أكدت نخبة من النساء البحرينيات أن مجلس التعاون الخليجي، حقق مكتسبات للمرأة الخليجية، أهمها تمكين المرأة الخليجية ودفعها لتقلد المناصب الرفيعة معترفاً بدورها الفعال، وتطوير القوانين والتشريعات التي ساهمت في دعم المرأة الخليجية.
وقالت شوريات وسيدات أعمال لـ «بنا» إن المجلس، استطاع أن يحقق كثيراً من المكتسبات لدول مجلس التعاون الخليجي، أهمها صياغة مواقف مشتركة تجاه القضايا السياسية، ووجود خطاب سياسي موحد، والتركيز على مسارات عمل مشتركة من أبرزها الاتفاقية الاقتصادية ومشروع الربط الكهربائي، وفتح أسواق العمل للخليجيين لتبادل الخبرة، مشيرات إلى أن المجلس عمل على تكريس الهوية الخليجية، وتعميق الصلات والروابط المشتركة بين دول المجلس على مختلف الأصعدة.
وأكدت الشورية د.عائشة مبارك أن قادة دول الخليج سعوا إلى تثبيت وتقوية دعائم هذا الكيان، لتحقيق تطلعات أبنائه ومواطنيه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحة أنه ونظراً لكون دول الخليج يجمعها مصير مشترك ونسيج واحد، استطاعت من هذا المنطلق أن تحقق العديد من الإنجازات على أرض الواقع، فقد حققت دول مجلس التعاون خلال 33 سنة الماضية مسارات عمل مشتركة من أبرزها الاتفاقية الاقتصادية ومشروع الربط الكهربائي، وعلى صعيد الموارد البشرية حققت دول الخليج تعاوناً واضحاً وملموساً في مجال العمل في القطاعين الحكومي والأهلي، من بينها مد الحماية التأمينية لمواطني دول المجلس العاملين في الدول الأعضاء، أما على الصعيد السياسي فنجحت الدول الأعضاء في صياغة مواقف مشتركة تجاه القضايا السياسية على كافة الأصعدة الإقليمية، منها والدولية وللمرأة الخليجية نصيب في الإنجازات التي حققها المجلس، وإن كانت غير مباشرة لكن جهود وإنجازات المجلس انعكست بجلاء على الدور التنموي للمرأة الخليجية.
وأضافت: تبوأت المرأة البحرينية العديد من المناصب ومارست حقوقها السياسية والمدنية، وأصبحت عضواً فاعلاً في المجالس التشريعية الخليجية، كما تبوأت العديد من المناصب القيادية في السلطة التنفيذية، فأصبحت الوزيرة والقاضية، بل واستطاعت اعتلاء مناصب قيادية دولية، ومن جانب آخر استطاعت المرأة الخليجية أن تستثمر المناخ الاقتصادي المتفتح في دول الخليج، ومارست دورها الاقتصادي ولعبت دوراً كبيراً في تحريك اقتصاديات دول المجلس، وعلاوة على دورها في مجال العلوم والتكنولوجيا فقد استطاعت المرأة الخليجية أن تبهر العالم باختراعاتها وإبداعاتها العلمية المتميزة.
بدورها قالت الشورية منيرة بن هندي إن المرأة الخليجية بشكل عام والبحرينية بصفة خاصة، استطاعت في ظل مجلس التعاون الخليجي أن تحقق مكتسبات عديدة، أهمها تنافس الدول الخليجية في تمكين المرأة، موضحة أن المرأة اليوم استطاعت أن تتبوأ كثيراً من المقاعد المتميزة، وأصبحت للمرأة الخليجية مكانة يعتد بها بين الدول، مشيرة إلى أنه لا يمكن إغفال التفاوت في تمكين المرأة بين دولة خليجية وأخرى، ولكن وجود المرأة الخليجية بصفة عامة في شتى المحافل لا يمكن إنكاره، كما إن وصول المرأة الخليجية إلى مناصب كانت في السابق مقتصرة على الرجال، يعد من أهم المكتسبات التي حققها مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أن المرأة البحرينية لاتزال تحلم بالوحدة الخليجية وتنتظرها طوال كل هذه السنوات.
