفولتي كانت شقية كمعظم البحرينيين، لم يكن لي حلم محدد كانت أحلامي تتجدد يومياً، أظن أني مختلفة منذ صغري كيف لا أدري، لكني أعتقد ولاأزال أعتقد أني سأصبح شخصية على قدر من الأهمية.
«أوركيد»..لماذا اخترتِ هذا الاسم؟
لزهرة الأوركيد خصوصة، أجدها تجبرني على تأملها وتلفت نظري إليها دائماً وبطلة روايتي جديرة بالتأمل وملفتة للأنظار.
«أوركيد» رواية إنسانية واقعية.. حدثينا عنها؟
الرواية تتحدث عن العديد من القضايا التي تحصل وسط المجتمع لكن أكثرها حضوراً في الرواية كان قضية المطلقة من وجهة نظر الناس على اختلاف مواقعهم، الرواية تتضمن مقلب قدري حيث تقع المطلقة أوركيد في حب شقيق طليقها دون أن تعرف، وتواجه معه ردات الفعل والمخاض المجتمعي لتقبل فكرة زواج المطلقة أولاً، وزواج الأخ من مطلقة أخيه ثانياً.
كم استغرقتِ لكتابة الرواية؟
كتابة هذه الرواية أتت متقطعة، مرت شهور دون أن أكتب لكن منذ بدأت ÷لى حين انتهيت استغرقت سنة وثمانية شهور تقريباً، علماً أني كتبت ما يزيد عن النصف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
ما هو الحب الحقيقي؟
الحب هو النواة السليمة لمجتمع يعيش الرفاهية الإنسانية، فمتى ما اعتنينا بها، حصدنا مجتمعاً سليماً منتجاً، وشخصياً أميل لهذا النوع من القراءات والأفكار فكانت أقرب لي وأيسر في الكتابة.. الحب الحقيقي في اعتقادي هو الاستسلام للموت برغبة.. الموت الذي يخلصنا من دنيا زائلة ليأخذنا حيث الخلود.. 
هل تستهدفين شريحة معينة من القراء؟
لا، كتبت للجميع لكني أجد فئة الشباب أكثر مخاطبة فهي بيدها التغيير.
لماذا مزجتِ بين اللغة الفصحى والعامية في الرواية؟
لهجتي مظلومة إعلامياً جداً، فهي إما غيبت أو عكست حقيقة المتحدثين بها بشكل غير لائق، كوني أؤمن أننا حين نصدر أفكارنا على شكل شخصيات قد تنال حب أحدهم، فمن يحب أوتوماتيكياً سيشعر بالحب لهذا الشعب، وهو هدف تنظيري ربما لكني أجده منطقياً جداً.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في نشر الرواية؟
انعدام الخيارات في البحرين، توجد داران فقط للنشر وعرفت بالثانية صدفة.. فواحدة قدمت عرضاً لم يرضني، وأخرى رفضت نشر روايتي بداية ثم وافقت على التوزيع دون النشر.. حاولت التواصل مع دور نشر في الخارج لكن جلهم يتأخرون أشهراً في الرد وأنا كنت في عجالة من أمري.. كما إني أتخوف من أي إشكال قانوني مستقبلي قد يحدث فيما لو تعاملت مع دار أجنبية.
هل الرواية بعيدة فعلاً عن واقعنا البحريني؟
كيف أصنف الواقع من وجهة نظر الجميع هذا مستحيل، بناء على معرفتي واحتكاكي في هذا المجتمع طوال عمري عكست وجهة نظري ربما البعض لا يشاطرني الرأي ولا عيب في ذلك، فكل ينظر لهذا المجتمع من زاويته.
من الكتاب المفضلين لديكِ؟
فعلياً ليس لي كاتب مفضل فأنا أميل للتنويع بشكل كبير لكن لاشك أحلام مستغانمي مفضلة للجميع، أثير النشمي تلامس القلوب، محمد حسن علوان مؤثر، واسيني الأعرج خلاب، ناصر الظفيري يخلق جواً حماسياً لا يضاهى، والكثيرون لا يسعني حصرهم. 
برأيكِ الشخصي.. ما هي مقومات الكاتب الناجح؟
التأثير والجذب في الأسلوب وسلاسة طرح القضية، فلسفة الواقع بشكل مبتكر، وأخيراً التفرد بأسلوب معين يعكس شخصية الكاتب.
ما أهمية القراءة من وجهة نظركِ؟
القراءة تهذب الروح، وتعطي النفس فسحة التأمل، وفي نظري هي أفضل تدريب لفن الاستماع الذي يحل معظم المشكلات.
بعيداً عن الكتابة، كيف تقضين وقتك؟
أغلب وقتي أقضيه مع أهلي وأصدقائي ودراستي.. أنظم الوقت بحيث أستمتع فيه من خلال طلعات أو لقاءات.. للأسف تنظيمي للوقت مازال سيئاً. 
بعد «أوركيد».. إلى ماذا تطمحين؟
أطمح لعمل ثانٍ يبلور شخصية الكاتب في ذاتي.. أطمح لعمل ينافس في مسابقات أدبية مثل البوكر، أعد شيئاً يستحق الانتظار، ويؤكد لأناس آمنوا بي نجاعة مراهنتهم علي، إذ أعد لعمل يتناول قضية مؤثرة بشكل أكبر في المجتمع وحبكة روائية أفضل إن شاء الله.
كلمة ورسالة أخيرة لعشاق القراءة؟
أنتم من ستغيرون مفهوماً سائداً بأن العربي لا يقرأ.