(رويترز): كانت الأجواء التي تحيط بنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم مفعمة بالسحر والإبهار حتى قبل أن يقدم ريال مدريد وجاره ومنافسه أتلتيكو واحدة من أفضل مباريات النهائي أمس السبت.
وقدرت وسائل إعلام إسبانية أن نحو 100 ألف شخص سافروا عبر الحدود إلى لشبونة إلا أن 40 ألفاً منهم فقط كان يحمل تذاكر لدخول المباراة التي فاز فيها الريال على أتلتيكو 4-1 عقب وقت إضافي في أول نهائي للبطولة الأوروبية بين فريقين من نفس المدينة.
وقال كارلو أنشيلوتي للصحافيين عن النهائي الذي لا ينسى والذي حمل الكثير من الأرقام القياسية «إنها أمسية خاصة وكنت أشعر بأن هناك شيئاً في الأجواء».
وأضاف «لم أكن على يقين أن الأجواء ستكون ساحرة إلى هذا الحد ونحن خاسرون والوقت ينفد لكنك تشعر بأن شيئاً ساحراً ربما يحدث في هذا الإستاد وفي تلك المدينة ولحسن حظنا فقد حدث هذا».
وشهد النهائي أكبر حصيلة من الأهداف في مباراة نهائية منذ تعادل ليفربول 3-3 مع ميلان في نهائي إسطنبول 2005 ليصبح الريال أول فريق يسجل أربعة أهداف في مباراة نهائية منذ فوز ميلان على برشلونة 4-0 في نهائي 1994.
وهذا هو أول نهائي منذ فوز مانشستر يونايتد على بنفيكا 4-1 في 1968 الذي يسجل فيه فريق ثلاثة أهداف في الوقت الإضافي ليفوز بكأس أوروبا عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
ولجأ بنفيكا ومانشستر يونايتد لوقت إضافي وقتها عقب إضاعة إيزيبيو لاعب بنفيكا فرصة تسجيل هدف الفوز في الثواني الأخيرة للقاء على إستاد ويمبلي قبل أن يفوز يونايتد 4-1 ليصبح أول فريق إنجليزي وقتها يفوز بلقب كأس أوروبا.
وقبلها بعام وفي النهائي الوحيد الآخر الذي أقيم في لشبونة من قبل أصبح سليتك أول فريق بريطاني يفوز باللقب عندما تغلب على إنتر ميلان 2-1.
وبينما تم الاحتفال بمن تبقى من لاعبي سلتيك ممن خاضوا هذا النهائي والذين عرفوا بأنهم «أسود لشبونة» في العاصمة البرتغالية خلال الأسبوع الماضي كان غياب إيزيبيو ملموساً.
وتوفي أعظم لاعب في تاريخ بنفيكا ومعشوق الجماهير البرتغالية في وقت سابق هذا العام وكذلك ماريو كولونا وهو أحد نجوم بنفيكا الذي فاز بكأس أوروبا في 1961 وكذلك في 1962 عندما تفوق 5-3 على ريال مدريد.
وشكل نهائي لشبونة رقم 13 الذي يخوضه ريال مدريد وبدا أنه يسير وفقاً لما هو معتاد من الفريق الإسباني الذي حصد اللقب الأوروبي العاشر له.
وخلال خمسة من أصل عشرة انتصارات بما في ذلك الفوز السبت كان ريال متأخراً في النتيجة قبل أن يقلب الدفة ويفوز.
كما كرر التاريخ نفسه بالنسبة لأتلتيكو الذي عانى من صدمة شديدة في النهائي الآخر الذي خاضه في 1974.
وكان أتلتيكو متقدماً 1-0 على بايرن ميونخ عقب تسجيل لويس أراغونيس هدف التقدم للفريق وقتها من ركلة حرة قبل ست دقائق على نهاية الوقت الإضافي للقاء.
وتوفي أراغونيس في وقت سابق هذا العام إلا أنه لم يكن ينسى على الإطلاق مدى المرارة التي انتابته عقب تسجيل جورج شفارزنبك هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي ليمنح بايرن التعادل 1-1 قبل أن يفوز بايرن في مباراة الإعادة التي أقيمت بعدها بيومين بنتيجة 4-0.
وصنع أنشيلوتي تاريخاً لنفسه بعد أن أصبح أول مدرب منذ بوب بيزلي في ليفربول الذي يفوز بثلاثة ألقاب لكأس أوروبا كمدرب. وكان بيزلي قد فاز بالألقاب الثلاثة في 1977 و1978 و1981.
وبات رونالدو أيضاً أول لاعب يسجل لفريقين مختلفين فازا باللقب الأوروبي حيث أحرز هدفاً مع مانشستر يونايتد أمام تشيلسي في 2008.
وانتهت المباراة وقتها بفوز يونايتد بركلات الترجيح رغم إهدار رونالدو ركلة الترجيح التي نفذها.
ولم يخطئ اللاعب عندما سجل هدفه السابع عشر في البطولة هذا الموسم وهو رقم قياسي جديد.
وهكذا مرت الأمسية حافلة بالأرقام القياسية.