من جهتها، أكدت سيدة الأعمال أفنان الزياني أن مجرد بقاء المجلس 33 سنة في حد ذاته يعد إنجازاً، موضحة أن منطقة الخليج تعد منطقة هامة بالنسبة للعالم كله بسبب وجود النفط وموقعها الاستراتيجي، مشيرة إلى أن تأسيس مجلس التعاون الخليجي أدى إلى تكريس الهوية الخليجية سواء على المستوى العالمي أو الإقليمي وفي تمثيل خليجي وتكتلات خليجية، مثل المفكرين والجمعيات والأعمال الفنية والمؤتمرات جميعها تأخذ طابعاً خليجياً، مؤكدة أن سوق العمل فتح للخليجيين، مردفة «بدأنا نرى البحرينيين يعملون في الخليج والعكس صحيح».
وطالبت الزياني بالعملة الموحدة بين دول مجلس التعاون، وبمنطقة جمركية واحدة، بحيث تسدد الرسوم الجمركية في نقطة واحدة في الخليج، مؤكدة أن شعب الخليج لايزال يتوق إلى كونفدرالية التي تتجسد في وحدة العملة واتفاقية اقتصادية تيسر كثيراً من الخدمات في دول مجلس التعاون، وعلى صعيد الاتفاقية الأمنية موضحة أن درع الجزيرة كان مثالاً حياً في أزمة البحرين لنجاح الاتفاقية الأمنية، مطالبة بالوحدة الخليجية التي ستنعكس إيجابياتها على جميع الدول الخليجية ومواطنيها.
ودعت الزياني دول المجلس إلى استثمار طاقة المرأة، خصوصاً وأن المرأة الخليجية متعلمة ومنتجة ولم تستغل طاقتها، مردفة أن «المجلس لايزال ينظر للمرأة نظرة خجولة ومتحفظة»، مطالبة المجلس بالعمل على استثمار طاقتها والاستفادة من هذه الكوادر المتميزة، مؤكدة أن التمكين الاقتصادي أصبح ضرورة اجتماعية سياسية، مشيرة إلى أن مملكة البحرين حققت كثيراً على هذا الصعيد، بينما على الجانب الآخر لاتزال المرأة في بعض الدول الخليجية لم يتم تمكينها وفقاً للتوقعات .
من جهتها، أكدت رئيسة جمعية سيدات الأعمال أحلام جناحي أن مجلس التعاون الخليجي حقق تعاوناً مشتركاً بين دول الخليج العربي، سواء على صعيد التعاون الأمني بين دول المجلس الذي ساهم في استقرار المنطقة، أو على الصعيد الاقتصادي ضمن إطلاق الاتفاقية الاقتصادية التي حققت إنماء متكاملاً بين دول الخليج، مشيرة إلى أن المرأة الخليجية خلال أكثر من ثلاثين عاماً دخلت في مجالات أرحب، فأصبحت وزيرة وسفيره، ونافست بشكل أكبر في قطاع الأعمال والاقتصاد، وخرجت من مجالات العمل التقليدية كالتدريس والتمريض إلى مجالات كانت حكراً على الرجال في السابق، وذلك بفضل تطور القوانين والتشريعات التي دعمت المرأة الخليجية والتي كانت تحد من إمكانات المرأة سابقاً.
في السياق نفسه قالت سيدة الأعمال هدى رضي إن مجلس التعاون الخليجي أسس وحدة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية متينة قياساً بدول العالم الثالث والشرق الأوسط بصورة عامة، حيث لا توجد منظومة من دول العالم الثالث لديها خطاب سياسي موحد مثل دول مجلس التعاون، بالإضافة إلى سهولة حرية الحركة والتنقل بين دول المجلس، مشيرة إلى وجود تعاون كبير في مجال الصحة والأمن، وفي الرؤية الموحدة في تطوير التنمية البشرية.