إسطنبول - (وكالات): بعد كارثة المنجم في سوما وقبل أسبوع من ذكرى الاحتجاجات المناهضة للحكومة، أشعل عنف الشرطة من جديد الغضب ضد حكومة رجب طيب أردوغان المرشح المرتقب للانتخابات الرئاسية.
وقتل شخصان وجرح 9 خلال مواجهات بين متظاهرين معارضين للحكومة وقوات الشرطة في حي أوكميداني الشعبي في إسطنبول. وأطلقت قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي في الهواء بهدف تفرقة المحتجين، وفق ما أفاد شهود عيان، ليؤكدوا معلومات نشرتها الصحف. وأعلن محافظ إسطنبول حسين أفني موتلو وفاة الضحية الأولى أوغور كورت. وكان أوغور كورت يقف بالقرب من جنازة أحد أقربائه عندما أصيب برصاصة في الرأس فيما كانت الشرطة تحاول السيطرة على عشرات المتظاهرين.
وأدى إعلان محافظ إسطنبول حسين أفني موتلو على حسابه على تويتر عن مقتل أوغور كورت إلى تفاقم الوضع ودفع مئات الأشخاص إلى النزول إلى الشارع لتواجههم قوات مكافحة الشغب. وخلال المواجهات الأخيرة جرح 10 أشخاص من بينهم 8 عناصر من الشرطة. وفي وقت لاحق توفي أحد الضحايا متأثراً بإصابته ليرتفع عدد القتلى إلى اثنين خلال 24 ساعة.
وتجددت المواجهات صباح أمس في إسطنبول بعد الإعلان عن مقتل الشخص الآخر. وهاجم متظاهرون سيارة للشرطة، فلجأت القوات الأمنية داخلها مجدداً إلى إطلاق النار في الهواء لتفرقة المجموعة. وتمت مصادرة 20 سلاحاً للشرطة في إطار تحقيق حول ظروف الحادث ومطلقي النار. ولم تشهد البلاد مواجهات مماثلة منذ الاحتجاجات ضد الحكومة التي هزت السلطة الربيع الماضي، حين تحولت احتجاجات للدفاع عن متنزه غازي في إسطنبول إلى معارضة واسعة ضد حكومة أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002.
إلى ذلك أشعلت كارثة منجم سوما غرب البلاد الأسبوع الماضي، والتي سقط ضحيتها 301 عامل، غضباً شعبياً ضد الحكومة، حيث اتهمت السلطات وشركة «سوما هولدينغز» بإهمال أمن العمال وعدم التعاطف مع الضحايا. وتتزامن أعمال العنف الأخيرة، المستمرة منذ 10 أيام في إسطنبول، مع الحملة الانتخابية الرئاسية. وفي خطاب ألقاه أمس، وصف أردوغان المتظاهرين بـ«الإرهابيين» الذين يريدون «تقسيم البلاد مثل أوكرانيا».