عندما لا ترى الشمس تشرق في حياتك وتضيع في مفترق الطرق المقفرة فستخوض في أعماق ذلك البعد المظلم من حياتك، قد تتحسس هنا كجروح عميقة، ذكريات وانطباعات وصور حزينة من تجارب لم تكتمل أو إحباطات عديدة تضرب بجذورها في الماضي. أعراض الألم من تلك الجروح ستظهر عليك بين فترة وأخرى لتنسيك شكل الابتسامة، تمنعك من رؤية الألوان وتشل أحاسيسك في لحظة تسمى الآن. أنت تعلم جيداً أن تلك المعاناة تأتي دون سابق إنذار عبر أفكار الحسرة والندم، «لماذا أنا أشعر بهذه الطريقة، وأنا لم أقصد أن أفعل ذلك، وأنا لا أعرف ما جعلني أقول ذلك»، لذلك لابد لك من الخلاص والشفاء.
لا يعني شفاؤك أن تتجاهل هذه المعاناة، لأنه قد تنتهي الرحلة دون انتهائها، ولا حتى أن تجد وتعالج ندبة تؤلمك بملاحقتها لك على طول الطريق، لكن الشفاء هنا يعني أن تخوض أعمق في الماضي من تلك الجروح القديمة، وراء كل تلك الذكريات البعيدة وأحاسيس التجارب المؤلمة، إنها رحلة السفر إلى الداخل، إنها الولوج في جوهر أنفسنا، حيث ستجد منبع ذلك النور والدفء لديك المتوهج من طاقة الحب التي كانت موجودة، وستظل موجودة فيك إلى الأبد في داخلك، كيف لا وأنها مستمدة من المصدر وهو بحر بلا حدود، طاقة قوة الحب هي ما تحتاجه لشفاء كل الجروح القديمة.

علــي العــرادي
اختصاصي تنمية موارد بشرية